تصنيف عالمي يعلن عن مجاعة في خمس مناطق بالسودان
أمستردام:24 ديسمبر 2024:راديو دبنقا
أعلن التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) اليوم الثلاثاء عن مجاعة في خمس مناطق بالسودان من بينها معسكر زمزم وأبو شوك والسلام في شمال دارفور وجبال النوبة.
وقال التصنيف المرحلي في تقرير إن خمس مناطق أخرى في شمال دارفور ، وهي أم كدادة، ومليط، والفاشر، والطويشة واللعيت، من المتوقع أن تشهد “مع وجود أدلة معقولة” مجاعة في الأشهر الستة المقبلة، وأضاف أن 17 منطقة في جبال النوبة ومناطق في شمال وجنوب دارفور معرضة لخطر المجاعة.
وأوضح التقرير إن 638 ألف شخص على الأقل يواجهون الآن المستوى الخامس من التصنيف المرحلي المتكامل، وهو الأسوأ من بين خمسة تصنيفات للأمن الغذائي.
ونبه التقرير المعني بمراقبة الجوع في العالم إن المجاعة تنتشر في السودان بسبب الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع مما أدى لتدمير البلاد وخلق أكبر أزمة نزوح في العالم.
وكان التصنيف قد أعلن في أغسطس الماضي لأول مرة عن مجاعة في معسكر زمزم الذي يؤوي نصف مليون نازح. وهو ثالث تحديد للمجاعة منذ إنشاء نظام مراقبة التصنيف المرحلي المتكامل قبل 20 عامًا، والذي تم تصميمه لتحفيز الاستجابة لمنع كارثة الجوع.
وعلى الرغم من الحصاد الجاري، الذي من شأنه أن يوفر عادة بعض الراحة للأسر، فإن التصنيف المرحلي المتكامل يتوقع انعدام الأمن الغذائي الشديد بين ديسمبر 2024 ومايو 2025، عندما يواجه 24.6 مليون شخص – أي حوالي نصف السكان – مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد، وهو ارتفاع كبير مقارنة بـ 21.1 مليون شخص متوقع في يونيو.
يعتمد إعلان المجاعة على قرارات فنية حول ثلاثة عتبات – أن يتأثر ما لا يقل عن 20٪ من السكان، مع إصابة طفل واحد من كل ثلاثة أطفال بسوء التغذية الحاد، ووفاة شخصين من كل 10 آلاف شخص يوميًا .
وقال التقرير إن الحرب تسببت في نزوح جماعي غير مسبوق وانهيار الاقتصاد. وأوضح إن الأعمال العدائية يمكن أن تؤدي إلى تخلي المزارعين عن محاصيلهم والنهب وتدمير المخزون.
فشل للنظام العالمي
وقالت ماري لوبول، مديرة الشؤون الإنسانية في منظمة إنقاذ الطفولة في السودان: “هذا التقرير الأخير مرعب وويعتبر فشل للنظام العالمي. عندما يتم إعلان المجاعة، يكون الأوان قد فات بالفعل بالنسبة للعديد من الناس. الأطفال هم الضحايا الأوائل للمجاعة ويواجهون بالفعل وفيات يمكن تجنبها ومؤلمة بسبب سوء التغذية والمرض. بدون اتخاذ إجراءات فورية الآن، سنرى المزيد من الأرواح الشابة المفقودة.
وأضافت “من المحزن أن نعرف أن هذه الكارثة كان من الممكن منعها. في المجتمعات التي نعمل فيها، نرى الآثار المدمرة لانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية يوميًا. إن هذه الأرقام لا تحكي إلا جزءًا من القصة، حيث لا يزال الوصول وجمع البيانات في هذه المناطق صعبًا.”
وتابعت “إننا ندعو جميع الأطراف إلى السماح بالوصول الفوري وغير المقيد عبر جميع المعابر الحدودية وفي جميع أنحاء البلاد لتقديم المساعدات الإنسانية.
“وأكدت “إن توسع المجاعة إلى مناطق إضافية يسلط الضوء على فشل المجتمع الدولي في الاستجابة بالإلحاح والحجم الذي تتطلبه هذه الأزمة. إن العمل في الوقت المناسب يمكن أن ينقذ الأرواح. لا يمكن للمجتمع الدولي أن يستمر في إدارة ظهره للسودان والانتظار حتى تتوسع المجاعة أكثر، مما يؤدي إلى إزهاق أرواح المزيد من الأطفال”.
انسحاب الحكومة
كشفت وكالة رويترز أن الحكومة السودانية علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، وهو نظام عالمي لرصد الجوع، قبيل صدور تقرير المنظمة الذي يتوقع أن يظهر انتشار المجاعة في أنحاء البلاد.
ووفقا لرويترز فإن وزير الزراعة السوداني قال وفي رسالة أمس الاثنين إن الحكومة السودانية علقت مشاركتها في نظام التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي. واتهمت الرسالة التصنيف المرحلي “بإصدار تقارير غير موثوقة تقوض سيادة السودان وكرامته”.
قال خبراء في العمل الطوعي إن انسحاب الحكومة من نظام التصنيف، سيؤدي لتقويض الجهود الرامية إلى معالجة واحدة من أكبر أزمات الجوع في العالم.
ووصف قطاع العمل الإنساني بتنسيقية القوى المدنية (تقدم) في بيان انسحاب الحكومة من “التصنيف المتكامل لمراحل انعدام الأمن الغذائي” (IPC) بأنه خطوة غير مسئولة ومتكررة. وأضاف البيان “إن هذا النهج يفتقر للأخلاق ويقدم أجندة سياسة الانكار على حياة الناس”. واعتبر تلك الخطوة امتداد لنهج موروث من النظام القديم.
والتصنيف المرحلي المتكامل هيئة مستقلة تمولها دول غربية، وتشرف عليها 19 من المنظمات الإنسانية الكبرى والمؤسسات الحكومية الدولية، ويعتمد التصنيف على تحليل شامل لقياس مدى انعدام الأمن الغذائي في الدول والمناطق المختلفة.
ويشكل التصنيف المرحلي المتكامل محوراً رئيساً في النظام العالمي واسع النطاق لمراقبة الجوع ومعالجته وبعمل بالتعاون مع الحكومات الوطنية لتحليل البيانات المتعلقة بانعدام الأمن الغذائي والإبلاغ عن الأوضاع داخل حدود الدولة، وتترأس الحكومة مجموعة التحليل التابعة للتصنيف في السودان.