الباقر العفيف: أسباب واستمرار الحرب تعود للاستعلاء الثقافي والتهميش وبنية الدولة على شفا انهيار

قال رئيس مركز الخاتم عدلان للاستنارة الدكتور الباقر العفيف إن بنية الدولة على شفا انهيار شامل ودلل…

قال رئيس مركز الخاتم عدلان للاستنارة الدكتور الباقر العفيف إن بنية الدولة على شفا انهيار شامل ودلل على ذلك بالانهيار الإقتصادي والتردي المعيشي واستمرار الحرب، بالإضافة إلى الإفلاس الفكري والتشوهات الأخلاقية. وقال العفيف في حديث لـ"راديو دبنقا" لـ"راديو دبنقا" يذاع على حلقات ابتداء من اليوم السبت إن الحكومة تخلت عن جميع مهامها في حماية ورعاية وخدمة المواطنين، بل أصبحت عبئا عليهم مشيرا إلى الرسوم الباهظة التي تتحصل عليها نظير تقديم جميع الخدمات مثل التعليم والصحة والحماية إلى جانب اساتهلاك موارد الدولة في الصرف على بنية الحكومة المترهلة والصرف على الحرب والأمن. ووصف الحكومة بالمتسولة التي تبيع الخدمات الأمنية والحربية نظير مبالغ مالية مشيراً لما يحدث في اليمن.
وعزا العفيف استمرار الصراع في السودان لأكثر من 60 عاماً للاستلاب الثقافي لدى الطبقة الحاكمة في السودان واستعلائها ثقافياً وتهميشها لبقية المكونات. وأعرب عن استغرابه لتقاعس السياسيين والمثقفين من المبادرة لإطفاء الحرب طيلة السنوات الماضية. وحذر من الآثار المدمرة لاستمرار الحرب منبها إلى التخريب النفسي وتمزيق النسيج الإجتماعي. ودعا للعمل الجاد للوقف العاجل للحرب وإشاعة ثقافة السلام ودفع استحقاقته. واتهم الحكومة بتخريب الإرث السوداني المتسامح عن طريق تبني خطاب الكراهية وإشعال الحروب التي أدت لفصل الجنووب وتسببت في نزوح 2 مليون شخصفي دارفور فضلاً عن الإغتصاب وحرق القرى. وقال العفيف إن الأوضاع الحالية دفعت الشباب للهجرة غير الشرعية أو حمل السلاح في صفوف قوات الدعم السريع والذهاب للحرب في اليمن مشيراً إلى مقتل المئات غرقا في البحر المتوسط او الحرب في اليمن.
ودعا العفيف الشعب السوداني بكل فئاته لتصعيد الاحتجاجات المدنية السلمية في نوفمبر الجاري وديسمبر بالتزامن الذكرى الأولى للعصيان المدني. وطالب بتقييم تجربة العصيان المدني التي وصفها بالناجحة منوهاً إلى ضرورة تطويرها عن طريق المقاطعة الإقتصادية للمؤسسات المرتبطة مثل شركات الإتصالات وغيرها. كما دعا الباقر العفيف الشعب السودانى بتأسيس حركة حقوق مدنية سلمية للمطالبة بالحقوق الأساسية في التعليم والعلاج والمياه الآمنة والبيئة وحرية التعبير وحماية الآثار. وقال إن الحركة الحقوقية يجب أن تتسم بالديمومة والإستمرارية حتى بعد حدوث التغيير على أن يوكل إليها مراقبة الأداء الحكومي والانتخابات. ودعا تغيير الواقع الماثل عبر اقتفاء آثار الحضارة النوبية وإحياء الإرث الروحي الصوفي والإعتماد عليهما في تطوير نظم الإدارة والتعليم والثقافة. كما نبه إلى ضرورة انتهاج سياسة النفس الطويل في التغيير الجذري، والتسلح بالوعي ،وتهيئة الظروف المناسبة لحوار حقيقي وشفاف لمعالجة قضية الهوية وإشكالياتها عقب التغيير. 

Welcome

Install
×