محجوب محمد صالح : دارفور لا تحتمل المزيد من الدماء

قبل ثلاثة اشهر وتحديدا في السابع عشر من شهر فبراير الماضي بدأ النائب الأول لرئيس الجمهورية متفائلا وهو يفتتح مؤتمر الصلح بين قبيلتي الرزيقات والمعايا في مدينة مروي البعيدة عن اجواء التوتر الدارفوري واكد في خطابه الافتتاحي للمجتمعين جدية الحكومة في تحقيق الامن والاستقرار وبسط هيبة الدولة وتجاوز التجربة المريرة التي تعيشها دارفور وذلك عبر المصالحات القبلية وتطبيق القانون وتنفيذ مشروعات التنمية الكبرى، ولكن ذلك كله كان حلما عصي التحقيق ولم يوفق مؤتمر الصلح في الوصول الى حل نهائي وانتهى المؤتمر والمعاليا يعترضون على البند المتعلق بملكية الارض بوثيقة الاتفاق والذي يعترف بملكية الرزيقات لها الامر الذي يرفضه المعاليا ويتمسكون بملكيتهم لمنطقتهم.

قبل ثلاثة اشهر وتحديدا في السابع عشر من شهر فبراير الماضي بدأ النائب الأول لرئيس الجمهورية متفائلا وهو يفتتح مؤتمر الصلح بين قبيلتي الرزيقات والمعايا في مدينة مروي البعيدة عن اجواء التوتر الدارفوري واكد في خطابه الافتتاحي للمجتمعين جدية الحكومة في تحقيق الامن والاستقرار وبسط هيبة الدولة وتجاوز التجربة المريرة التي تعيشها دارفور وذلك عبر المصالحات القبلية وتطبيق القانون وتنفيذ مشروعات التنمية الكبرى، ولكن ذلك كله كان حلما عصي التحقيق ولم يوفق مؤتمر الصلح في الوصول الى حل نهائي وانتهى المؤتمر والمعاليا يعترضون على البند المتعلق بملكية الارض بوثيقة الاتفاق والذي يعترف بملكية الرزيقات لها الامر الذي يرفضه المعاليا ويتمسكون بملكيتهم لمنطقتهم.

والأرض كانت سبب المشكلة منذ ان اندلع لهيب هذا الصراع قبل 50 عاما – في العام 1966- وظل يتجدد من آن لآخر فالرزيقات يعتبرون انفسهم اصحاب ارض وان الدار هي دارهم وهي دار الرزيقات والمعاليا مستضافون بها بتنازل منهم بينما المعاليا يعتبرون انفسهم اصحاب حق اصيل في الارض اكتشفوه بطول الاقامة فيها. وفشلت كل الجهود السابقة في حل هذا النزاع الا ان التطورات السياسية والمتغيرات التي حدثت مؤخرا زادت النزاع حدة وادخلت فيه عناصر جديدة وظل عدد الضحايا من الحروب يتصاعد كل ما انفجر الصراع من جديد.

قد وصل عدد الضحايا تجاه الصراع الذي حدث في يوليو من العام الماضي ذروة غير مسبوقة بسبب الاسلحة الحديثة التي دخلت المنطقة وقتل في ذلك الصراع ستمائة شخص واصيب قرابة الـ الاف بجراح.

أما الواقع الحالي بعد الاحداث التي انفجرت يوم الاثنين فقد كانت متوقعة منذ ان حشد فيها كلا الطرفين حشودا عظيمة واستعدوا لها بالرجال والعتاد مما أثار قلق كل المتابعين لما يدور في دارفور وحذر والي الولاية من مغبتها وقال ان الحكومة اتخذت استعداداتها وانهم سينشرون قوات عسكرية في منطقة عازلة بين الطرفين وناشد قادة القبيلتين احتواء الموقف وشارك في المناشدة مسئولو قوة حفظ السلام الاممية وممثلو الامم المتحدة ولكن كل هذه التحوطات والمناشدات لم تنجح في وقف الحرب التي اندلعت اول امس ونخشى ان تكون اكثر شراسة من الصراعات السابقة.

هذه قضية لا يمكن تجاهلها وتحتاج الى مقاربة جديدة والا فان معركة الامس ستغري بمعارك وصراعات جديدة وستعمق الجراحات القديمة وستزيد من حدة مسلسل الأخذ بالثار.

دارفور التي كانت ومازالت تنزف دما على مدى اثني عشر عاما لا تحتمل المزيد من سفك الدماء وتشريد المدنيين.

انها قضية تحتاج الى معالجة راشدة والى حراك من قيادات القبيلتين لحقن الدماء واستعادة مبدأ التعايش السلمي الذي افتقدته دارفور مؤخرا.

والا فان العواقب ستكون وخيمة على الاقليم وستنداح تداعياتها خارجه.

Welcome

Install
×