ردود فعل واسعة حول مؤتمر نيروبي لتشكيل حكومة موازية في السودان

منصة مؤتمر تحالف السودان التأسيسي في نيروبي من اليمين الهادي ادريس، فضل الله بره،عبدالرحيم دقلو، عبدالعزيز الحلو ، ابراهيم الميرغني - 18 فبراير 2025- راديو دبنقا
بورتسودان 19 فبراير 2025م راديو دبنقا
أثار المؤتمر الذي ينعقد في العاصمة الكينية نيروبي منذ امس الثلاثاء 18 فبراير 2025، والذي ضم قوى سياسية وحركات مسلحة إلى جانب قيادات من قوات الدعم السريع بهدف التوقيع على ميثاق سياسي يمهد لتشكيل حكومة مدنية في المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، ردود فعل واسعة في الأوساط السودانية، بين رفض رسمي وشجب سياسي وتحذيرات من تداعياته على وحدة البلاد واستقرارها.
وأبرز المشاركين في المؤتمر عبدالعزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية،وعبدالرحيم دقلو قائد ثاني قوات الدعم السريع، واللواء فضل الله برمه رئيس حزب الأمة القومي وقيادات الجبهة الثورية بقيادة الدكتور الهادي إدريس.
إدانة رسمية من وزارة الخارجية السودانية
في بيان رسمي، استنكرت وزارة الخارجية السودانية استضافة الحكومة الكينية لهذا المؤتمر، معتبرة أن هذه الخطوة “تشجيع على تقسيم الدول الإفريقية وانتهاك لسيادة السودان”. وأكدت الوزارة أن استضافة كينيا لهذا الاجتماع يمثل “خرقًا لميثاق الأمم المتحدة، والأمر التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ومعاهدة منع الإبادة الجماعية”. كما شددت على أن “إقامة حكومة موازية على جزء من الأراضي السودانية يعد تدخلًا في الشؤون الداخلية للسودان وانتهاكًا للسيادة الوطنية”.
واتهمت الخارجية السودانية كينيا بمساعدة قوات الدعم السريع في “الترويج لأنشطة سياسية رغم استمرارها في ارتكاب جرائم إبادة جماعية”، مما يشكل، بحسب البيان، “تشجيعًا على استمرار الفظائع التي ترتكبها المليشيا”.
مطالبات بتدخل الاتحاد الافريقي
أدانت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي استضافة كينيا لهذا المؤتمر، ووصفت الخطوة بأنها “سابقة خطيرة في أفريقيا”، محذرة من أنها قد تؤدي إلى زعزعة استقرار السودان والمنطقة. وطالبت الحركة الاتحاد الإفريقي، والإيقاد، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي بالتدخل لمنع مثل هذه الخطوات التي تهدد وحدة البلاد.
وأكد بيان الناطق الرسمي للحركة، الصادق علي النور، أن بعض القوى السياسية والحركات المسلحة المشاركة في المؤتمر تعمل “في تناغم وانسجام مع مليشيا الدعم السريع”، رغم نكرانها المستمر لذلك، مضيفًا أن إعلان حكومة موازية يهدف إلى “خلق البلبلة ومحاولة تقويض الحكومة القائمة”.
موقف حزب الأمة القومي من المشاركة
وفي تطور لافت، نفى حزب الأمة القومي تفويض أي من قياداته للمشاركة في المؤتمر، وذلك بعد تداول اسم رئيس الحزب المكلف، اللواء فضل الله برمة ناصر، ضمن الحضور. وأكد الحزب في بيان صادر عن مؤسسة الرئاسة أنه لم يرسل أي ممثل عنه، وأن مؤسساته ستجتمع لاتخاذ القرارات المناسبة بحق المشاركين دون تفويض.
وجدد الحزب التزامه بالحل السياسي القومي الشامل الذي يحفظ وحدة السودان وسيادته، مشددًا على ضرورة وقف الحرب ومعالجة الأزمة السودانية عبر الحوار.
ياسر العطا يتوعد
وفي ذات السياق ندد عضو المجلس السيادي، الفريق ياسر العطا، بمؤتمر نيروبي، مؤكدًا أن القوات المسلحة لن تسمح بتشكيل أي حكومة موازية على الأراضي السودانية. وقال العطا خلال مخاطبته قوة عسكرية بمدينة الدبة شمال السودان: “سنقاتل الذين يسعون لتشكيل حكومة موازية في أي شبر من أرض السودان”.
يعكس مؤتمر نيروبي حجم الانقسام الحاصل في المشهد السياسي السوداني، وسط رفض رسمي وشعبي واسع لفكرة تشكيل حكومة موازية. وفي ظل استمرار الصراع العسكري والسياسي، تبقى وحدة السودان وسيادته في مواجهة تحديات جسيمة، وسط مطالبات بضرورة التوصل إلى حلول سياسية سلمية تجنب البلاد مزيدًا من الانقسامات والاضطرابات.