مطالبات بالتحقيق الدولي في مجزرة الصالحة بأمدرمان

مجزرة الصالحة بأمدرمان

مقتل 31 شخصا في الصالحة بأمدرمان -ابريل 2025- لقطة شاشة من مقطع فيديو - وسائل التواصل

الخرطوم: 29 ابريل 2025: راديو دبنقا

طالب المرصد السوداني لحقوق الإنسان مجلس الأمن الدولي بالإضافة لمجلس حقوق الإنسان وبعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في السودان، بفتح تحقيق دولي مستقل وشفاف حول مجزرة الصالحة بأمدرمان وكافة الجرائم المماثلة المرتكبة ضد المدنيين منذ اندلاع النزاع في السودان في 15 ابريل 2023. فيما تواصلت الإدانات من قبل الأطراف المدنية والسياسية.

وأدان المرصد بيان اطلع عليه راديو دبنقا المجزرة التي وقعت في منطقة الصالحة جنوب مدينة أم درمان بولاية الخرطوم، التي أسفرت عن مقتل أكثر من 31 مدنيًا، من بينهم أطفال وشباب، عقب اختطافهم قسرًا من منازلهم وتصفيتهم ميدانيًا بصورة وحشية.

وقال المرصد إنه جمع شهادات موثوقة ومعلومات ميدانية تفيد بأن الضحايا كانوا معتقلين مدنيين عزّل بينهم أطفال، ولم يكونوا طرفاً في أي مواجهات مسلحة. وأشار إلى تمت تصفيتهم حوالي الساعة 11 صباحًا يوم الأحد 27 أبريل 2025، بالقرب من مدرسة الوصال بمنطقة القيعة (جزء من الصالحة)، ومقابل كوبري الدباسين الرابط بين أم درمان والخرطوم.

تضارب تصريحات الدعم السريع

وأكد المرصد أن هذه الجريمة ارتكبت بواسطة مجموعات مسلحة مرتبطة بقوات الدعم السريع، وأصدرت تصريحًا تبنّت فيه العملية بدعوى الانتقام. ورغم أن بياناُ نُسب للناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع يوم 27 ابريل 2025 نفي لاحقًا صلة قواته بالحادث، إلا أن تصريحات متحدث رسمي باسم قوات الدعم السريع في مقابلة مع قناة الجزيرة، تضمنت اعترافًا صريحًا بوقوع الجريمة وتبريرها بالزعم أن الضحايا “عسكريون”.

وأقر جار النبي عبدالله قائد قطاع عمليات قطاع جنوب المهندسين في الدعم السريع في تسجيل مصور رصده راديو دبنقا قتل قوات الدعم السريع لأشخاص في أمدرمان أمس. وقال إن الأسرى الذين جرى تصفيتهم هم عسكريون يتبعون لكتائب البراء وقوات درع السودان هدفهم تنفيذ عملية عسكرية بالمهندسين.. وأوضح إنهم قاموا بتصفية الجنود إنتقاماً لجنود الدعم السريع والمدنيين الذين تم تصفيتهم في الجزيرة والخرطوم..

في المقابل قال الناطق الرسمي باسم قوات الدعم السريع إن العناصر التي ظهرت في مقاطع الفيديو لا تتبع لهم بأي وجه من الوجوه. وأوضح في بيان إن منطقة المهندسين، التي وقعت فيها هذه الأحداث، تُعد منطقة تداخل عملياتي بين قوات الدعم السريع وبين الجيش.

وفي ذات السياق نفى القائد الميداني لقوات الدعم السريع على الدود البحيري، رئيس لجنة السلم والمصالحات في أمدرمان في حديث لراديو دبنقا ارتكاب قوات الدعم السريع لما جرى في الصالحة وأضاف ربما يكون هنالك مندسون هم من نفذوا هذا الفعل.

منع دفن الجثامين

من جانبها قالت لجان مقاومة الصالحة المركزية في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إنها رصدت 30 قتيلا  من الأبرياء متهمة قوات الدعم السريع باختطاف عدد من المواطنين العزّل في منطقة صالحة وتصفيتهم مع عدد من الأسرى أمس الأحد. كما اتهمت في بيان قوات الدعم السريع بمنع ذوي الضحايا من دفنهم أو الاقتراب من الجثث، مشيرة إلى تركهم في العراء أمام مدرسة الوصال ومكتب الكهرباء.

جريمة مكتملة الأركان

وقال المرصد أن استهداف المعتقلين العزل بهذه الطريقة جريمة حرب مكتملة الأركان وفق القانون الدولي الإنساني. كما أن القانون الدولي الإنساني يحظر قتل أي شخص كفّ عن القتال بسبب الأسر أو الإصابة أو الاستسلام. وقال إن قتل هؤلاء الأشخاص، الذين تؤكد كل الشواهد أنهم مدنيون، يشكل جريمة حرب وقتل خارج نطاق القانون وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان.

وقد أظهرت عدة مقاطع مصورة تم تداولها عبر وسائل الإعلام، قيام أفراد قوات الدعم السريع بقتل الضحايا عمدًا مع التباهي بجريمتهم أمام الكاميرا، في مشهد يعكس ازدراءً صارخًا بالقانون واستخفافًا بقدسية الحياة وغيابًا كاملاً للوازع الأخلاقي.

ومحاسبة جميع المسؤولين عنها، سواء من أصدروا الأوامر أو من نفذوها أو تستروا عليها. ويناشد المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بالتحرك الفوري لضمان حماية المدنيين وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب. ويطالب جميع أطراف النزاع بالالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي الإنساني وحماية المدنيين.

يعرب المرصد السوداني لحقوق الإنسان عن تضامنه الكامل مع أسر الضحايا، ويجدد التزامه بمواصلة جهوده للدفاع عن حقوق الإنسان وتحقيق العدالة في السودان.

إدانات مستمرة

وكانت عدد من القوى السياسية والمدنية أدانت مجزرة الصالحة أبرزها تحالف صمود وحزب الأمة والمؤتمر السوداني بجانب محامو الطوارئ وحركة تحرير السودان بقيادة مناوي وحركة العدل والمساواة بقيادة جبريل.

من جانبها أدانت وزارة الخارجية السودانية ما جرى في الصالحة مجددة مطالبتها بتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية.

Welcome

Install
×