سفيرة متقاعدة: لا جديد في سياسة ترامب تجاه السودان

ترامب الرئيس الأمريكي

دونالد ترامب- الرئيس الأمريكي - صورة ارشيفية ( الأمم المتحدة)

أمستردام: 28 يناير 2025: راديو دبنقا
خلال مداخلتها في جلسة الإحاطة الخاصة بأنشطة المحكمة الجنائية الدولية في دارفور أمس الاثنين، أكدت نائبة المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في مجلس الأمن أن بلادها لا تدعم أيا من الجانبين في هذه الحرب. وحملت كلا الطرفين المتحاربين المسؤولية عن العنف والمعاناة في السودان. وأضافت أن الإجراءات الفظيعة لكل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية أهمية إنهاء الصراع بشكل تفاوضي سريع ودائم.
ودعت السفيرة دوروتي شيا في مداخلتها إلى ضرورة إنهاء أعمال العنف المروعة التي ارتكبتها القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع. وأكدت على ضرورة أن تسمح الأطراف المتحاربة بتدفق المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في السودان وأن الوقت قد حان لوقف القتل، وتمكين الشعب السوداني من تحقيق مستقبل سلمي ومزدهر، وشددت على مواصلة الولايات المتحدة قيادة الجهود الرامية إلى إنهاء هذا الصراع.
سياسة قديمة بثوب جديد
في تعليقها على مداخلة نائبة المندوبة الدائمة الامريكية في الأمم المتحدة، السفيرة دوروتي شيا، في جلسة الإحاطة الخاصة بأنشطة محكمة العدل الدولية المتعلقة بدارفور، وصفت السفيرة مها خضر، مدير إدارة المراسم ومديرة إدارة التعاون الدولي السابقة بوزارة الخارجية، المحاور الست التي تعرضت لها السفيرة دوروتي شيا في مداخلتها بأنها ليس فيها جديد ولا تحمل أي اختلاف مع سياسة الإدارة السابقة.
وأضافت السفيرة المتقاعدة في حديث لراديو دبنقا أن بعض من هذه المحاور ورد في اتفاق جدة التفاوضي مثل تمكين الشعب السوداني من تقرير مستقبله، التشديد على محاسبة المسؤولين واستبعاد القوات المتحاربة من العمل السياسي. عموما ليس هناك اختلاف بين إدارة بايدن وإدارة ترامب بشأن المسالة السودانية ولم يشمل الخطاب أي جديد أو إضافة لم يتم طرحها من قبل.
وحول ما إذا كان النهج المختلف للرئيس ترامب في التعامل مع كل القضايا يمكن أن يؤثر إيجابيا على حل الأزمة السودانية، شددت السفيرة مها خضر على أن المجتمع الدولي والدول الكبرى ذات الوزن إذا كان في إمكانهم أو في مقدورهم حل هذه الأزمة لما استمرت لفترة تقارب العامين. ونوهت إلى أنه لم تحدث محاولات فعلية تؤدي حتى إلى نتائج محدودة على طريق الحل بالنظر لحجم الكارثة والفظائع التي يشهدها السودان.
واستبعدت السفيرة المتقاعدة في حديث لراديو دبنقا أن يستطيع الرئيس دونالد ترامب إيجاد حلول للأزمة في السودان إلا إذا كان البعض يتوقع أن يتدخل عبر عنف عسكري. لكن على المستوى السياسي، وعلى ضوء الخطوط التي طرحها، ولا خلاف بينها وبين سياسة الإدارة السابقة.
الدعم السريع يرحب
من جانبه، غرد الباشا طبيق، مستشار قائد قوات الدعم السريع على خطاب السفيرة دوروتي شيا على حسابه على منصة اكس بالقول إن ما ذهبت إليه سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية بالأمم المتحدة وحديثها بأن الجيش السوداني غير موثوق به لتمثيل الشعب السوداني هو عين الحقيقة والصواب. واعتبر أن ممارسات الجيش المختطف من الحركة الإسلامية، وسيطرة الارهابيون على مفاصله خير دليل على ذلك، منوها إلى قيادتهم لحملات إنتقامية ضد الشعب السوداني باسم الجيش. كما يتأكد ذلك بتاريخ الجيش الدموي ضد شعب جنوب السودان ودارفور وشعب النوبة بجنوب كردفان والنيل الأزرق وما تم من حملات إنتقامية وقتل وذبح للمدنيين بكنابي ود مدني وقتله لمواطني جنوب السودان على أساس عرقي وجهوي وديني. ووصف الباشا طبيق ما يسمى بالجيش السوداني بمجرد مليشيا إرهابية تنفذ أجندة الحركة الإسلامية السودانية والحرس الثوري الإيراني.
الدعم السريع يرتكب عمليات قتل ممنهج للمدنيين
وأدانت نائبة المندوبة الامريكية في خطابها أمام جلسة مجلس الأمن الهجمات الأخيرة التي استهدفت المستشفى السعودي في الفاشر بالسودان، والتي أفادت التقارير بأنها أسفرت عن مقتل 70 مدنيا سودانيا وإصابة عشرات آخرين. واعتبرت ذلك واحدة من صور المعاناة الرهيبة التي لحقت بالمدنيين الأبرياء في السودان جراء هذا الصراع. واتهمت المقاتلون بتوجيه قسوة وعنف مروعين تجاه السودانيين العزل منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023.
ونوهت السفيرة دوروتي شيا إلى أن الصراع الوحشي تحول إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، حيث خلف 638,000 سوداني يعانون من أسوأ مجاعة في تاريخ السودان الحديث، وأكثر من 30 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية، وعشرات الآلاف من القتلى. نوهت إلى هي الحصار المستمر من قبل قوات الدعم السريع على الفاشر ومعاناة المدنيين المحاصرين لدى الجماعات المسلحة.
ووجهت نائبة مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن الاتهام لقوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها بقتل المدنيين بشكل منهجي رجالا وفتيان – حتى الرضع – على أساس عرقي، واستهدفت عمدا النساء والفتيات من مجموعات عرقية معينة بالاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي الوحشي. كما استهدفت هذه الميليشيات نفسها المدنيين الفارين، وقتلت الأبرياء الفارين من النزاع، ومنعت المدنيين المتبقين من الوصول إلى الإمدادات المنقذة للحياة.
القوات المسلحة ليست ممثلا موثوقا للسودان
واتهمت السفيرة دوروتي شيا القوات المسلحة السودانية بارتكاب جرائم حرب في السودان عبر هجمات مميتة على المدنيين، بما في ذلك قصف واسع النطاق للبنية التحتية المدنية بما في ذلك المدارس والأسواق والمستشفيات، كما اتهمتها بارتكاب جرائم التعذيب والإعدامات خارج نطاق القضاء.
وحملت المندوبة الامريكية القوات المسلحة السودانية مسؤولة المنع الروتيني لوصول المساعدات الإنسانية. وأن ذلك نتاج لاستهدافها المتكرر للبنية التحتية المدنية والهجمات على المدنيين في معاناة لا يمكن تصورها للمجتمعات الضعيفة معتبرة ذلك مؤشرا على أن القوات المسلحة السودانية ليست ممثلا موثوقا به لجمهورية السودان.
عدم الإفلات من العقاب
وشددت السفيرة دوروتي شيا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم الفظيعة، وأنه لا يزال العديد من المسؤولين عن الفظائع التي ارتكبت منذ أكثر من 20 عاما في السودان طلقاء. وحثت المجتمع الدولي على العمل على تقديم هؤلاء الأفراد للمحاكمة حتى يتسنى محاسبتهم علنا على جرائمهم المزعومة معتبرة أن الفشل في تحقيق المساءلة منذ عقود هو أحد أسباب استمرار اشتعال الصراع.
وأضافت السفيرة دوروتي شيا أن المسؤولين عن الجرائم الدولية المزعومة استغلوا هذه البيئة المتقلبة المستمرة لحماية أنفسهم من المساءلة، مع ورود تقارير عن العنف العرقي والجنساني على النحو الموصوف في التقرير المقدم اليوم. ودعت الدول إلى دعم جهود جمع الأدلة وتحليلها.

Welcome

Install
×