وجهات نظر سودانية متباينة حول العقوبات الأمريكية على الدعم السريع
امستردام – 8 يناير 2025 – راديو دبنقا
أثار القرار الأمريكي بفرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو، وسبع شركات، وتصنيف أفعال الدعم السريع بأنها إبادة جماعية جدلاً واسعاً داخل الأوساط السياسية السودانية والإقليمية.
ويأتي القرار في إطار تزايد الضغوط الدولية لإيجاد حلول توقف نزيف الدم في السودان، وتنهي خضم الأزمة التي تعصف بالبلاد منذ اندلاع الحرب.
القرار الذي استهدف قائد الدعم السريع وكيانات اقتصادية مرتبطة به في الخارج، قوبل بمواقف متباينة تراوحت بين الترحيب الحذر والانتقاد الشديد. يعكس هذا التباين تعدد الرؤى حول تأثير العقوبات على مسار الأزمة، بين من يراها خطوة نحو كبح الجرائم وإنقاذ الأرواح، ومن يصفها بأنها إجراء يزيد تعقيد المشهد ويعوق جهود السلام.
رحّبت وزارة الخارجية السودانية بالقرار الأمريكي الذي فرض عقوبات على قوات الدعم السريع وقائدها محمد حمدان دقلو، معتبرة في بيان رسمي حصل راديو دبنقا على نسخة منه أن قوات ارتكبت جرائم إبادة جماعية بحق الشعب السوداني، بما في ذلك الاغتصابات الجماعية. كما أشارت الوزارة إلى تورط سبع شركات تجارية تابعة للدعم في الإمارات بتمويل الحرب، داعية إلى موقف دولي موحد لإيقاف ما وصفته بـ”الجماعة الإرهابية”.
فيما انتقد سليمان صندل قائد العدل والمساواة رئيس حركة العدل والمساواة العقوبات واعتبرها محاولة لتقويض جهود السلام، مشيراً إلى أنها قد تؤدي إلى استمرار الحرب. وأكد على التزام قوات الدعم السريع بجهودها لوقف الحرب وبناء السودان على أسس جديدة.
في السياق ذاته، عبّر الصادق علي النور، المتحدث باسم حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي، عن ترحيبه المشروط بالقرار الأمريكي، مطالباً بتصنيف قوات الدعم السريع كمنظمة إرهابية وملاحقة قادتها جنائياً. وأشار إلى أن القرار قد يسهم في الحد من تدفق الأموال والسلاح إلى المليشيا، مما يساعد في إنقاذ الأرواح.
على الجانب الآخر، وصف أيوب نهار، مستشار الدعم السريع، دور الولايات المتحدة بأنه محدود، مشيراً إلى أن العقوبات الأمريكية تعكس ازدواجية في المعايير، حيث لم تفرض عقوبات مماثلة على الإسلاميين الذين أشعلوا الحرب. كما شبّه مصطفى محمد إبراهيم العقوبات المفروضة على دقلو بتلك التي فرضت على نيلسون مانديلا، واعتبرها امتداداً لتحيزات دولية تمنح غطاءً لفلول النظام البائد للاستمرار في جرائمهم.
وفي سياق مشابه، وصف عز الدين الصافي، عضو وفد التفاوض بقوات الدعم السريع، القرار الأمريكي بأنه غير عقلاني ويعمل ضد جهود السلام والاستقرار في السودان والمنطقة. وأشار الباشا طبيق، مستشار قوات الدعم السريع، إلى أن القرار يعكس فشل الإدارة الأمريكية ورضوخها لضغوط جماعات معروفة، مؤكداً أنه لن يسهم في حل الأزمة بل سيعقّدها.
وسط هذا التباين، يبقى الجميع متفقاً على ضرورة إنهاء الحرب وبناء سودان آمن ومستقر، وإن اختلفت التصورات حول الوسائل المناسبة لتحقيق ذلك.