البرهان بعد استعادة (القصر) :سنواصل القتال، ولا تفاوض

رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان - إعلام مجلس السيادة
الخرطوم : 22 مارس 2025 : راديو دبنقا
قال رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان الجمعة إن الجيش يتقدم بخطى ثابتة نحو النصر. وواكد البرهان في أول تصريح له بمنطقة الكاملين بعد سيطرة الجيش السوداني على القصر الجمهوري في الخرطوم، أن المعركة لن تتوقف، وأن الجيش سيواصل القتال.
ولفت إلى أن الجيش يستمد روحه القتالية في هذه المعركة من دعم الشعب له، على حسب تعبيره، وقال “لن نتراجع ولن نتأخر، وسنأخذ للشعب حقه من الذين نهبوه وقتلوه”.
وأضاف البرهان ، “مصممون على إنهاء التمرد وإزالة الطغمة المجرمة”، وأكد مجددا أنه “لا تفاوض مع الدعم السريع ونعمل على إزالتهم”.
وأشار إلى أن ما وصفه بالتمرد يملك أسلحة لا يمكن لمليشيا أن تحصل عليها وهناك من يزودهم بالسلاح، واضاف “في المستقبل سنكشف عن الدول والأطراف التي تزود المتمردين بالسلاح النوعي”.
من جهتها، أكدت الخارجية السودانية أن استعادة القصر الجمهوري تعد “آخر إسفين في نعش المؤامرة الخارجية على سيادة السودان”، وفق تعبيرها.
من جانبه، قال قائد عمليات الخرطوم بالجيش السوداني اللواء محمد عبد الرحمن البيلاوي إن القوات المسلحة ستتقدم قريبا نحو مطار الخرطوم لاستعادته وتنظيف شرق العاصمة ممن وصفهم بالمتمردين.
دوليا دعت الخارجية الأميركية الأطراف المتحاربة في السودان إلى وقف القتال والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.و قالت وزارة الخارجية الأميركية، في تعليق على استعادة القصر الجمهوري نشرته “قناة الحدث” إنها تراقب الوضع.وأفادت بأن العالم “يجب أن يكون مُراقبًا لما يحدث الى الأرض ويبدو أنه حدث مهم، ونحن نراقبه”.
تحول جوهري في مسار المعركة
الى ذلك قال الخبير العسكري والإستراتيجي العقيد حاتم كريم الفلاحي إن السيطرة على القصر الجمهوري في الخرطوم تمثل إنجازا كبيرا للجيش السوداني بعد عامين من الصراع، مشيرا إلى أهميتها الإستراتيجية في قلب العاصمة.
وأفاد الفلاحي بأن مدينة الخرطوم تنقسم إلى 3 مناطق رئيسية هي: الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، موضحا أن السيطرة على العاصمة تعدّ عملية استبدال إستراتيجي للأولويات، وتمثل تحولا جوهريا في مسار المعركة.
وأشار الخبير العسكري إلى أن السيطرة على القصر الجمهوري حدّت بشكل كبير من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في الخرطوم، حيث أصبحت أماكن سيطرتها “مناطق متفرقة غير مرتبطة جغرافيا”، مما أوجد صعوبة كبيرة في عملية الدعم اللوجستي للقوات الموجودة فيها.
وأضاف الفلاحي أن سيطرة الجيش على الجسور قطعت إمكانية الدعم اللوجستي والتواصل بين قوات الدعم السريع الموجودة في مناطق مختلفة، مما جعل العملية الحالية تتطور إلى “عملية عزل” لقوات الدعم السريع الموجودة في مدينة الخرطوم.
وفي تقييمه للخطوات المستقبلية، توقع الفلاحي أن يتقدم الجيش السوداني باتجاه المطار وجبل الأولياء، معتبرا إياهما “مناطق حاكمة وإستراتيجية”، خصوصا مع وجود سد في المنطقة.
وأوضح أن المنطقة التي تجري فيها العمليات العسكرية عند القصر الجمهوري هي منطقة الوزارات، وهي منطقة سيادية بامتياز بالنسبة للجيش السوداني، مما يعزز من أهمية هذا الإنجاز.
وأشار الخبير العسكري إلى التباين الكبير في الإمكانيات العسكرية بين الطرفين، مع ميزة للجيش السوداني من حيث القدرات الجوية والدعم اللوجستي، مما يعزز موقفه الميداني بعد السيطرة على القصر الجمهوري.
ومؤخرا، بسط الجيش سيطرته على كل مدن ولاية الجزيرة وقراها باستثناء أجزاء صغيرة شمالي وشمالي غربي الجزيرة والمتاخمة لجنوبي الخرطوم والواقعة تحت سيطرة الدعم السريع.
ومنذ أسابيع وبوتيرة متسارعة، بدأت تتناقص مساحات سيطرة “الدعم السريع” لصالح الجيش في ولايات الخرطوم والجزيرة والنيل الأبيض وشمال كردفان وسنار والنيل الأزرق.
ويخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023 حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين قدّر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفا.