الهيئة القومية لدرء الأوبئة تطالب بإعلان حالة الطوارئ الصحية في مناطق وباء الكوليرا المستمرة في حصد الارواح

طالبت نقابة أطباء السودان الشرعية والهيئة القومية لدرء الأوبئة الحكومة بإعلان حالة الطوارئ الصحية في مناطق وباء الكوليرا، ودعوة منظمة الصحة العالمية إلى التدخل وتقديم الدعم المادي والعيني لمقاومة انتشار المرض. وقال الفاتح عمر السيد القيادي في نقابة أطباء السودان الشرعية والهيئة القومية لدرء الأوبئة لـ"راديو دبنقا" أمس إن وباء الكوليرا تحول من الوضع المؤقت الحاد إلى وباء مستوطن، محذرا من معبة هذا التحول الخطير، وحمل الحكومة مسؤولية عدم قيامها بواجبها منذ مراحل الوباء الأولى في النيل الأزرق قبل عشرة أشهر. واستبعد د. الفاتح انتقال الوباء من دولة جنوب السودان مشيراً إلى أن عدد الوفيات في السودان أكثر منه في دولة جنوب السودان.

وحول الجهود الجارية للمكافحة أوضح الدكتور الفاتح السيد أن الموجة الحالية من وباء الكوليرا اجتاح  126 قرية في ولاية النيل الأبيض بالإضافة إلى أحياء الخرطوم. وأعلن لـ"راديو دبنقا" أمس عن تأسيس الهيئة السودانية لدرء الأوبئة مؤخراً التي تضم عدد من المنظمات والمتطوعين، وأوضح أن الهيئة تعمل في مجال التثيف الصحي وجمع التبرعات الماديى والعينية اللازمة لتوفير المحاليل الوريدية والمطهرات والمنظفات.

ما زالت معدلات الإصابة بالكوليرا التي تسميها الحكومة الإسهالات المائية الحادة تشهد تصاعداً كبيراً في ولايات الخرطوم والنيل الأبيض وسنار وكردفان. وقالت ناشطة من حي العزبة ( طيبة الأحامدة ) لـ"راديو دبنقا" إن الحي سجل 10 حالة إصابة أمس الأربعاء ليرتفع العدد الكلي للحالات إلى 35. وأوضحت أن المرضى اضطروا للبقاء في منازلهم وتناول المحاليل الوريدية بإشراف ممرض الحي نسبة لعدم وجود مركز صحي مؤهل. ونوهت إلى إغلاق المركز الصحي بالحي في وقت سابق دون مراعاة للأوضاع الصحية للمواطنين. وأشارت إلى نشاط المبادرات الطوعية في مجالات إصحاح البيئة والتوعية الصحية وناشدت الأطباء والكوادر الطبية للتطوع في المبادرة.

ومن جانبه قال الدكتور الفاتح السيد القيادي في الهيئة القومية لدرء الأوبئة لـ"راديو دبنقا" إن عدد الوفيات في حي العزبة التي بلغت 10% من عدد المصابين ليتجاوز الرقم العالمي  الذي يقدر 1,5 % واعتبر هذا مؤشراً خطيرا لتفشي المرض. وقال إن الهيئة افتتحت أمس الأربعاء مركز عزل مؤقت في طيبة الأحامدة لتقديم العلاج للمرضى الذين يتجاوز عددهم 40 حالة. وقال إن بقاء المصابين في منازلهم في حي العزبة أدى إلى اتساع دائرة المرض.

وفي جبال النوبة توفي (10) أشخاص على الأقل بالكوليرا وأصيب (58) آخرون بمحلية الدلنج بولاية جنوب كردفان وذلك في الفترة مابين (31) مايو إلى (6) يونيو الجاري. وقال مصدر صحي لـ"راديو دبنقا" من الدلنج إن هذه الحالات أغلبها قادمة من منطقة الفرشاية شمال مدينة الدلنج. وقال إن لجنة أمن محلية الدلنج قررت  يوم الثلاثاء بعد تلقيها لتقرير حول الكوليرا بالمحلية وقف دخول الخضرورات القادمة من منطقة الفراشة ونشر الفرق الصحية بأحياء مدينة الدلنج لتقديم االمزيد من العون والتوعية.

وفي ولاية سنار توفى شخصان بالكوليرا بمدينة سنجة بولاية سنار يوم الثلاثاء. وقالت مصادر طبية لـ"راديو دبنقا" من مدينة سنجة أمس إن مستشفى سنجة استقبل (6) حالات إصابة بالكوليرا. وأعلن عن وفاة اثنين من المصابين وهما من حييي القلعة والشرقي يوم الثلاثاء. وأوضح أن حالات الإصابة الأربعة الأخري لا تزال تخضع للعلاج بمستشفى سنجة.

وفي ولاية النيل الأبيض تزايدت إصابات قرى ام سعف بمحلية  كوستي بالمرض. وأوضح عبد الرحمن الصديق رئيس منظمات المجتمع المدني لـ"راديو دبنقا" أمس وفاة 3 أشخاص وإصابة 15 آخرين بالكوليرا خلال يومي الثلاثاء والأربعاء. وقال إن مستشفى المرابيع سجل حالة وفاة واحدة يوم الثلاثاء وأشار إلى وجود عدد كبير من الحالات المنومة في الجزيرة أبا وعسلاية والمرابيع. ووجه انتقادات لحكومة ولاية النيل الأبيض على عدم توفير المعينات الأساسية لعلاج مرض الكوليرا.

وكانت لجنة أطباء السودان المركزية اتهمت يوم الثلاثاء السطات الصحية بإخفاء المعلومات عن وباء الكوليرا الذي يفتك بآلاف السودانيين في ولايات النيل الأبيض والخرطوم وسنار وكردفان. وقالت لجنة الأطباء في بيان إن برتكولات منظمة الصحة العالمية تعرف الحالات الواردة إلى المستشفيات بأنها كوليرا  لكن الحكومة ترفض ذلك وتقول إنها إسهالات مائية.