31 يناير يوم الخلاص !!

لا يستطيع النظام هذه المرّة أن يفتح الذخيرة الحيّة على المتظاهرين، وغاية ما يستطيع فعله هو أن يستخدِم مثل ذلك “الجَخَس” الذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يُصدر التعليمات لعُصبجيّة وغائبي العقل بإستخدام السياط وخراطيش المياه في ضرب المُتظاهرين

.

 

 بقلم / سيف الدولة حمدناالله

 

لا يستطيع النظام هذه المرّة أن يفتح الذخيرة الحيّة على المتظاهرين، وغاية ما يستطيع فعله هو أن يستخدِم مثل ذلك “الجَخَس” الذي ظهر في مقطع الفيديو وهو يُصدر التعليمات لعُصبجيّة وغائبي العقل بإستخدام السياط وخراطيش المياه في ضرب المُتظاهرين، والفضل في ذلك يرجع لشهداءإنتفاضة سبتمبر 2013 من أولادنا وبناتنا الذين قدّموا أرواحهم فداء للوطن في ذلك التاريخ، وليس في ذلك (عدم إستخدام السلاح) دليلاً على أن النظام قد ثاب إلى رشده أو أنه قد أخذته الرأفة بأبناء الشعب، فقدوضع النظام نفسه بتلك الجرائم تحت المجهر نتيجة ما صاحب تلك الجرائم من إدانات ومساءلات دولية، فالنظام يعلم أنه لا يوجد في هذا الكون من صدّق إدعاء براءته من أرواح الشهداء بزعمه أن من أطلقوا النار عليهم كانوا أشخاصاً مجهولين فتحوا النار على المتظاهرين من فوق سيارات لا تحمل أرقاماً ثم إختفوا عن سطح الأرض ولم تعثر لهم على أثر.

كما أنه، وبحسب المعلومات، أن الجهة التي قامت بتنفيذ مجزرة سبتمبر بدم باردهي الأخرى قد رفعت يدها عن النظام ورفضت المشاركة هذه المرّة مجرّد إستخدام إسمها في ترويع المُتظاهرين، ويرجع السبب في ذلك إلى أن هناك من نصح تلك الجهة بأن تسعى إلى تطهير إسمها في نظر الشعب.

حسناً أن جاءت الدعوة للخروج هذه المرة من تجمع أحزاب نداء السودان الذي يضم كل القوى الساسية المُعارضة وكذلك من التجمعات المهنية مثل المحامين والأطباء والصيادلة والمهندسين وطلبة الجامعات، فقد أخذ علينا وأساء فهم مقصدنا ما ورد في المقال السابق من إشارة إلى أنّه كان الصحيح أن تتم الدعوة للمظاهرات التي جرت في منتصف يناير الجاري (2018) بإسم الشعب لا بإسم حزب مُعيّن، وقد فهِم البعض أن في ذلكإستهانة بمقدار الأحزاب التي أشرت إليها، وأن فيه غمط لحقها في القيام بتلك الخطوة(برغم تنويهنا داخل المقال بعكس ذلك)، وقد كتب أكثر من شخص حادِب يهاجمني بسبب ذلك، وفيما ذهب بعض من كتبوا إلى تسمية ذلك ب “الكبوة”، عزا آخرون ما كتبتإلى كونه يرجع إلى هذيان المرض على خلفية ما أشرت إليه بالمقال حول دخولي المستشفى في ذلك اليوم.

لا يفهم المرء كيف تُحدّث جندي الشرطة نفسه وهو يعيش نفس ظروف الناس وليس من (الجماعة) لأن ينزل على أخته أو أخيه في الوطن بالخرطوش لمجرّد أنهم يُريدون التعبير السلمي عن إعتراضهم على ضلال النظام وفشله وفساده الذي جعل غاية مُنى المواطن أن يحصل على قطعة خبز حاف وأصبح يُعالج جروحه بلبخة من صفق الأشجار ويُداوي سقمه وأمراض الحُمّى بالوصفات البلدية، ما الذي يدفع جنود الشرطة إلى إرتكاب هذه الأفعال الإجرامية في حق أهلهم وإخوانهم؟ هل فكّروا في حقيقة أمر الذين يرتكبون من أجلهم هذه الجرائم؟ هل يوجد بينهم واحداً من أبناء الأكابر الذين يُدافعون عنهم؟

هذه أسئلة تقود إلى سؤال آخر: ما هي حقيقة هؤلاء الذين يُدافعون عن نظام الإنقاذ رغم فشله وفساده ولديهم مصلحة في بقائه؟

إجابة ذلك أن دائرة المستفيدين من النظام قد إتسعت ولا تقف عند حد المسئولين الكبار الذين تقاسموا ثروات البلاد فيما بينهم، فهناك جيش من المستفيدين يقف وراء كل صاحب سلطة وقرار، وهؤلاء تناسلوا وتزايدوا بحيث أصبحوا يُشكّلون فيما بينهم عدد كبير لا يُستهان به، وأكثر هؤلاء ليس لديهم صلة بالتنظيم، وبين هؤلاء من ضربت يديهالملايين من وراء صفقات وعقودات توريد وترحيل وإنشاءات .. إلخ، ومثل هؤلاء يُقاس عددهم اليوم بمئات الألوف تجدهم يطوفون ببرندات الوزارات والمحليات، فقد إنتهى الزمن الذي كان يُوصف فيه منسوبي النظام ب “الكيزان” فق نشأ مخلوق بتلاقح طائفتين من البشر ولا تُعرف له هويّة سوى كونه – وأعني المخلوق – ضلالي ولص وعديم ضمير، وهم في ذلك مثل التلاقُحالذي ينتج عنه “البغل” ويأتي من الحمار الذي يطأه حصان.

لقد قلنا من قبل، ولن نمَل التكرار أن الأيام قد علمت الشعوبأن مثل الصقور الجارحة التي ترى نفختها اليوم سوف يأتي اليوم الذي تنقلب فيه إلى عصافير زينة بمجرد زوال السلطة، ومن حيث القانون، المسئولية تستوي عند الذي يأمر بضرب المتظاهرين مع الذي يُصدر اليه الامروالذي يُحجم عن ممارسة سلطته بمنع ووقف هذه الجرائم، والحال كذلك، فان دماء الشهداءسوف تُسال عنها كل الرؤوس التي تجلس على كراسي السلطة بذات الدرجة التي يُسال عنها الذين اطلقوا الرصاص أو أعملوا السياط أو نفذوا الإعتقالات التي تُخالف الدستور والقانون.

هل قرأ هؤلاء المجرمون التاريخ ليعرفوا متى استطاعت القوة والرصاص ان تقهر ارادة الشعوب !! الم يشاهدوا الشعوب من حولنا حينما انتفضت على جلاديها !! الم يفتح الشباب الثائر صدوره في مصر وهو يتقدم نحو مصفحات الشرطة !!، ألم يطالعوا كيف هجمت الجماهير على الشاحنات العسكرية والسيارات المصفحة واجبرتها على الهروب بكل ما بها من مدافع ورشاشات!!

سوف تستمر الثورة وغداً سوف يتحقق النصر وتشرق شمس الحرية ويبدأ الحساب، فالمجد والخلود لشهدائنا والعار والخزي لهؤلاء المجرمين.

Welcome

Install
×