بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق تلتقي اللاجئين السودانيين في يوغندا
أمستردام: 20 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
عرب أعضاء بعثة الأمم المتحدة المستقلة لتقصي الحقائق حول السودان عن قلقهم بشأن التأثير المتزايد للصراع على المدنيين بعد لقاء حوالي 200 شخص من معظم ولايات السودان خلال زيارة ليوغندا من 1 إلى 18 ديسمبر.
وأوضحت البعثة في بيان صحفي أنه خلال زيارة لموقع لوصول الوافدين الجدد في كيرياندونغو، في يوغندا، الذي يستضيف أكثر من 50 ألف لاجئ، معظمهم من السودان وجنوب السودان، التقى الخبراء بلاجئين من العاصمة الخرطوم بالإضافة إلى النيل الأزرق، دارفور، الجزيرة، كردفان، والنيل الأبيض، واطلعوا عن كثب على ظروفهم الصعبة، بينما يدخل الصراع مرحلة جديدة تتجه شرقًا. وتشير التقديرات إلى لجوء أكثر من 64 ألف سوداني إلى يوغندا منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
قال محمد شندي عثمان، رئيس بعثة تقصي الحقائق: “بدلاً من المساهمة بشكل إيجابي في إعادة بناء السودان، فإن ملايين اللاجئين السودانيين محاصرون في ظروف قاسية في المخيمات والمستوطنات في الدول المجاورة بينما يستمر الصراع”. “ليس لديهم وسائل أو وظائف بينما ينتظرون بشكل يائس أن يتمكنوا من العودة إلى وطنهم”.
وأشار البيان إلى أن الزيارة سلطت الضوء على الحوادث الرئيسية، بما في ذلك حصار مدينة الفاشر ومحيطها في شمال دارفور منذ أبريل 2024. وجمعت بعثة تقصي الحقائق شهادات مؤلمة عن الدمار الواسع والقتل والاغتصاب وأشكال العنف الجنسي الأخرى. وقد ترافق الحصار مع قصف لا هوادة فيه بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مما أثر على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات، وأدى إلى ظروف إنسانية كارثية.
ونوه البيان الصحفي إلى أن الخبراء استمعوا من النساء السودانيات إلى التحديات الهائلة التي واجهنها ومعاناتهن قبل الوصول إلى يوغندا. وأشارت عدة نساء إلى زيادة حالات الإجهاض، بينما تعرض البعض الآخر لضربات جوية أو قصف موجه للأسواق، سواء كبائعين أو أثناء الحصول على الإمدادات الأساسية لعائلاتهم. كما أبلغت النساء عن تعرضهن للتحرش الجنسي، بما في ذلك من قبل أفراد يرتدون زي قوات الدعم السريع ويتحدثون بلغات أجنبية. وتحدثت العديد من النساء عن رغبتهن في تشكيل مستقبل السودان وعدم ترك مستقبل البلد في أيدي الرجال المتحاربين.
قالت منى ريشماوي، عضو بعثة تقصي الحقائق: “إن النساء والأطفال في السودان ليسوا فقط الضحايا الرئيسيين لهذا الصراع العبثي، بل إنهم أيضًا يحملون مفتاح حياة سلمية وكريمة لجميع السودانيين”. “يجب أن يكون لهم مقعد في أي مفاوضات كأطراف متساوية”.
وأضاف البيان أن الخبراء استمعوا أيضًا إلى التحديات التي يواجهها الأشخاص ذوو الإعاقة الذين عانوا من التهجير دون الوصول إلى الدعم أو الخدمات اللازمة. وقد روى الأفراد ذوو الإعاقة الحركية الصعوبات الشديدة التي واجهوها أثناء الفرار من مناطق النزاع دون أماكن مناسبة أو مساعدة. كما واجه ذوو الإعاقة السمعية العنف في نقاط التفتيش، حيث تم اتهامهم بالتجسس لصالح الجانب الآخر.
كما تحدث الخبراء مع عدة سودانيين فروا من ولاية الجزيرة، الذين وصفوا حالات الاغتصاب والعمل القسري وغيرها من الانتهاكات الجادة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، التي ارتكبت في الغالب من قبل قوات الدعم السريع. وقد زادت أعمال النهب والسلب التي استهدفت الأسر المدنية والمزارع من تفاقم الأزمة الإنسانية في ولاية الجزيرة. كما تسببت القوات المسلحة السودانية أيضًا في خسائر بشرية كبيرة نتيجة القصف الجوي للمناطق المدنية.
وطالبت الخبيرة جوي نغوزي إيزيلو، “المجتمع الدولي بدعم يوغندا والدول الأخرى التي تستضيف أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين لضمان أن يكون للاجئين الوصول إلى المرافق الأساسية، بما في ذلك التغذية والرعاية الصحية واحتياجات النظافة والتعليم، وأن يتمكنوا من العيش في ظروف إنسانية وبكرامة”.
وأوضح البيان الصحفي أن بعثة تقصي الحقائق في السودان زارت كذلك أديس أبابا، إثيوبيا، حيث شاركت في حوار بناء مع الاتحاد الأفريقي ووكالات الأمم المتحدة، وبما يتماشى مع تفويضها للعمل مع جهود وطنية وإقليمية ودولية أخرى لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والجرائم ذات الصلة في السودان وتعزيز السلام والعدالة والمساءلة.