ارتفاع عدد ضحايا القصف المدفعي على سوق صابرين بأمدرمان وسط استنكار واسع
أمدرمان: 2 فبراير 2025: راديو دبنقا
ارتفع عدد ضحايا القصف المدفعي الذي شنته قوات الدعم السريع على سوق صابرين في أمدرمان صباح أمس السبت إلى أكثر من 60 قتيلاً و أكثر من 250 جريح.
وقالت مصادر طبية لراديو دبنقا إن معظم الحالات جرى استقبالها في مستشفى النو بأمدرمان بينما جرى استقبال حالات أخرى في مستشفى سواعد.
وقال المتطوع مؤمن ود زينب إن بعض الجثامين ممزقة الأعضاء وبعضها لم يتمكن من التعرف على هويته. مبينا إن عدد القتلى في مستشفى النو وحده ارتفع إلى 55 قتيلاً.
مشاهد مروعة
قال الأمين العام لمنظمة أطباء بلا حدود، كريس لوكيير، إنه رأى مشاهد مروعة في مستشفى النو بضحايا قصف سوق صابرين الذي يكتظ بالمتسوقين.
ووصف في مقطع فيديو جرى تصويره من مستشفى النو بأمدرمان ما جرى بأنه كان مروعا بكل ما تعنيه الكلمة من معني . وأضاف “لقد رأيت مشاهد الدمار الكامل في غرفة الطوارئ، كما أن المشرحة تكتظ بالجثث، وأضاف ما رأيناه اليوم هو فصل من فصول الحرب المستمرة”.
نفي وإدانة
من جانبها نفت قوات الدعم السريع مسؤوليتها عن القصف واتهمت الجيش بارتكاب هذه الجريمة. فيما أدانت قطاعات واسعة قصف سوق صابرين متهمة الدعم السريع بارتكاب الجريمة.
وقالت مجموعة محامي الطوارئ إن استهداف قوات الدعم السريع المتكرر لسوق صابرين يهدف إلى تهجير السكان قسريًا وإلحاق أضرار جسيمة بالمناطق المدنية.
وقالت في بيان اطلع عليه راديو دبنقا إن الهجمات العشوائية والمتواصلة على هذا السوق تأتي في محاولة لإعاقة عودة النازحين إلى منازلهم. وقالت إن الجيش ينتهج نهجا مماثلا
واعتبرت الهجمات انتهاك صارخ للقوانين الإنسانية والدولية. وطالبت المجتمع الدولي باتخاذ خطوات فورية وفعالة للمحاسبة، والعمل على تقديم قادة وأفراد قوات الدعم السريع المتورطين في هذه الجرائم إلى المحاكمة لضمان تحقيق العدالة.
الخارجية تدين
أدانت وزارة الخارجية السودانية، اليوم، الهجوم الذي نفذته قوات الدعم السريع على سوق صابرين بمحلية كرري في أم درمان، واصفةً إياه بـ”جريمة إرهابية بشعة ومجزرة فظيعة”. وأشارت إلى أن الحصيلة الأولية تجاوزت 60 قتيلاً من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، إضافة إلى عشرات الجرحى.
وذكرت الوزارة، في بيان رسمي، أن قوات الدعم السريع استهدفت السوق خلال ساعات الذروة، مما تسبب في خسائر بشرية كبيرة وسط المتسوقين. وأوضح البيان أن هذه المجزرة تأتي بعد أيام من هجوم مماثل على “المستشفى السعودي للولادة” بمدينة الفاشر، والذي أدى إلى مقتل 70 مريضًا، معظمهم من النساء والأطفال، إلى جانب هجمات أخرى طالت مناطق في ريفي أم كدادة وقرى الجزيرة.
وأكدت الخارجية السودانية أن تصعيد مليشيا الدعم السريع لهجماتها ضد المدنيين العزل يأتي في أعقاب هزائمها المتتالية أمام القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة، مما دفعها إلى تبني تكتيكات انتقامية تهدف إلى تحقيق مكاسب سياسية من خلال استهداف الأبرياء.
انتقادات للمجتمع الدولي
وانتقدت الوزارة بشدة مجلس الأمن والقوى الغربية، متهمةً إياهم بـ”الاكتفاء بالإدانات اللفظية” وعدم اتخاذ إجراءات حاسمة ضد الدعم السريع ورعاتها الإقليميين على حد تعبيرها، الذين – وفق البيان – زودوها بـ”مدفعية بعيدة المدى والمسيرات الاستراتيجية” لتنفيذ عملياتها.
وأضاف البيان أن استمرار التعامل الدولي مع الدعم السريع كطرف سياسي بدل تصنيفه جماعة إرهابية، يشكل تشجيعًا ضمنيًا لاستمرار انتهاكاته. كما دعت الوزارة إلى توحيد الجهود الدولية من أجل “اجتثاث خطر الدعم السريع.