لجنة تقصى الحقائق تؤكد قصف الطيران لود أبوك والتهجير القسري للمدنيين في النيل الأزرق
كشفت الحركة الشعبية عن نتائج التحقيق الذي جرى بواسطة لجنة تقصي شكلها حاكم النيل الأزرق ، حول التقارير الاعلامية التي صدرت عن الحكومة ، وأفادت بوجود انتهاكات لحقوق الانسان طالت المدنيين أثناء المعارك العسكرية التي وقعت الإسبوع الثاني من يونيو الجاري بين الجيش الشعبي والقوات الحكومية ومليشياتها ، وخلصت اللجنة الى المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الانتهاكات التي وقعت في ود ابوك جراء القصف الجوي الحكومي.
كشفت الحركة الشعبية عن نتائج التحقيق الذي جرى بواسطة لجنة تقصي شكلها حاكم النيل الأزرق ، حول التقارير الاعلامية التي صدرت عن الحكومة ، وأفادت بوجود انتهاكات لحقوق الانسان طالت المدنيين أثناء المعارك العسكرية التي وقعت الإسبوع الثاني من يونيو الجاري بين الجيش الشعبي والقوات الحكومية ومليشياتها ، وخلصت اللجنة الى المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول الانتهاكات التي وقعت في ود ابوك جراء القصف الجوي الحكومي.
وفيما يلي نص تقرير نتائج لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ود أبوك الصادر عن الحركة الشعبية
أصدر حاكم إقليم النيل الازرق، الأستاذ زائد عيسى زائد، في 15 يونيو 2015، قرارا بتشكيل لجنة عليا لتقصي الحقائق حول التقارير الإعلامية الصادرة عن حكومة المؤتمر الوطني والمتحدثة عن إنتهاكات لحقوق الإنسان طالت المدنيين أثناء المعارك العسكرية بمنطقة ود أبوك في الإسبوع الثاني من يونيو الجاري بين الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال والقوات الحكومية والمليشيات التابعة لها. وقد جاء قرار تكليف لجنة تقصي الحقائق من سبعة أعضاء، محددا لمجال عملها بالتحقيق حول الإنتهاكات التي طالت المدنيين، إضافة الى تقصي الحقائق حول الأضرار التي أصابت ممتلكاتهم من حرق وتدمير.
وقد قامت لجنة تقصي الحقائق بإجراء عدد من الزيارات والمقابلات في المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الشعبي شمال والمحيطة بمدينة ود أبوك، فضلا عن الإتصال بعدد من المصادر المؤثوقة داخل مناطق سيطرة القوات الحكومية بالنيل الازرق.
ووفقا للتقرير الصادر عن لجنة تقصي الحقائق، فإن قوات الجيش الشعبي شمال قد دخلت مدينة ودابوك وإستولت علي المواقع العسكرية الاربعة فيها دون مقاومة تذكر بعد فرار القوات الحكومية، ولم تتعرض للمواطنيين بأي أذي، بل علي العكس، ووفقا للشهادات التي إستمعت اليها اللجنة فقد دارت نقاشات بين قادة متحرك الجيش الشعبي ومجموعات من المواطنين لطمأنتهم حول مهمتهم، ودار بينهم تبادل المعلومات حول جرائم النظام في المناطق الأخرى من الإقليم .
وذكر الأستاذ يوسف الهادي يوسف، رئيس لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ود أبوك، أن مقابلاتهم مع قيادات المتحرك العسكري لقوات الجيش الشعبي شمال المتجه لمدينة ود ابوك قد أكدت أنهم قد تفاجاؤا بوجود مجموعة من المليشيات المسلحة ببنادق الكلاشنكوف داخل الغابة قبل مدينة ود أبوك يرتدون الزي المدني ويسكنون في خيام شبيه بالفرقان، قامت بقفل الطريق و إطلاق النيران علي قوة الجيش الشعبي، ومن ثم تم تبادل لإطلاق النار بين القوتين.
وجاء في حديث الأستاذ يوسف الهادي يوسف، أن مقابلاتهم مع العسكريين من الجيش الشعبي ومع عدد من المدنيين الفارين من المنطقة، فضلا عن إتصالاتهم مع مصادرهم بمناطق سيطرة الحكومة في النيل الأزرق قد تأكدت من إنسحاب قوات الجيش الشعبي شمال من مدينة ودأبوك بعد تزايد عمليات القصف الجوي والمدفعي داخل المدينة وذلك تفادياً لإتساع الإصابات والخسائر وسط المدنيين، وإنه على الرغم من إنسحاب قوة الجيش الشعبي من المدينة، إلا القصف الجوي والمدفعي قد إستمر داخل المدينة بطريقة عشوائية، مستخدمة فيه طائرتين ميج وطائرة انتنوف وأربعة طائرات أبابيل. حيث أكد رئيس لجنة تقصي الحقائق، انه وفقا لما تحصلت عليه اللجنة من شهادات، فإن سكان ود أبوك قد إضطروا للهروب من المدينة في كل الإتجاهات خوفا من نيران القصف الجوي والمدفعي للقوات الحكومية، خاصة بعد إشتعال الحرائق بصورة سريعة في منازلهم. كما أكد التقرير عن تسبب القصف في مقتل وإصابات اعداد كبيرة من المدنيين، والحرق الكامل لمساكن المدنيين وتدمير لسوق المدينة ولمحطات المياة والمساجد وغيرها من ممتلكات خاصة.
وقد كشفت لجنة تقصي الحقائق حول أحداث ودأبوك عن مجموعة من الخلاصات والنتائج الرئيسية توصل اليها، تمثلت في:
أولا: عدم حرص القوات الحكومية والمليشيات التابعة لها علي سلامة و أمن المدنيين وممتلكاتهم بوجود معسكراتها داخل المدنية، في أربعة معسكرات وسط وحول مساكن المدنيين، الأمر الذي يعد جريمة بإستخدام المدنيين كدروع بشرية.
ثانيا: قيام السلطات الحكومية بتجنيد مجموعات من المليشيات من القبائل الرعوية بالمنطقة مستفيدة من تواجدهم وتحركهم في مناطق التماس، وإستخدامهم كمصادر للمعلومات، وكنقاط مواجهة أولية ضد الجيش الشعبي شمال.
ثالثا: تأكد للجنة تقصي الحقائق من خلال مقابلاتها وإتصالاتها بمصادرها المؤثوقة داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة عن أن أثار القصف الجوي والمدفعي قد نتج عنه الحرق شبه الكامل لمدينة ودابوك، بما فيها المساكن والأسواق والمرافق الخدمية بالمدينة، باللإضافة الى تعرض المئات من المواطنين للإصابات والجروح، وذلك وفقا للأعداد الكبيرة من المصابين بالمستشفيات.
خامسا: أكدت مصادر عديدة تحدثت معها لجنة تقصي الحقائق عن إضطرار مجموعات كبيرة من المواطنين من النزوح من مدينة ود ابوك وما حولها شمالا نحو مناطق قلي، رورو وبوط.
سادسا: إلتقت لجنة تقصي الحقائق بالطفلة البالغة من العمر اربع سنوات، إيمان فضل المولي، والتي عٌثر عليها تائهه في الغابة مزعورة، بعد الهروب والنزوح الجماعي للمواطنين، بما فيها أسرتها، خارج مدينة ود أبوك بسبب قصف القوات الحكومية.
وفي ختام تقرير لجنة تقصي الحقائق حول الإنتهاكات التي طالت المدنيين، توصلت اللجنة الى مجموعة من التوصيات، شملت:
– تكوين لجنة دولية مستقلة لتقصي الحقائق حول الإنتهاكات والجرائم المصاحبة لمعركة ودابوك بين الجيش الشعبي لتحرير السودان شمال والقوات والمليشيات الحكومية، بما فيها الوقوف ميدانيا على آثار القصف الجوي و المدفعي علي المدنيين.
– إيجاد آلية للتأكد من إبعاد معسكرات القوات الحكومية و المليشيات التابعة لها بعيدا عن المواقع السكنية للمدنيين.
– إطلاق الحملات الدولية والإقليمية لوقف القصف الجوي الحكومي على المدنيين ووممتلكاتهم.
– وضع آلية للمراقبة ولتحديد ممرات آمنة للرعاة، تبعدهم عن خطوط المواجهة، وتضمن عدم توظيفهم في الصراع السياسي بتسليحهم وإستخدامهم كمليشيات من خلال التعبئة القبلية والدينية.
– قيام لجنة من إتحاد المراة بالمناطق المحررة وسكرتارية الامومة والطفولة بتوفير الرعاية الكافية للطفلة إيمان، بضمان سلامتها وصحتها، وبذل كافة الجهود الإنسانية للإتصال بأسرتها النازحة، بما فيها جهود الإتصال الصليب الدولي من اجل لم شملها بذويها.