القبض على البشير ليس هو آخر التطلعات
انشغل العالم، والناس في السودان، بمحنة البشير أولا، ثم ثانيا بهروبه عبر دعم من مستضيفيه الأفارقة. وقد هدأت الآن العاصفة بانتظار ما ستسفر عنه الحبكات الدرامية للنظام التي وضعت البلاد في مأزق حرج للغاية. وجريا على العادة ما يزال أعوان البشير يكابرون، ويتعوذون، ويكبرون، ويقللون، من هذه الخطوة التي أساءت للسودان، ويصرون على الاستمرار في سياسة التحدي الدولي، وتجاهل حقائق الواقع الكئيب الذي يطبق على رئيسهم، وحال نظامهم، ويضيق حياة المواطنين الذين يعانون من غياب الاستقرار، والأمن، وعدم توفر حاجيات أساسية للغذاء، والصحة، والأمن، والتي تساعدهم على أن يبارحوا حياة الذلة في الداخل والخارج. غير أن المشكلة التي تواجه البلاد لا تكمن داخل مشهد المؤتمر الوطني فحسب، وإنما أيضا تكمن في داخل هذا العدد الكبير من النخب المستقلة، والتي انسحبت من المشهد السياسي إما بسبب الإحباط، أو إجادة التثشبث في الموقف الرمادي، أو انتظار الفرج عبر جهات أخرى، محلية أو دولية، لتزيل حرجها العظيم. بل إن بعضا من هذه النخب اتخذ مواقف احتياطية في حال تبعثر البلاد، وصار لا يطيق بذل كلمة حق لعون المواطنين الذين دفعوا من واقع المسغبة لتعلمه حتى حصل بعضهم على الكاريزما الإنسانية.
بقلم صلاح شعيب