مقتل سوداني تحت التعذيب بعد حملة اعتقالات في منجم على مثلث السودان وليبيا وتشاد

مثلث الحدود السودانية الليبية التشادية -خرائط قوقل
امستردام 28أبريل 2025م راديو دبنقا
داهمت أجهزة أمنية ليبية منجم بوكلن للتعدين الأهلي، الواقع عند المثلث الحدودي بين السودان وليبيا وتشاد، يوم الأربعاء الماضي، ونفذت حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات المعدنين من جنسيات مختلفة، بينهم سودانيون، وذلك عقب بلاغ من أحد المواطنين الليبيين عن فقدان عضوه التناسلي في حادثة نسبت إلى أعمال سحر وشعوذة تفشت مؤخراً في المناجم المشتركة التي يرتادها معدنون من مختلف دول غرب أفريقيا.
ووفقاً لشهادات من داخل المنجم، قامت السلطات الليبية بمراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة، وتمكنت من القبض على أحد المتهمين، الذي أقر بممارسته لأعمال الشعوذة بمشاركة آخرين. وعلى إثر اعترافاته، نفذت السلطات حملة اعتقالات واسعة بين المعدنين المشتبه بتورطهم، رافقها إطلاق نار أدى إلى حالة من الذعر داخل المنجم.
وأكد شهود عيان أن المعتقلين نُقلوا إلى معسكر تابع للجيش الليبي، حيث تعرضوا لعمليات تعذيب قاسية، ما أسفر عن وفاة أحد المعتقلين، وهو السوداني سعد الدين آدم إسحق. وأوضح شقيق المتوفي أن السلطات منعتهم من دخول المعسكر لمتابعة وضع شقيقه، مما اضطرهم إلى الاستعانة بشيوخ المنجم للتوسط لدى المسؤولين، حيث أُبلغوا بوفاته وطُلب منهم استلام جثمانه.
وأشار شقيق الضحية إلى ملاحظته تبديل ملابس شقيقه عند استلام الجثمان يوم السبت، وعند استفساره عن تفاصيل الوفاة، قوبل بالرفض والإجبار على استلام الجثة دون توضيح أو تحديد المسؤوليات، رغم ظهور آثار تعذيب واضحة بالكهرباء والضرب المبرح، ما تسبب في كسور متعددة بأنحاء جسده.
وشدد على أن شقيقه القتيل لم تكن له أي علاقة بالحادثة محل البلاغ، وكان يعمل في الحمامات العامة بالمنجم حتى لحظة اعتقاله بشكل عشوائي، مطالباً بمحاسبة المسؤولين عن مقتله وتقديمهم للعدالة.