محاصرة طلاب دارفور مستمرة بقرية الشيخ الياقوت والمعارضة تشكل غرفة طوارئ

تحاصر قوات الشرطة منذ ظهر أمس الخميس طلاب جامعة بخت الرضا المستقيلين في قرية الشيخ الياقوت. وحذر أحد القيادات الطلابية الحكومة من اللجوء للحلول الأمنية مشيراً إلى أن قضيتهم مطلبية بحتة ولا علاقة لها بالسياسة. وأوضح أن ممثلين للطلاب عقدوا اجتماعا مع لجنة من حكومة ولاية النيل الأبيض من بينها ممثلين لإدارة الجامعة بوساطة من الشيخ الياقوت وممثلي منظمات المجتمع المدني. وأشار إلى الاتفاق على توفير فرص المحاكمة العادلة للطلاب المحتجزين وتوفيق الأوضاع الأكاديمية للطلاب الذي لم يتمكنوا من الجلوس لامتحانات العملي وإسقاط المحاسبة عن الطلاب. ونبه إلى أن اللجنة الحكومية لم توافق على المطلب الخاص بإعادة الطلاب المفصولين. واعتبر قضية إعادة الطلاب المفصولين مطلبا جوهريا مؤكدا على تمسكهم بهذا المطلب.

وفي قرية الشيخ الياقوت اجتمع وفد مبادرة المجتمع المدني مع الطلاب أمس وأكد الصادق آدم إسماعيل أمين السياسات في مبادرة المجتمع المدني لراديو دبنقا ان ممثلين للمبادرة اجتمعوا أمس مع لجنة من الطلاب المستقيلين الذين منعهم جهاز الأمن من الدخول إلى الخرطوم حيث أكدت المبادرة تضامنها الكامل مع مطالب الطلاب. ووصف الصادق في مقابلة مع راديو دبنقا من قرية الشيخ الياقوت أمس الحلول المقترحة بواسطة اللجنة المكونة بواسطة والي النيل الأبيض بالمقبولة مبدئيا وأنها يمكن أن تكون إطار للحل وطالب بصياغة الحلول صياغة قانونية واتخاذ الجهات المعنية مثل مدير الجامعة ووزارة التعليم العالي للقرارت المطلوبة في هذا الشأن، كما طالب الصادق إسماعيل النيابة بإحالة ملف الطلاب المتهمين بقتل اثنين من أفراد الشرطة إلى المحكمة. وقال إن العقبة الرئيسية أمام لبتنفيذ هي قضية الطلاب المفصولين والمتهمين موضحا إمكانية حلها بالحوار الجاد مع الجهات المعنية. ووصف الصادق إسماعيل الوضع الصحي واللوجستي للطلاب في قرية الشيخ الياقوت بأنه في غاية السوء مطالبا الجميع بالتدخل العاجل.

وفي الخرطوم ساندت القوي السياسية الوطنية المعارضة مطالب طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا الخاصة بإرجاع الطلاب المفصولين وإطلاق سراح المعتقلين وإلغاء قررات المحاسبة وعودة اتحاد الطلاب. وأعلن دكتور عبد الرحيم عبد الله القيادي بتحالف القوى الوطنية في مؤتمر صحفي بالخرطوم حول قضية طلاب دارفور بجامعة بخت الرضا عن توحيد كافة المعارضة تحت راية القوي السياسية الوطنية لكنس ما سماه النظام الحاكم في الخرطوم. وقال إن ما حدث بجامعة بخت الرضا هو نتاج طبيعي لفشل النظام واستهدافه لطلاب دارفور.

من جهته سرد ممثل الطلاب عباس الخير خلفيات القضية التي قال إنها تعود إلي هزيمة طلاب المؤتمر الوطني في انتخابات الجامعة واستيلائهم علي الاتحاد بطريقة غير شرعية الأمر الذي دفع الطلاب لتكوين جسم مطلبي موازي بأسم الوحدة الطلابية ببخت الرضا. وأوضح أن الأحداث التي شهدتها الجامعة أصيب في يومها الاول نحو 72 طالبا فضلا عن اعتقال الآخرين واتهام اثنين بمقتل شرطيين. ولفت إلي أن الجامعة فصلت 16 طالبا من الجامعة جميعهم من دارفور عدا واحد يدرسون بكليات الاقتصاد وعلوم وتربية. وقال عباس إن الأجهزة الأمنية أخلت الداخليات وشردت الطلاب البالغ عددهم نحو 1200 طالبا وطالبة منهم نحو 45% من الطالبات.

وحول التطورات الاخيرة أعلن ممثل الطلاب عباس الخير الخير أن الاستهداف المتكرر لطلاب دارفور دفع الطلاب إلي تقديم استقالات جماعية وغادروا الجامعة لكن الاجهزة الامنية منعت البصات السفرية من نقل الطلاب الذين قطعوا مسافة أكثر من خمسة عشر كيلو متر بالأرجل حتي وصلوا إلي منطقة الشيخ الياقوت حيث تم منعهم مرة أخري من الدخول إلي الخرطوم، بجانب تفتيش البصات السفرية والمركبات بحثا عن طلاب دارفور. وتمسك عباس في المؤتمر الصحفي بمطالبهم المتمثلة في إطلاق سراح المعتقلين وإرجاع الطلاب المفصولين وإلغاء قرار المحاسبة ووقف استدعاء طلاب دارفور وعدم السماح للاتحاد غير الشرعي بالاستمرار.

من جهته أعلن ممثل القوي السياسية الوطنية المعارضة محمد ضياء عن تشكيل غرفة طوارئ لقضية طلاب دارفور وتشكيل لجنة قومية من المحامين للدفاع عن الطلاب. وقال ضياء أنهم قرروا فتح دور أحزاب المعارضة لإيواء طلاب دارفور وقال ضياء إنهم لن يتعاملوا مع قضية دارفور بالقطاعي. وأكد أن قضية الطلاب هي قضية سياسية بامتياز وسنتعامل معها سياسيا ونفضحها إعلاميا. ووصف ضياء اعتصام طلاب دارفور بأنه شكل جديد من أشكال العصيان المدني ومنهج يجب دعمه. وجدد ضياء مطالب المعارضة الخاصة بإطلاق سراح المعتقلين وإرجاع المفصولين والاستجابة إلي مطالب الطلاب العادلة.