انطلاق جلسة المرافعة الختامية في محاكمة علي كوشيب .. ومكتب المدعي العام يستعرض تقريرا لراديو دبنقا
لاهاي: 11ديسمبر 2024: راديو دبنقا
انطلقت صباح اليوم الأربعاء في لاهاي جلسة المرافعة الختامية لمحاكمة “علي كوشيب” الذي يواجه تهماً بالجرائم الإنسانية والإبادة الجماعة وجرائم الحرب. فيما استعرض ممثل مكتب الادعاء خلال الجلسة تقرير نشره لراديو دبنقا ومقطع فيديو لعلي كوشيب يؤكد فيه صحة ما ورد في التقرير.
واستمعت المحكمة اليوم إلى المرافعة الختامية المقدمة من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم وعدداً من أعضاء مكتبه ستواصل أعمالها يومي الخميس والجمعة.
وقال موفد راديو دبنقا إن عدداً كبيراً من السودانيين من مختلف دول العالم بجانب وفد من الحكومة برئاسة وزير العدل.
ويواجه على كوشيب 31 تهمة، تمثل مجملها جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. بشأن جرائم ارتكبت في دارفور في الفترة من 2003 إلى 2024.
بريق أمل
وقال كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، في فاتحة أعمال الجلسة إن هذه يوم مهم للعدالة وللضحايا الذين يراقبون العدالة التي تاقوا إليها على مدى 20 عاماً. معتبراً الجلسة بريق أمل للضحايا وقال إن الجلسة تنعقد وسط موجة جديدة من العنف في السودان.
وقال إن المحكمة استمعت إلى روايات شهود وضحايا أوضحوا إنهم يريدون العدالة والسلم والعودة إلى منازلهم التي غادروها، ووصف الجلسة بأنها مهمة في تحقيق العدالة وفاءاً للتعهدات التي قطعها مكتب المدعي العام للناجين وأضاف في الوقت نفسه” لا يمكن إعادة الساعة إلى الوراء ولا يمكن أن نمحو الصدمة ومعاناة الأجيال، ولا يمكن للعدالة أن نوقف الصراع المستمر ل 20 عاماً”.
شهود وأدلة
وأكد خان إن المحكمة استمعت لأكثر من مائة شاهد، من بينهم 81 شاهد اتهام مثل منهم أمام المحكمة 56، و20 شاهد دفاع مثل منهم أمام المحكمة 17. وتحصلت على آلاف الأدلة .
وأشار إلى الاتفاق بين الاتهام والدفاع على 434 حقيقة، واستدعاء خبير مشترك مشيراً إلى التعاون بين الطرفين.
وأكد إن القضية ترتبط بالجرائم التي ارتكبت 2003 و2004 التي عانى منها شعب دارفور منوها إلى إحالة القضية من مجلس الأمن إلى المحكمة الجنائية الدولية في 31 من مارس 2005. وأضاف ” إن الضحايا طالبوا بالعدالة وقاموا بكل ما في وسعهم للمشاركة في هذه القضية والإجراءات”.
أدلة تثبت التهم
وقال المدعي العام للجنائية إن الشهادات التي عارضها الدفاع تظهر الوقائع الجنائية المرتكبة، وان غالبية الأدلة تثبت كل التهم على” علي كوشيب” وأنه كان قائدا للجنجويد الذين ارتكبوا الجرائم بإرادة وحماس، وأضاف خان ” إن حكومة السودان كانت تسلح الجنجويد لمقاومة التمرد ولكن الضحايا كانوا مدنيين يعانون من آثار تلك الجرائم”. وقال إن كل العناصر التي وردت خلال جلسات المحكمة تثبت المسئولية الجنائية.
وقال خان إن الشهود والأدلة أثبتوا ارتكاب القتل الجماعي والاغتصاب والتدمير لقرى كاملة حيث لا يستطيع سكانها العودة إلى مناطقهم. وأضاف ” يتحمل أبناءه الضحايا تبعات ونتائج تلك الجرائم حيث ولدوا في مخيمات النزوح في كلمه وغيرها وآخرين نزحوا الآن إلى أدري”.
وقال إن الضحايا تعرضوا للتعذيب بواسطة الجنجويد في مكجر ودليج بوسط دارفور، وإن الجناة وعلى أسهم كوشيب نفذوا الأوامر بدون ندم أو تأني. مشيراً إلى أن أسر الضحايا ما زالت تعاني من صدمات حتى الآن.
استخدام الاغتصاب كسلاح
وأكد كريم خان إن حكومة السودان والجنجويد اتخذوا الاغتصاب كسلاح، من بين تلك الجرائم اغتصاب الطفلات والاغتصاب أمام أفراد الأسرة الاغتصاب.
ونسب إلى أحد الشهود: “لقد تم اغتصاب النساء بعضهن انتحرن وبعضهن أصبن بالجنون ولم يستطعن الاندماج في المجتمع”، ونقل عن شاهدة أخرى: “لم استطع مواصلة الدراسة بسبب وصمة الاغتصاب و لم استطع الجلوس مع زميلاتي”، وقالت أخرى: “لم نستطع الحصول على الرعاية الطبية او الحصول على دعم الأسر بعد الاغتصاب”.
ونبه خان إلى أن الأطفال الذين ولدوا نتيجة الاغتصاب يعانون من الازدراء وسط المجتمعات كما تشعر أمهاتهم بخيبة أمل كبيرة.
الأطفال الشريحة الأكثر تضرراً
وأكد خان في مرافعته الختامية أن المتضرر الأكبر من تلك الجرائم هم الأطفال حيث تمزقت حياتهم، الأطفال لم يكونوا أهداف للهجمات فقط بل المجاعة، حيث توفي عدد كبير منهم من الجوع من نجا من الهجوم لم ينجوا من الرحلة.
وأكد إن القضية هي الأولى من نوعها التي تعكس الطبيعة المتقاطعة للجرائم في مكجر ودليج حيث مزجت بين الاضطهاد الجنساني والسياسي والعرقي. وأكد إن هذه القضية هي الأولى التي تمت احالتها من مجلس الأمن مبينا إنها أكدت أهمية المحاسبة حول حقوق الأفراد مهمة لأنها تهدد الأمن السلم الدوليين.
ويتابع خان:” وجلسة المرافعة نهاية الفصل الأول للقصة يجب أن لا ننسى حقوق الدارفوريين “.
ممثل مكتب الادعاء يستعرض تقريرا لراديو دبنقا
من جانبه، قال جوليان نيكل أحد ممثلي مكتب الادعاء في معرض الرد على قضايا الدفاع بشأن أن المتهم لم يكن معروفا باسم “علي كوشيب”، قال إن 16 من الشهود يعرفون كوشيب باسمه الحقيقي. كما أنه أرسل للاستجواب بواسطة السلطات في قبل مكتب الادعاء في الخرطوم باسمه ولقبه، وأكد إن مقطع الفيديو الذي تحصل عليه المكتب يمثل دليلاً قويا على أن المتهم هو علي كوشيب.
واستدل نيكل في المرافعة الختامية بمقطع فيديو قال فيه علي كوشيب إن ما يقوله راديو دبنقا صحيح بأنه قتل عدد كبير من الأشخاص وإنه سوف يقتل المزيد، وذلك أمام 20 من داعميه. وافتخر خلال المقطع بصلته بعمر البشير. واستعرض نيكل تقريراً لراديو دبنقا وصف علي كوشيب “بأنه قائد للمليشيا المطلوب أمام المحكمة الجنائية الدولية، وإنه يقود قوات أبو طيرة وهاجم المنطقة باستخدام عربات”. وأضاف نيكل إن حديث كوشيب اعتراف صريح باسمه واعتراف بمسئوليته عن ارتكاب الجرائم.
مثل علي كوشيب، أمام المحكمة الجنائية الدولية في 9 يونيو 2022، ليصبح الشخص الوحيد من بين المتهمين في جرائم دارفور الذي يمثل أمام المحكمة. بينما لا يزال العديد من المتهمين الآخرين، مثل الرئيس السابق عمر البشير، وعبد الرحيم محمد حسين، وأحمد هارون، مطلوبين بتهم تتعلق بالإبادة الجماعية وجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في دارفور في دارفور.