شباب شارع الحوادث: أم قسمة بائعة الشاي وإفتتاح مركز العناية المكثفة .. القصة الكاملة
لم تكن الوالدة روية دربون بائعة الشاي والمشهورة بأم قسمة،لم تكن تعلم بأن رحلة البحث عن العلاج لابنتها التي كانت تعاني من الاصابة بالفشل الكلوي،حتي حط ترحالها المضني من ولاية جنوب كردفان قبل نحو سبعة أعوام،ستدفع بها هذه الرحلة الطويلة الي عالم الانسانية والشهرة الواسعة ودعوات الكادحين في صيف وخريف وشتاء العاصمة الخرطوم التي لا ترحم حكومتها أبداً أبداً بسبب تقدميها من قبل مبادرة شارع الحوادث للاطفال لقص شريط الافتتاح لغرفة العناية المكثفة،فعندما وصلت أم قسمة وهذا الأسم الذي ينطبق علي الشخصية جوهر وقوة إرادة تمثل جسارة في تحدي الصعاب
لم تكن الوالدة روية دربون بائعة الشاي والمشهورة بأم قسمة،لم تكن تعلم بأن رحلة البحث عن العلاج لابنتها التي كانت تعاني من الاصابة بالفشل الكلوي،حتي حط ترحالها المضني من ولاية جنوب كردفان قبل نحو سبعة أعوام،ستدفع بها هذه الرحلة الطويلة الي عالم الانسانية والشهرة الواسعة ودعوات الكادحين في صيف وخريف وشتاء العاصمة الخرطوم التي لا ترحم حكومتها أبداً أبداً بسبب تقدميها من قبل مبادرة شارع الحوادث للاطفال لقص شريط الافتتاح لغرفة العناية المكثفة،فعندما وصلت أم قسمة وهذا الأسم الذي ينطبق علي الشخصية جوهر وقوة إرادة تمثل جسارة في تحدي الصعاب.
وصلت أم قسمة الخرطوم بعد ان تم تحويل ابنتها مريضة الفشل الكلوي من ولاية جنوب كردفان الي مستشفي جعفر ابنعوف للاطفال حيث ظلت أم قسمة تمارض طفلتها لمدة عام كامل بالخرطوم.ولجأت ام قسمة للعمل نهار امام المستشفي وممارضة ابنتها ليلاً،في تلك الفترة نشطت مجموعة من الشباب من الجنسيين في لفتة إنسانية بارعة للمساهمة في توفير العلاج للاطفال، فقام الشباب بمساعدتها أم قسمة بمبلغ من المال ومطالبتها حال حاجتها للمال مرة أخري أو إي مساعدة الحديث معهم مرة أخري وهم (جاهزين) وبعد فترة من العلاج المتواصل تحسنت الاوضاع الصحية لابنتها التي اصبحت تأتي للغسيل لفترات متباعدة.
تضامن الشعب السوداني وتلاحمه لم يقف عند ذلك بل تكفلت إحدي الطبيبات بتوفير المصروفات الدراسية لقسمة لمواصلة تعليمها وفي العام 2010م إلتحقت (قسمة) بالمرحلة الثانوية ومن ثم الالتحاق بجامعة الاحفاد كلية علم النفس .
رد الجميل والتحية جاء سريعاً من ام قسمة التي إنخرطت في مبادرة شارع الحوادث وتقدم لهم (كبابة الشاي المنعنع) والقهوة والبنابر للجلوس عليها والاشارة الي المحتاجين للعلاج الي شباب شارع الحوادث وحفظ الامانات واستقبال اي مساعدات ترد للشباب الذين لم يترددوا عندما إكتمل حلمهم بغرفة العناية المكثفة قاموا بتقديم والدتهم ام قسمة كرمز للنضال والصبر والتضامن لقص شريط الافتتاح وتقول أم قسمة انها كانت تتابع عمل وحلم الشباب (خطوة خطوة) ورددت (انها فرحانة وسعيدة وفخورة بهؤلاء الشباب وتحقيقهم لهذا العمل الضخم والانجاز الذي يستفيد من الاف الاطفال)
وعندما ذهبت بالحديث الي عضو مكتب الاعلام بشارع الحوادث يوسف هندوسا قال ان عملهم بداء قبل سنوات قليلة من خلال مجموعات فردية،لايتجاوز عددها عشرة أشخاص لكن عندما تم تدشين صفحة مبادرة شارع الحوادث للمساهمة في علاج الاطفال بمستشفي جعفر بن عوف عبر الفيس بوك في 28اغسطس 2012م تدافع المتطوعيين وتجاوب(الناس) مع المبادرة ولفت الي انهم أسسوا مكاتب لتسير العمل اليومي هما مكتب الاعلام ومكتب شوؤن العضوية والورديات لانسياب العمل بشكل مريح ومنتج،للمبادرة الموزعة بكل من مستشفي جعفر بن عوف للاطفال ومستشفي محمد الامين حامد بأمدرمان ومستشفي احمد قاسم للاطفال بالخرطوم بحري والمستشفي التركي بالكلاكلة،بجانب وجود فروع للمبادرة بغالبية ولايات السودان.
ورداً علي سؤال حول وجودهم كمبادرة ببقية المستشفيات الأخري بالعاصمة.أوضح هندوسا إنهم يتعاملوا مع الأطباء والطبيبات بتلك المستشفيات وأشار الي انهم لديهم ثلاث ورديات للعمل بالخرطوم خلال اليوم الواحد،حيث يبداء عمل الوردية الاولي من الساعة العاشرة صباحاً وحتي الخامسة عصراً برئاسة مشرف مسوؤل لانسياب العمل ومتعاونيين ،وتستلم الوردية الثانية عملها من الساعة الخامسة عصرا وحتي العاشرة ليلاً ويمضي عملها علي ذات الوتيرة للوردية الأولي بينما يختلف عمل الوردية الاخيرة لطبيعة عملها الذي يمتد حتي الصابح الباكر والتي تتطلب شخص لديه قدرة لي الحركة والتدخل السريع (سيارة)
وقال يوسف ان عدد المتطوعين حالياً أصبح كبيراً بفضل جهود المبادرة وإستجابتها للمساهمة في علاج المرضي،وأشار الي انهم في المبادرة يتعاملوا مع المتطوعيين بشكل مرن بدون لوائح صارمة وأوضح انهم يتركوا للمتطوع اختيار الوردية التي يريد العمل بها من وقت مبكر،وحول الانجازات الملموسة التي قدمتها مبادرة شارع الحوادث أشار الي غرفة العناية المكثفة التي تضم سبعة سراير بكامل أجهزيتها وبها نظام انذار مبكر تبلغ تكلفتها أكثر من أثنين مليار جنيه تم تجميعها من الشعب السوداني
وقال ان بعض النساء قمن بتقديم حلي ذهبية للمشروع كما تبرع الاطفال بقروش بسيطة لكنها ذات قيمة كبيرة تؤكد تضامن وتلاحم الشعب السوداني نساء ورجال وشبا واطفال في قضية مهمه وهي علاج الاطفال وبشأن عدد الحالات اليومية قال انهم في الخرطوم يستقبلون مابين 15الي 20 طفل يومياً تبلغ المنصرفات المالية مابين ثلاثة الي خمسة الف بينما تبلغ عدد الحالات بمستشفي امدرمان واحمد قاسم بالخرطوم بحري مابين 30الي 35 طفل يومياً لوجود أقسام حوادث بهما،واضاف هندوسا انهم يجدوا تعاون كامل مع الاطباء والادارات في المستشفيات ولا تواجههم الي مشاكل في العمل اليومي وحول تسجيلهم كمنظمة او جمعية لاكتساب صبغة قانونية قال إنهم اكملوا كافة الخطوات الضرورية لذلك وإنهم دفعوا بإوراقهم للجهات المختصة التي لم ترد علي طلباتهم حتي الان.
وحول طموحاتهم المستقبيلة قال إنهم يخططوا ويحلموا بأن يجد كل الاطفال العلاج وقيام مركز تخصصي وعندما سألته لماذا مركز تخصصي قال لي ان الفحوصات الطبية مكلفة جدا لذلك حال إمتلاكهم مركز تخصصي سوف يساعد في العمل بشكل كبير القضية الاخري التي اشار لها يوسف وهي انقطاع بعض الادوية عن الاطفال المرضي لعدم توفرها اوصعوبة الحصول عليها من قبل الأسر لان مبالغها باهظة وردد(هذا خطر) ويتسبب في مضاعفات وانتكاسة للاطفال المرضي
وحكي يوسف عدد من القصص الانسانية التي قبالتهم اثناء عملهم وقال انهم عندما يساهموا في علاج طفل مريض يكونوا فرحانيين وأشار الي ان والد أحد الاطفال عندما عجزعن سداد فاتورة علاج طفله أرجعه الي المنزل وتابع(هذه قضية محزنة) وقال انهم يجمعوا أموال العلاج عن طريق الاصدقاء والخيريين وردد(نعمل بمجاسفات) وحول رمزية قص شريط الافتتاح لمركز العناية المكثفة من قبل بائعة الشاي ام قسمة قال يوسف انهم ليس لديهم مكتب او بناية يديرون منها عملهم واضاف خالتنا ام قسمة كانت اول شخص يستقبلنا ويقدم لنا(بنابر) وشاي وقهوة
واوضح ان ام قسمة كانت تخفف عنهم ضغط العمل والشعور بخيبة العمل وتدعوهم للصبر وقوة الارادة وعدم اليأس،وبدأء يوسف مسروراً ببائعة الشاي ام قسمة التي وصفها بالوالدة الحنونة واردف(المراة السودانية ناجحة ومنتجة في كل زمان وتحت اي ظروف)وزاد(نقول الي والدتنا ام قسمة شكرا جزيلا)من المحرر:هذه اللفتة البارعة من قبل شباب شارع الحوادث بتقديمهم الي بائعة الشاي ام قسمة كرمزية لقص شريط الافتتاح تدفعنا للقول لهم كما قال شاعر الشعب محجوب شريف..ياشعبنا تسامي ويا هذا الهمام..تشق الدنيا ياما..وتطلع من زحاما زي بدر التمام..تدي النخلة طولا..والغابات طبولا..والايام فصولا..زي بدر التمام.