خبراء لقتصاديون يؤكدون فشل سياسة تعامل الحكومة مع الازمة الاقتصادية

أكد خبراء اقتصاديون فشل السياسات التي تتبعها الحكومة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية الراهنة . ووصف صديق الصادق المهدي رئيس اللجنة الاقتصادية لحزب الأمة،  في منتدى اقتصادي في مقر صحيفة أخبار الوطن بالخرطوم أمس الأربعاء، بمناسبة تدشين  حملة كفاكم التي أطلقها تحالف نداء السودان ، وصف ما يجري  في البلاد بالجريمة مكتملة الأركان مشيراً إلى التركيز على الصرف على القطاع العسكري والأمني والإداري وإهمال قطاع الخدمات . وأرجع أزمة السيولة الأخيرة ،واحتجاز الأموال في البنوك، إلى طباعة العملة خارج السودان بدلاً عن طباعتها في مطابع السودان للعملة. وحذر من العواقب الوخيمة للسياسات المالية  المختلطة التي تنتهجها  الحكومة والتي قال إنها تجمع بين السوق الحر وتدخل الدولة السافر عبر الأمن الاقتصادي. وأكد  صديق توفر جميع عوامل الإنهيار الإقتصادي الشامل  في البلاد، ولكنه أرجع عدم حدوث ذلك   إلى الموارد الطبيعية  التي تزخر بها البلاد .وأشار إلى الانهيار التام في التنمية والخدمات خاصة في قطاعي الصحة والتعليم وفقاً لتقارير حكومية.

وقال صديق الصادق إن ابرز ملامح الفترة الحالية تتمثل في التمكين السياسي والاقتصادي والفساد ، وعاب على الحكومة اهمال قطاعات الانتاج والاعتماد  على الدخل الريعي االمتمثل في البترول والذهب. وكشف عن إهدار ما لايقل من 163 مليار دولار من عائدات البترول واستثماراته خلال الفترة من 2000إلى 2015  في الفساد والصرف غير المرشد والمباني والأبراج في المؤسسات الحكومية والاستيراد غير المرشد مع عدم التحسب لانفصال الجنوب. وأوضح إن العجز السنوي في العملات الأجنبية يبلغ 7 مليارات ، منتقداً تسديد العجز بطرق مضرة بالاقتصاد تتمثل في بيع الأراضي ورهنها وشراء النقد الأحنبي في السوق الموازي ،والإسراف في طباعة العملة. وأشار إلى أن  العجز الداخلي بلغ 83 مليار جنيه  خلال العام ، بالإضافة إلى تزايد الدين الداخلي من القطاع المصرفي، وعدم استفادة البلاد من مبادرة إعفاء الديون الخارجية التي تبلغ  54 مليار دولار  بسبب سياسات الحكومة.

من جانبه عزا الدكتور خالد التجاني النور رئيس تحرير صحيفة إيلاف الأزمة الاقتصادية في البلاد  للخلل السياسي ، وقال إن النظام فشل بامتياز في تفجير الطاقات الإقتصادية والموارد غير المحدودة للبلاد . ووأوضح في خديثه خلال المنتدى الاقتصادي إن الحكومة الحالية أحدثت خللاً في بنية الدولة عبر تبني مشروعات مثل إعادة صياغة المجتمع السوداني والتمكين ، وتوجيه موارد البلاد والمجتمع للحفاظ على السلطة دون ربط ذلك بمشروع وطني .وذكر إن الحكومة اختطفت سياسة التحرير الإقتصادي ووجهتها لصالح مراكمة الثروة لدى أطراف بعينها . ووجه انتقادات للحكومة لعدم ربط سياسة التحرير الإقتصادية بتوفير الحريات السياسية.

وقلل  الدكتور خالد التجاني من الانجازات  في مجال الطرق والبنية التحتية والسدود، مشيراً إلى انعدام مقارنة ذلك مع الفرص المتاحة. وسخر من تلاعب الجهات الحكومية في معدلات الفقر عبر تعديل المعايير، مشيراً إلى عدم جدية الحكومة في محاربة الفقر. ووصف موازنة 2018 بالكارثية، وأن الصرف على التعليم والصحة لم يتجاوز 5% . وقال إن الحديث عن دعم السلع أكذوبة ، موضحاً عدم دعم الحكومة للسلع . وأشار إلى ارتفاع معدلات التضخم بصورة جنونية.