بعد فرار على عثمان ونافع : بيان للجيش يكشف وضع عمر البشير
قال الجيش السوداني إن الرئيس المعزول عمر البشير وعددا آخر من رموز نظامه من العسكريين ما زالوا في المستشفى تحت حراسة الشرطة.
وكان هؤلاء محتجزين بمستشفى علياء التابع للقوات المسلحة نظرا لظروفهم الصحية قبل اندلاع ما وصفه الجيش بالتمرد.
وأضاف الجيش السوداني -في بيان- أن البشير وكلا من بكري حسن صالح، وعبد الرحيم محمد حسين، وأحمد الطيب الخنجر، ويوسف عبد الفتاح، يخضعون للرعاية الطبية تحت حراسة الشرطة القضائية.
وأكدت القوات المسلحة السودانية أنها أصدرت هذه التوضيحات “سدا للذرائع ومنعا للتضليل الكبير الذي ظلت تروج له بعض الأبواق الإعلامية للمتمردين للتشويش على الناس”، بحسب تعبيرها.
وتأتي توضيحات الجيش السوداني وسط اتهامات متبادلة بين طرفي الصراع إثر الكشف عن هروب عدد من قادة النظام السابق من سجن كوبر في خضم القتال الذي اندلع قبل 11 يوما.
من جهتها، اتهمت وزارة الداخلية السودانية قوات الدعم السريع باقتحام 5 سجون وإطلاق سراح نزلاء في الفترة من 21 إلى 24 أبريل الجاري.
وذكرت الوزارة في بيان لها اليوم أن قوات الدعم السريع اقتحمت سجن كوبر وأطلقت سراح جميع النزلاء.
وكان مصدر في أسرة الرئيس السوداني المعزول قال إن البشير ووزير دفاعه السابق عبد الرحيم محمد حسين، والنائب الأول الأسبق بكري حسن صالح، والقيادي بحكومة الإنقاذ يوسف عبد الفتاح، موجودون بالمستشفى العسكري بأم درمان قبل اندلاع القتال لتلقي الرعاية الصحية.
وأضاف المصدر أن جميع الموجودين بالمستشفى يعانون من أمراض مزمنة استدعت وجودهم بالمستشفى منذ فترة ليس بالقصيرة.
اتهامات متبادلة
على صعيد آخر، أثار فرار قادة من نظام الرئيس السابق عمر البشير من سجن كوبر في الخرطوم جدلا واتهامات متبادلة بشأن من يتحمل مسؤولية ما جرى.
ومن أبرز القياديين الذين خرجوا من سجن كوبر علي عثمان طه (نائب الرئيس المعزول) وأحمد هارون (الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني) وعوض الجاز (قيادي في الحزب).
وبعد أن نشر هارون تسجيلا صوتيا شرح فيه ملابسات مغادرة السجن ودعا فيه إلى الالتفاف حول القوات المسلحة، رد الجيش السوداني ببيان أكد فيه أنه لا علاقة له بالبيانات الصادرة عن رموز نظام البشير الفارين من سجن كوبر، ومن ضمنها بيان أحمد هارون.
في المقابل، اتهمت قوات الدعم السريع الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش السوداني بأنها وراء إطلاق سراح رموز النظام السابق بالتنسيق مع الإسلاميين.
أما قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي فاعتبرت أن بيان أحمد هارون دليل على أن النظام السابق وحزبه ومن خلال عناصرهم الموجودة داخل القوات المسلحة والقوات النظامية، هم من يقفون خلف الحرب الدائرة الآن.
وأضافت قوى الحرية التغيير أن النظام السابق يهدف من خلال الحرب لإعادة ما وصفتها بالطغمة المستبدة إلى الحكم.
وفي البيان الصوتي الذي بثته قناة تلفزيونية سودانية أمس الثلاثاء، قال الرئيس السابق لحزب المؤتمر الوطني أحمد هارون إنه غادر السجن مع مسؤولين سابقين آخرين، وإنهم سيوفرون الحماية لأنفسهم، مشيرا إلى أنهم مكثوا في السجن “تحت تبادل نيران المعركة 9 أيام”، وقد انقطعت عنهم إمدادات المياه والكهرباء بشكل تام.
وأضاف هارون -وهو مطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية- أنه “مستعد إضافة إلى المسؤولين السابقين الآخرين للمثول أمام القضاء عندما يضطلع بدوره”.
يذكر أن الرئيس السوداني المعزول عمر البشير احتجز عقب الإطاحة به في أبريل/نيسان 2019 مع مسؤولين آخرين في سجن كوبر قبل أن ينقل لاحقا إلى المستشفى، وهو ملاحق في قضايا عدة تشمل انقلاب عام 1989 وقتل المتظاهرين والفساد المالي.