إعتقال اكثر من (50) متظاهرا بينهم قيادات وضرب بالعصى والهراوات وبلاغات في مواجهة العشرات

كسر السودانيون أمس حاجز الخوف وخرج آلاف المواطنين في مسيرة سلمية دعا لها الحزب الشيوعي، فرع العاصمة، وسط هتافات داوية تندد بالغلاء وارتفاع الأسعار وتطالب برحيل النظام

كسر السودانيون أمس حاجز الخوف وخرج آلاف المواطنين في مسيرة سلمية دعا لها الحزب الشيوعي، فرع العاصمة، وسط هتافات داوية تندد بالغلاء وارتفاع الأسعار وتطالب برحيل النظام. 
وشارك في المظاهرة التي استخدمت فيها الشرطة والاجهزة الامنية القوة المفرطة واعتقلت العشرات بينهم صحفيون شارك فيها قيادات من الصف الأول في الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني وموظفين وعمال ونساء وشباب وطلاب في مشهد غير مسبوق.
 ورغم النشر المكثف لقوات مكافحة الشغب والاجهزة الامنية ومحاولة إغلاقها لبعض الشوارع ومنع مرور المارة إلا أن المتظاهرين استطاعوا كسر الطوق الأمني المسنود بالغاز المسيل للدموع والعصي والهراوات وسط هتافات كانت تردد "لا لا للغلاء" و"سلمية سلمية ضد الحرامية" و"لمتين لمتين ماشين بالدين".
واعتقلت الاجهزة الامنية خلال المسيرة السلمية أمس أكثر من (50) شخصا شاركوا في المظاهرة بينهم قيادات سياسية ونشطاء على رأسهم المهندس صديق يوسف القيادي بالحزب الشيوعي ورئيس لجنة التضامن مع المعتقلين والدكتور يوسف الكودة رئيس حزب الوسط وناهد جبرالله الناشطة والمدافعة عن قضايا المرأة حسبما أفاد راديو دبنقا محامون من الخرطوم.


وحولت السلطات الأمنية أمس (25 ) من المعتقلين خلال المظاهرة الي قسم جنايات الخرطوم شمال. 
وقال المحامي نصر الدين يوسف دفع الله عضو التحالف الديمقراطي للمحامين لراديو دبنقا إن وفدا من المحامين وصل الى القسم ووجد أن المقبوض عليهم تم فتح بلاغات في مواجهتهم بتهم تتعلق بالازعاج والإخلال بالسلامة العامة.
 وأوضح أن المحامين الآن بصدد تقديم طلبات الي النيابة للتصديق بضمانات للموقوفين.
ومن جانبه وصف محمد مختار الخطيب السكرتير العام للحزب الشيوعي الموكب بأنه ناجح.
 وقال في مقابلة مع راديو دبنقا تذاع اليوم الاربعاء إن الموكب حقق أهدافه المتمثلة برفض بموازنة العام 2018 والغلاء.
 وأشاد الخطيب بالمشاركة الواسعة من جميع فئات الشعب السودان ووجه في الوقت نفسه انتقادات حادة لجهاز الأمن والشرطة على التعامل العنيف مع الموكب السلمي والاعتداء على المتظاهرين بالهراوات والغاز المسيل للدموع واعتقال قرابة 40 شخصا.
 وأوضح الخطيب في تصريحه لراديو دبنقا أن الحزب بالعاصمة القومية أخطر السلطات بخط سير الموكب لحمايته والسماح له بتسليم مذكرة لوالي الخرطوم، موضحاً أن المشاركين في الموكب التزموا بالسلمية.


وحول الساعات الأولى التي سبقت المسيرة وما صاحبها من تداعيات قال الصحفي عادل كلر لراديو دبنقا إن المسيرة السلمية سبقها انتشار أمني وشرطي كثيف في الخرطوم أمس. 
واوضح أن قوة كبيرة من جهاز الأمن والشرطة طوقت نقطة تجمع الموكب في حدائق الشهداء بجوار القصر الجمهوري منذ الصباح الباكر عبر أعداد كبيرة من ناقلات الجنود التابعة لشرطة العمليات بالإضافة للآليات وعربات الأمجاد التابعة لجهاز الأمن.
 وأشار إلى الانتشار الواسع لمنسوبي جهاز الأمن ابتداء من جامعة الخرطوم شرقاً وصولا إلى جامعة النيلين غرباً. 
وقال إن السلطات تمكنت من فض الموكب باستخدام العنف المفرط والغاز المسيل للدموع والهروات واعتقال العشرات وأوضح أن الموكب عاد لتنظيم صفوفه مرة أخرى في شارع الجمهورية متزامنا مع مظاهرات أخرى حاشدة انطلقت من جامعة النيلين إلى ميدان جاكسون منددة بالغلاء وارتفاع الأسعار.
وحول تقييمه للموكب السلمي قال الصحفي عادل كلر إنه حقق نجاحاً منقطع النظير مشيداً بالالتفاف السياسي والشعبي غير مسبوق منذ سبتمبر 2013 .
 واوضح أن قوى المعارضة استعادت زمام المبادرة وانتقلت لخانة الفعل متوقعاً حدوث تطورات كبيرة على مستوى الحراك الجماهيري خلال الأيام القادمة.
وفي إطار ردود الفعل أعلن النازحون في معسكرات دارفور تضامنهم الواسع مع الموكب السلمي الذي سيرته قوى المعارضة أمس الثلاثاء في الخرطوم احتجاجاً على الموازنة والغلاء وارتفاع الأسعار. 
ودعا الشيخ عبد الرازق يوسف المتحدث باسم المنسقية العام للنازحين واللاجئين في حديث لراديو دبنقا الشعب السوداني كافة وأهالي دارفور على وجه الخصوص لانتفاضة عارمة من أجل إسقاط النظام مندداً بالغلاء وانعدام الغذاء والدواء.

Welcome

Install
×