مبادرات شعبية وحزبية لمكافحة الكوليرا وعراقيل حكومية

انتظمت العديد من المبادرات الشعبية والمدنية غير الحكومية لتنشط في مجال مكافحة الكوليرا وسط عراقيل …

انتظمت العديد من المبادرات الشعبية والمدنية غير الحكومية لتنشط في مجال مكافحة  الكوليرا وسط عراقيل حكومية، في الوقت الذي تفشى فيه الوباء في 12 ولاية وحصد أرواح مئات خلال شهرين. وقالت نجدة منصور الناشطة في المبادرات الشعبية إن نشاط المبادرات بدأ العام الماضي عند ظهور الوباء في ولاية النيل الأزرق ثم تمدد إلى بقية الولايات لسد الفجوة التي خلفها ضعف الرعاية الصحية المقدمة من قبل وزارات الصحة الولائية والإتحادية. وذكرت أن المبادرات الشعبية المدنية العاملة في مجال مكافحة الكوليرا تتمثل، على سبيل المثال، في مبادرة أغيثوا النيل الأورق التي تم تأسيسها العام الماضي، ثم مبادرة أغيثوا النيل الأبيض التي تم تغيير اسمها بعد تفشي الوباء في جميع أرجاء السودان إلى مبادرة أغيثوا السودان، بالإضافة إلى الهيئة القومية لدرء الوبائيات ومبادرة شارع الحوادث ونفير كوستي والهلال الأحمر، وحملة طوارئ طيبة الأحامدة بالخرطوم.

وأشارت نجدة منصور إلى أن المبادرات تنشط في تقديم الخدمات العلاجية الإسعافية والمجال الوقائي والتثقيفي والإعلامي، ونوهت إلى وصول الأطباء العاملين في المبادرات إلى المتأثرين في منازلهم وتقديم الخدمات الإسعافية ونقلهم إلى مراكز العزل. ونبهت إلى أن المبادرات تستخدم وسائط التواصل الإجتماعي مثل الواتساب لتنسيق عملها بالإضافة إلى استخدام الفيسبوك وتويتر في مجال التوعية الصحية عبر الفيديوهات والصور التوضيحية. وذكرت أن المبادرات قامت بإصدار نشرات ومقاطع الفيديو حول تشخيص المرض والإرواء وطرق إعداد محاليل التروية في المنزل وصولا إلى طرق الوقاية. وأشارت إلى الإسهام في إعداد الشباب والكوادر الوسيطة للعمل في مجال التثقيف الصحي والتوعية، وقالت إن برنامح ( من بيت لبيت ) الذي نظمته المبادرات بزيارة المنازل ساهم في التعرف على حجم انتشار الكوليرا وتحديد على الطرق الكفيلة للتعامل معها. وأفادت بأن المبادرات عملت على توفير الأدوية والمحاليل الوريدية وأملاح التروية، بالإضافة إلى توفير الصابون والمطهرات والمنظفات في المستشفيات. وحول العمل في مجال التثقيف الصحي قالت إن الفرق الميدانية في  المبادرات تنشط في مجال التثقيف الصحي في المنازل وتستخدم منابر المساجد والتجمعات العامة والأسواق والمواصلات العامة وأماكن الإفطارات الجماعية للتوعية بكيفية تجنب الإصابة بالكوليرا والطريقة المثلى للتعامل مع المصابين.

وأضافت نجدة منصور بأن المبادرات تعمل على تنظيم برامج إصحاح البيئة وحملات الرش في الطرقات والمنازل كما تقوم بجهود مقدرة في إصلاح شبكات المياه  للقضاء على جذور الوباء مشيرة إلى أن تلوث المياه كان السبب الرئيس للانتشار الواسع للكوليرا في النيل الأبيض. وزادت بأن المبادرات تعمل في المجال الإعلامي برصد أرقام المصابين في مركز العزل والأحياء وتمليكها لوسائل الإعلام المستقلة للتعريف بمعدلات انتشار المرض ووجهت انتقادات للتعتيم الحكومي على الإحصائيات.

وامتدحت الناشطة نجدة منصور المبادرات على اتفاقها على رؤية  موحدة وتحديد منهجية علمية للتدخل مستهدية بالرؤية الفنية للأطباء والكوادر العاملة في المجال الطبي والاختصاصيين الصحيين. وحول الانتقادات الموجهة للمبادرات بأنها تنشط في المجال السياسي قالت نجدة منصور إن السياسة لا يمكن أن تنفصل عن العمل المدني الإنساني وأوضحت بأن المشكلات الإنسانية تحدث في سياق سياسي لعدم قيام الحكومة بواجباتها في توفير الخدمات. وأكدت على أهمية السعي للتغيير في المجال الصحي والإنساني عبر نشر الوعي بما يضمن تقديم الحلول الجذرية ووضع استراتيحية بعيدة المدى للحلول.

وأكدت على ضرورة إخطار المواطنين بأن هذه الخدمات مقدمة من قبل المبادرات الشعبية وليست الحكومة. ووجهت الناشطة نجدة منصور انتقادات لاذعة  للحكومة على فتح المدارس يوم الأحد الماضي وتجاهل مطالب المبادرات الشعبية بعدم فتح المدارس إلى حين انحسار الوباء ووصفت ذلك بالتصرف غير المسئول.

وطالبت الحكومة بالكف عن العبث بأرواح الأطفال والتلاميذ والتعاطي وفقا للبروتوكولات العالمية الخاصة بالأوبئة والإعلان عن الوباء. وأشارت إلى تردي البيئة المدرسة وتدني الوعي الصحي للتلاميذ بطرق انتشار المرض. وحول العقبات والعراقيل التي تواجه عمل المبادرات الشعبية قالت الناشطة نجدة منصور إن المبادرات تواجه عراقيل مباشرة من قبل الأجهزة الحكومية مشيرة إلى منعها من العمل في النيل الأورق العام الماضي. وأاشارت إلى تخفيف الحكومة للتضييق وطالبتها بالتعاون مع الجهود الشعبية واحتواءها وتوجيهها في إطار حل المشكلات. وأشارت إلى أن عدم إعلان الحكومة عن الوباء يعد العقبة الرئيسية التي تواجه المبادرات. ووجهت انتقادات لطبيعة التعاطي الإعلامي الرسمي مع تفشي وباء الكوليرا، وأكدت أن رسالة واحدة مصممة بعناية ودقة في وسائل الإعلام الرسمية كفيلة بانحسار الكوليرا.

وحول دور الأحزب السياسية في مجال مكافحة الكوليرا أكد نور الدين صلاح الدين رئيس حزب المؤتمر السوداني لولاية الخرطوم لراديو دبنقا أن حزبه يتحرك في مجال مكافحة الكوليرا على المسارين السياسي والإنساني. وأوضح بأن المسار السياسي تمثل في الضغط على الحكومة للاستجابة للنداءات بالإعلان عن الكوليرا مشيراً إلى الحكومة رفضت الإعلان عن الوباء. وقال إن الحزب أصدر عدداً من البيانات التي حملت معلومات موثقة عن معدلات انتشار الكوليرا في محتلف أرجاء البلاد، وأشار إلى تنسيق الحزب مع حلفائه من الأحزاب الأخرى وإصدار بيان مشترك لتحديد موقف الأحزاب من الوضع الإنساني وكيفية التعاطي مع الوباء بالإضافة إلى تقديم مذكرة إلى وزارة الصحة حملت توقيعات عدد كبير من الأحزاب.

وحول دور الحزب في المجال الإنساني قال نور الدين صلاح الدين لراديو دبنقا إن القطاع الصحي للحزب تحرك بفاعلية في المجال الإنساني بالتنسيق مع عدد من الهيئات والمنظمات العاملة في المجال الصحي ومنها الهيئة السودانية لدرء الوبائيات التي أعلن عن تأسيسها في أواخر رمضان المنصرم من داخل منزل الزعيم الأزهري. ونبه صلاح الدين إلى أن الحزب نفذ حملات صحية في ولايات الخرطوم ونهر النيل والنيل الأبيض وغرب كردفان، وأشار إلى أن نشاط الحملات انحصر في  توزيع مطبقات التوعية وتعليق الوسترات الجدارية  للتعريف بالمرض وكيفية التعامل معه والوقاية منه.

ونوه إلى انتشار فرق الحزب في الزوايا وأماكن الإفطارات الجماعية للتوعية بمرض الكوليرا بالإضافة إلى توزيع الأدوية والمحاليل الوريدية في الأماكن ذات الحاجة الماسة. وحول تعامل الحكومة مع جهود الحزب في المجال الصحي اتهم نور الدين صلاح الدين الحكومة بترصد الهيئات والمنظمات الحكومية التي تنشط في مجال مكافحة الكوليرا عبر الاعتقالات والمداهمات.

وقال إن منسوبي الحزب تعرضوا لثلاث حملات اعتقالات طالت 14 من عضويته في كل من الحاج يوسف وأمبده وأبو زبذ بشمال كردفان أثناء قيامهم بواجبهم في توعية المواطنين بكيفية الوقاية من الكوليرا بالإضافة إلى مصادرة بوسترات ومنشورات التوعية والمحاليل الوريدية والمطهرات. وقال إن آخر الاعتقالات حدثت يوم الاثنين والتي طالت اثنين من منسوبي الحزب في أبو زبد بشمال كردفان، واستهجن قرار الحكومة بفتح المدارس بالرغم من تفشي الكوليرا وبداية فصل الخريف.

Welcome

Install
×