جبال النوبة : السماء تمطر رعباً وسعيراً من القنابل فوق الرؤوس والعالم يغض الطرف عنها!
ما من أحد التقينا به من النساء والرجال والأطفال في ولاية جنوب كردفان المحاصرة إلا ووجدنا لديه أكثر من مأساة شخصية يرويها لنا – ليست مأساة واحدة بل العديد.ولعل هذا المعيار الذي تنفطر له القلوب هو أصدق وأبلغ دليل على مدى ما آلت إليه هذه الأزمة الإنسانية والمحنة التي ابتليت بها حقوق الإنسان من التجذر والرسوخ؛ فها هم أهالي جنوب كردفان بعد أربع سنوات يرون العنف والظلم يحلان بهم المرة تلو الأخرى: مزيد من القنابل، فمزيد من التشرد والنزوح، ومزيد من الجوع، ومزيد من الثكل والموت والهلاك. إنها حملة قاسية لا تضرب مرة واحدة وكفى.