وكيل وزارة الخارجية الاسبق: السودان استعجل في قطع علاقاته مع إيران وفقد دور الوسيط

قال السفير فاروق عبد الرحمن الوكيل الأسبق لوزارة الخارجية إن السودان استعجل في قراره القاضي بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران. وذكر في مقابلة مع راديو دبنقا تذاع اليوم الثلاثاء  أنه لا يستنكر تضامن السودان مع المملكة العربية السعودية ولكن كان من المتوقع أن تتم تهدئة العواطف بدلا عن اتخاذ مثل هذا القرار الذي كان يجب أن يكون فيه بعض التروي، مؤكدا ألا أحد يرضى تعرض سفارة المملكة وممثليتها لمثل هذا الهجوم ولكن كان هنالك أشياء يمكن بها تجاوز مثل هذه الهنات الصغيرة.

وتوقع السفير فاروق عبد الرحمن أن تعود العلاقات بين السودان وإيران وبين السعودية وإيران في وقت قريب، مشيرا إلى أن وقتا سيضيع في تطوير العلاقات مرة أخرى بين هذه الدول. وقال السفير إن الانتظار قليلا كان أفضل وأن بإمكان السودان محاولة لعب دور الوساطة بين السعودية وإيران. وأشار السفير فاروق عبد الرحمن إلى فقدان السودان لوزنه بسبب التضارب الحادث في اتخاذ القرار دون علم وزير الخارجية أحيانا، مذكرا بأن الخارجية هي التي يفترض أن ترفع التوصيات لرئاسة الجمهورية وللحكومة لاتخاذ القرار ولكن يبدو أن القرار يصدر من أعلى وعلى وزارة الخارجية التنفيذ. وذكر بأنه في السابق كانت هنالك لجان سياسية ودراسات مسبقة لأي مسألة قبل اتخاذ قرار بشأنها وأن اتخاذ قرار بقطع العلاقات بهذه الصورة لا يتم إلا في حالة حصول عدوان مباشر.

وأشار السفير فاروق عبد الرحمن إلى أن السودان فقد دوره في الساحة الأفريقية والعربية والإسلامية مذكرا بدور السودان في السابق في العام 67 ومؤتمر اللاءات الثلاثة. وأعرب السفير عن حزنه للوضع السوداني وكذلك الوضع في وزارة الخارجية التي وصفها بأنها كانت "صوتنا في الخارج". واعرب السفير عن أمله أن تستعيد بعض ما سماه البريق القديم، مناشدا بفتح الباب أمام الدماء الشابة من أهل الكفاءات للعمل في الخارجية وليس من أهل الولاء وأن يستعيد السودان دوره في الخارج.

 وكانت  وزارة الخارجية أعلنت يوم الاثنين قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران تضامنا مع المملكة العربية السعودية، في مواجهة ما سمته المخططات الإيرانية. وقالت الخارجية في بيان إن الخرطوم قررت قطع العلاقات مع إيران على الفور وسبق بيان وزير الخارجية إبلاغ مدير مكتب البشير طه عثمان  وولي وولي العهد السعودي بقطع السودان علاقاته مع إيران تضامنا مع المملكة.