حسن احمد الحسن: ملاحقات قوش هل تقترب من أشقاء الرئيس والكبار وبطانتهم ..
عندما ننظر إلى قضية الأمن القومي للبلاد في ظل الفوضى الراهنة بمعزل عن النظام الحاكم لانملك إلا أن نثني على الإجراءات الأمنية الحالية التي تتعقب …
حسن احمد الحسن(وكالات)
بقلم: حسن احمد الحسن
عندما ننظر إلى قضية الأمن القومي للبلاد في ظل الفوضى الراهنة بمعزل عن النظام الحاكم لانملك إلا أن نثني على الإجراءات الأمنية الحالية التي تتعقب رموز الفساد في البلاد وإن كانت خجلة ووجلة وانتقائية حتى الآن .
فقد بلغت فوضى الفساد وعجرفة المفسدين المحميين بسلطان الدولة والنظام درجة من الوقاحة لم تشهدها إي بقعة في الأرض ابتليت بهذا الداء اللعين الذي قضى على الأخضر واليابس في بلادنا المنكوبة بأبنائها من المفسدين الملتحين ومن شايعهم من الطفيليين .
ملايين الدولارات المنهوبة والموارد المبددة التي تحولت إلى عقارات في الخارج ومصانع وبيوت تجارة واستثمار لسدنة النظام الحالي والتي يتباهون بها في وضح النهار بعد ان إطمئنوا على ضعف المعارضة وقلة حيلتها وضعف الملاحقة والمساءلة رغم كثافة الحديث حول الفساد وقصصه التي تملأ مجالس السودانيين بتفاصيلها الدقيقة .وإن كان ثمة نعمة هي في أن كل مفسد وناهب للمال العام في بلادنا هذه له كتاب مفصل لدى السودانيين بكل ما اقترف ومانهب منذ كان ناشطا زاهدا بقميص مثقوب أو أتى المدينة حاملا حقيبة من الصفيح الملون يبشر بالتوجه الحضاري كما قال أحد اقطاب الحركة الإسلامية وهو يمجد سياسة التمكين التي حولته إلى أحد كبار اثرياء عصره من أموال الفقراء والمعدمين.
ولكن السؤال الذي ينبغي أن تجيب عليه السلطة الأمنية التي تلاحق بعض المفسدين اليوم هل تجرؤ هذه السلطة على مساءلة أشقاء الرئيس وبطانتهم التي تملأ قصص فسادهم الآفاق ؟
هل تجرؤ الأجهزة الأمنية على ملاحقة كبار قادة الحزب الحاكم النافذين وشبكاتهم العنقودية التي استباحت المال العام وموارد الدولة تحت حماية القرارات والقوانين المصنوعة خصيصا لحمايتهم ؟
هل تجرؤ الجهات الأمنية على فتح ملفات نهب المؤسسات العامة وانتزاع الأموال المسروقة من القروض والهبات والمناقصات والعمولات والمنح التي تبلغ البلايين ؟
هل تجرؤ هذه الجهات على كشف أين ذهبت أموال وعائدات النفط خلال الفترة الانتقالية التي بلغت أكثر من سبعين بليون دولار نهبت في وضح النهار وهل تستطيع الكشف عن ما أنفق حقيقة على المشروعات القومية علما بأن جميع المشروعات الكبرى التي نفذت من خزانات وجسور وغيرها مولت بقروض من الصناديق العربية وبعض المنح الأفريقية والدولية ؟
ومع كل هذه الملاحظات فإن التحدى الذي يواجه مصداقية ماتقوم به الأجهزة الأمنية ومديرها العام صلاح قوش هو في مدى قدرتها على النفاذ إلى المفسدين الحقيقيين الذين لاتزال تملأ صورهم وتصريحاتهم الشاشات دون حياء وأؤلئك الذين يختبون تحت عباءات الكبار .
غير أننا لانملك إلا أن ندعم كل خطوة تسهم في وقف هذا النزيف الاقتصادي ممن عميت قلوبهم وفسدت ضمائرهم الذين يحسبونه هينا وهو عند الله عظيم.
[email protected]
////////////////////