عندما أطلقت ( اليوناميد ) النار على ( الفزع ) في كاس .. القصة الكاملة ( صور)

قتل سبعة أشخاص وجرح ثلاثة آخرون في مدينة كاس بجنوب دارفور إثر إطلاق قوة من بعثة اليوناميد النار على فزع أهلى . وقال إبراهيم جبريل مودة نائب دائرة كاس بمجلس تشريعى بجنوب دارفور لـ"راديو دبنقا" ، إن عناصر متفلتة هاجمت أفراد من بعثة اليوناميد في بئر مياه خاص للبعثة في جنوب مدينة كاس، عصر يوم الخميس، واستولوا على عربة تابعة ليوناميد.

ولكن أفراد البعثة استطاعوا تعطيل العربة بعد إطلاق النار على إطارات العربة . وبعد نصف ساعة أي فى حوالى السادسة من عصر يوم الخميس ، جاء فزع من الأهالى كان يتتبع أثرا لماشية فى ذات المنطقة التي وقعت فيها الحادث، الأمر الذى قاد قوة بعثة اليوناميد إلى إطلاق النار على الفزع ، مما أسفر عن مقتل (6) من الفزع في الحال وجرح (3) آخرين وقتل عدد من خيول الفزع.

وفى صباح أمس الجمعة قال إبراهيم جبريل مودة ، إن وفدا بقيادة معتمد محلية كاس محمد إبراهيم عبد الله  وممثلين للجنة أمن المحلية والفزع وأهالي القتلى وقيادات الإدارت الأهلية وأعيان كاس توجه إلى مقر بعثة اليوناميد الذى يقع جنوب مدينة كاس لمعرفة ملابسات الحادث وحل المشلكة عرفيا، بيد أن افراد حراسة مقر بعثة اليوناميد، أطلقوا النار على الوفد ما أسفر عن مقتل شخص وجرح آخرين. وقال مودة إن نيران أفراد حراسة اليوناميد أجبر الوفد على العودة إلى داخل مدينة كاس. وعلى إثر ذلك قال مودة إن مواطني المدينة والفزع وأهالى القتلى والجرحى تجمعوا واحتشدوا في منطقة الغابة في غرب مقر بعثة اليوناميد منددين بالحادث، ومطالبين بدية القتلى والجرحى ورحيل البعثة من المنطقة. وأكد المعتمد أن الوضع لا يزال متوترا في المنطقة.

مواطنون في عربة يحملون جثامين ثلاثة من القتلي  وهم ملفوفون بالبروش المحلية

معتمد كاس يقدم توضيحات

وفى ذات السياق قال معتمد محلية كاس محمد إبراهيم عمر إن عدد قتلى وجرحى يومي الخميس و الجمعة في صفوف الأهالى بلغ (7) قتلى ، وجرح واحد، فيما أصيب (7) من قوات اليوناميد بجروح. وقال معتمد كاس لـ"راديو دبنقا" إن سبب المواجهات يعود الي أن هناك (3) مسلحين مجهولين حاولوا اختطاف عربة تابعة لليوناميد من إحدى الآبار القريبة من مقر بعثة اليوناميد يوم الخميس ، إلا أن افراد البعثة تصدت لهم وطاردتهم ، وأثناء المطاردة كانت هناك مجموعة من المواطنين في طريقهم من غرب كاس إلى منطقة القردود لتسوية مسألة تتعلق بسرقة أبقار.

ولكن قوات اليوناميد ظنت أن المجموعة تابعة للمسلحين ، فأطلقت عليها النار ما أسفر عن مقتل (6) من الأهالى فى الحال وجرح واحد، الأمر الذى أدى إلى تذمر وتجمهر الأهالي من مختلف القبائل أمس الجمعة ، وقاموا بحصار مقر اليوناميد بكاس. وعلى إثر ذلك تحركت لجنة الأمن المحلية إلى مكان التجمع بغرض إقناع الأهالي بفض التجمع وفك الحصار عن مقر اليوناميد. وفى أثناء ذلك، وفقا لمعتمد كاس، وصلت قوة تابعة لليوناميد من نيالا إلي مقر البعثة وقامت بإطلاق نيران كثيفة في الهواء ما أدى إلى سقوط جريح من الأهالي.

وكشف معتمد كاس لـ"راديو دبنقا" أن لجنة محايدة من الإدارة الأهلية ضمت جميع المكونات الاجتماعية بمدينة كاس استطاعت فض تجمعات الأهالي والفزع الذين احتشدوا فى منطقة الغابة في غرب كاس، موضحا أن هناك ترتيبات تقوم بها لجنة أمن المحلية مع أولياء الدم بغرض تحديد الخسائر، ومن ثم الجلوس مع اليوناميد لدفع تلك الخسائر.

جثث (2) من القتلي في انتظار نقلهم الى مثواهم الاخير

اليوناميد : دفاع عن النفس  

من جهته قال المتحدث باسم بعثة اليوناميد أشرف عيسى إن مسلحين مجهولين شنوا هجومين منفصلين علي أفراد البعثة بكاس ، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن (4) من المسلحين، وجرح آخر، وإصابة (6) من اليوناميد. وقال أشرف لـ"راديو دبنقا" إن الهجوم الأول وقع في حوالى السادسة من مساء يوم الخميس من قوة قوامها (40) مسلحا يمتطون الجياد والإبل، والذين أطلقوا النار على مجموعة من أفراد اليوناميد كانوا يحرسون إحدى آبار المياه ، مما أسفر عن مقتل (4) من المهاجمين وجرح آخر، بينما جرح اثنين من اليوناميد. وقال أشرف إن الهجوم الثانى وقع صباح أمس الجمعة على إحدى دوريات اليوناميد القادمة من نيالا، قرب مقر البعثة في محلية كاس ، وأسفر عن جرح أربعة من جنود البعثة. وأدان رئيس بعثة اليوناميد المُكَلَّف عبدون باشوا الحادث ، وناشد فى بيان له الحكومة بالإسراع في التحقيق في هذين الحادثين ومحاسبة الجناة.

لحظة وصول جثامين القتلي الى المقابر

جار النبي يتهم اليوناميد

ومن جانب الحكومة اتهم والي جنوب دارفور آدم جار النبي ، اتهم بعثة الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور "يوناميد" بقتل سبعة مواطنين عزل بمحلية كاس ، حيث تمت تصفية بعضهم بمعسكر البعثة. وكشف عن مباشرة لجنة للتحقيق في الحادث ليأخذ القانون مجراه.
وأكد جار النبي لقناة الشروق الموالية للحكومة  عن قيام سلطات الحكومة والولاية والإدارة الأهلية صوب مدينة كاس لتدارك الأحداث، وأضاف أن دم القتلى العزل لن يروح هدراً، حيث تم تحقيق فوري من الجهات الرسمية والإدارة الأهلية مع البعثة لتدارك الأمر هناك، وقال إن الأمر الآن بالمنطقة تحت السيطرة.
وأكد والي جنوب دارفور إخطار مسؤولي البعثة ليلة الخميس، بعدم التحرك لكاس دون علم السلطات، لكن تحركت قوة تعزيز من اليونايمد لمدينة كاس وأطلقت النار على المواطنين بحضور معتمد المحلية ولجنة أمن الولاية.