تقرير للأمم المتحدة: حصار الفاشر مثير للقلق ويجب أن تنتهي الأعمال العدائية
أمستردام: 23 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
كشف تقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن الحصار القائم والأعمال العدائية المستمرة في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 782 مدنياً وإصابة أكثر من 1143 آخرين. وأضاف التقرير الصادر بتاريخ 20 ديسمبر 2024 أن آلاف المدنيين محاصرون، دون ضمانات لمرور آمن للخروج من المدينة، ومعرضون لخطر الموت أو الإصابة جراء الهجمات العشوائية التي تشنها جميع أطراف النزاع.
واعتبر المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الحصار الحالي على الفاشر والقتال المتواصل يتسبب في إزهاق الارواح على نطاق واسع. ,ان هذا الوضع المقلق لا يمكن أن يستمر، وأن من الواجب على قوات الدعم السريع إنهاء هذا الحصار المروع. وحث فولكر تورك جميع أطراف النزاع على وقف الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية، ودعاهم الى الامتثال لواجباتهم والتزاماتهم بموجب القانون الدولي.
وأكد التقرير الذي استند إلى مقابلات أجريت في أكتوبر ونوفمبر من العام الحالي مع 52 شخصاً تمكنوا من الفرار من الفاشر، وتم التحقق منها عبر مصادر مستقلة متعددة، وقوع قصف منتظم ومكثف لمناطق سكنية مكتظة بالسكان من قبل قوات الدعم السريع، وغارات جوية متكررة من قبل القوات المسلحة السودانية، وقصف مدفعي من قبل كل من القوات المسلحة السودانية والقوات المشتركة المتحالفة معها. وحذر التقرير من أن الهجمات على المدنيين والأعيان المدنية قد ترقى إلى جرائم حرب.
ويفيد التقرير أن الفاشر ومنذ شهر مايو الماضي تحولت إلى ساحة معركة بين قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية، المدعومة من قبل القوات المشتركة المتحالفة معها – حركة تحرير السودان/مني ميناوي، وحركة العدل والمساواة/جبريل إبراهيم، وجماعات مسلحة أخرى أصغر حجماً. ويخلص التقرير الى أن الأطراف استخدمت أسلحة متفجرة في مناطق مأهولة بالسكان بطريقة تثير قلقاً بالغاً تتعلق باحترام مبدأ الحيطة وحظر الهجمات العشوائية.
ووفقاً للتقرير الصادر من مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فانه خلال التصعيد الكبير في القتال في يونيو، انخرطت الأطراف في تبادل كثيف لإطلاق النار في مناطق مدنية مما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين. كما استخدمت المنازل لأغراض عسكرية، وهوجمت الأسواق ونهبت. وتم تسجيل حالات وفيات داخل المنازل، وفي الأسواق والشوارع، وفي محيط المستشفيات. ويشير التقرير الى أن سكان حي الثورة جنوب لم يتمكن السكان من جمع جثث أولئك الذين ماتوا في الشوارع لعدة أيام، بسبب القصف المستمر وتبادل إطلاق النار الكثيف.
ويقول التقرير إن مستشفى السعودي للولادة، هو المستشفى العام الوحيد المتبقي حالياً في الفاشر القادر على تقديم العمليات الجراحية وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية. لكنه يتعرض لقصف متكرر من قبل قوات الدعم السريع. في الوقت الذي أبلغ فيه مقدمو الخدمات عن ارتفاع في حالات العنف الجنسي منذ بدء الحصار، كما هو موثق في التقرير. هذا وقد تعرض مرفق صحي آخر، مركز تمباسي الطبي، للقصف من قبل قوات الدعم السريع في أغسطس، مما أسفر عن مقتل 23 شخصاً وإصابة 60 آخرين.
ويوثق التقرير أيضاً هجمات متكررة لقوات الدعم السريع على مخيمات للنازحين، لا سيما مخيمي زمزم وأبو شوك.
ويؤكد التقرير أن مخيم زمزم للنازحين، الذي يقع على بُعد 15 كيلومتراً جنوب مدينة الفاشر ويأوي حالياً مئات الآلاف من النازحين، شهد تواجداً متزايداً للقوات المشتركة المتحالفة مع القوات المسلحة السودانية وتعرض للقصف ست مرات من قبل قوات الدعم السريع، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 15 نازحاً. ويشير ذلك، بالإضافة الى تقارير حول ازدياد تعبئة المقاتلين على أسس قبلية من قبل أطراف الصراع في أنحاء دارفور، إلى أن الاستعدادات قد تكون جارية للمزيد من الأعمال القتالية.
وقال فولكر تورك، المفوض الأممي لحقوق الإنسان “إن أي هجوم واسع النطاق على مخيم زمزم ومدينة الفاشر من شأنه زيادة معاناة المدنيين إلى مستويات كارثية، وتعميق الوضع الإنساني المتردي اصلاً، بما في ذلك ظروف المجاعة”. وحث المجتمع الدولي على بذل كل الجهود لمنع مثل هذا الهجوم وانهاء الحصار.
كما دعا المفوض السامي لحقوق الإنسان جميع أطراف النزاع إلى تبني جهود الوساطة بحسن نية، بهدف وقف الأعمال العدائية على الفور.
يمكن الاطلاع على النسخة الكاملة للتقرير باللغة الإنجليزية على الرابط التالي:
https://www.ohchr.org/sites/default/files/documents/countries/sudan/ohchr-sudan-country-office-fasher-north-darfur-siege-may-1-en.pdf