عالم خارج عن التوازن: السودان ودول أخرى تتصدر الأزمات الإنسانية لعام 2025

لقطة شاشة من مقطع فيديو عن القصف الجوي لمنطقة الفردوس في جنوب الخرطوم- 17 اكتوبر2024 - المصدر صفحة الصحفي المقداد حسن على منصة إكس - تحرير راديو دبنقا

أمستردام-راديو دبنقا-12ديسمبر 2024

كشفت لجنة الإنقاذ الدولية (IRC) عن قائمتها السنوية للطوارئ لعام 2025، مشيرة إلى أن السودان، الأراضي الفلسطينية المحتلة، وميانمار تتصدر قائمة الدول التي تواجه أزمات إنسانية حادة. تمثل هذه الدول، مع سوريا وجنوب السودان، مركز الاهتمام الدولي نظرًا لتفاقم الأوضاع الإنسانية بها. وبحسب التقرير، فإن أكثر من 305 مليون شخص بحاجة إلى دعم إنساني عالميًا، منهم 82% يعيشون في 20 دولة فقط تمثل 11% من سكان العالم. كما أن هذه الدول مسؤولة عن 77% من النازحين عالميًا وتمثل أكثر من 30% من أشد الفقراء عالميًا.

ويشير التقرير إلى أن السودان حاليًا يمثل أكبر أزمة إنسانية تم تسجيلها، حيث يمثل سكانه 10% من المحتاجين للمساعدات الإنسانية عالميًا، بينما يشكل سكانه 1% فقط من سكان العالم. وفي نفس السياق، تعود سوريا إلى قائمة الدول الخمس الأكثر قلقًا بعد غياب لعدة سنوات.

يركز التقرير على مفهوم “عالم خارج عن التوازن” كعامل رئيسي لتصاعد الأزمات الإنسانية. أربعة اختلالات أساسية تمثل الأسباب الجذرية لهذا التدهور: تفوق القوة العسكرية على الدبلوماسية، مما أدى إلى تصاعد النزاعات المسلحة لتصل إلى أعلى مستوى منذ الحرب العالمية الثانية؛ استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية كاستراتيجية في الحروب؛ تأثير أزمة المناخ على الدول الفقيرة، حيث تواجه هذه الدول ثلث حالات النزوح الناجمة عن الكوارث الطبيعية رغم مسؤوليتها عن أقل من 4% من انبعاثات الكربون؛ وأخيرًا، التفاوت الاقتصادي العالمي، حيث ارتفعت معدلات الفقر المدقع في هذه الدول بنسبة 85% في العقدين الأخيرين.

التقرير يدعو إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمعالجة هذه الأزمات، بما في ذلك إصلاح النظام الإنساني لزيادة الكفاءة، تخفيف أعباء الديون، تعزيز التمويل والاستقرار الاقتصادي، حماية المدنيين عبر إصلاح مجلس الأمن الدولي، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين. كما شدد على أهمية الاستثمار في التكيف المناخي لتقليل آثار الأزمات المناخية، وتوسيع المسارات الآمنة لدعم اللاجئين وضمان اندماجهم.

وفي تصريح لديفيد ميليباند، رئيس اللجنة ومديرها التنفيذي، أكد أن “العالم يفتقد إلى التوازن بشكل عميق، مما يجعل مئات الملايين من الأشخاص يعيشون واقعًا يوميًا أشبه بالاحتراق. ما لم يتم تغيير النهج التقليدي في التعامل مع هذه الأزمات، فإن المدنيين سيظلون يتحملون العبء الأكبر. تقع على عاتق المجتمع الدولي فرصة ومسؤولية لتغيير هذا الواقع وتقديم حلول جذرية وفعالة”.

Welcome

Install
×