حملة “لازم نزرع”: مواجهة خطاب الكراهية
أمستردام: 5 ديسمبر 2024: راديو دبنقا
اعتبر المهندس محسن النعمة، عضو تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل، أن عمليات النهب والتدمير التي تستهدف مشروع الجزيرة ليست بالجديدة، وأن حكم الإنقاذ كان أيضا يستهدف مشروع الجزيرة وقام بوضع قانون 2005 والذي قاد إلى تدمير واسع وشامل لأصول المشروع وبنياته الأساسية.
الحفاظ على أصول وبنيات المشروع
وأضاف القيادي بتحالف مزارعي الجزيرة والمناقل في حديث لراديو دبنقا أن الحرب الحالية جاءت لتستكمل ما لم ينجز في هذا الجانب، لذا فإن حملة “لازم نزرع” التي أطلقها التحالف تناشد بالمحافظة على ما تبقى من البنيات الأساسية للمشروع.
ونوه إلى أن هيئة البحوث الزراعية التي تأسست في العام 1924 بعد 4 سنوات من إنشاء مشروع الجزيرة تمثل حصيلة تجارب تجاوزت 80 عام وقد تضررت بشكل كبير بسبب قيام مليشيا الدعم السريع بإدخال مركباتها داخل مبنى الهيئة بعد دخولها لمدينة ود مدني.
وأضاف “لذا واصل تحالف المزارعين ارسال المناشدات للمحافظة على هيئة البحوث الزراعية”.
وأشار المهندس محسن النعمة إلى تدمير أكثر من 32 مخزن ضمن منشآت الإدارة الزراعية لمشروع الجزيرة في “بركات”، مثلما تأثرت عمليات الري جراء تدمير عدد كبير من القنوات بسبب الاشتباكات بين طرفي الحرب.
ووصف القيادي بتحالف مزارعي الجزيرة والمناقل الأضرار بأنها كبيرة، مضيفا أنهم مازالوا يعملون على رصدها وتوثيقها والعمل على المحافظة على ما تبقى من بنيات تحتية والذي يمثل أحد أهداف حملة “لازم نزرع”.
حملات منظمة لضرب النسيج الاجتماعي
وأكد عضو تحالف مزارعي الجزيرة أن واحدا من الأهداف الرئيسية لحملة “لازم نزرع” هو الحفاظ على تماسك مجتمع الجزيرة خصوصا وأن هناك حملات منظمة مثيرة للقلق لضرب النسيج الاجتماعي، مشيرا إلى أن مجتمع الجزيرة مجتمع متعدد الثقافات والأعراق.
وأضاف أن سكان الجزيرة جاءوا للمشروع من الشمال والشرق والغرب والجنوب ومن مختلف أنحاء السودان ومن مختلف قبائل السودان.
وحذر المهندس محسن النعمة من انتشار خطاب كراهية يستهدف العمال الزراعيين القادمين من غرب السودان وبشكل مخيف مصدره الإسلاميين، بحجة أنهم داعمون لقوات الدعم السريع.
واعتبر أن هذا الخطاب خطير جدا ويهدد النسيج الاجتماعي، مضيفا أنهم في تحالف المزارعين يرفضون هذا الخطاب ويحثون على نبذ خطاب الكراهية تجاه العمال الزراعيين الذين قدموا للجزيرة منذ بدايات المشروع واستوطنوا فيها وأصبحوا جزء أساسيا ومكونا أصيلا من المكونات الاجتماعية فيها.
العمال الزراعيون تضرروا من الانتهاكات
وشدد عضو تحالف مزارعي الجزيرة والمناقل أن العمال المزارعين يدرسون مع بقية المكونات في نفس المدارس ويزرعون الأرض معا.
كما شدد على أن العمال وهم لا علاقة لهم بقوات الدعم السريع، حتى لو انضم بعض أبنائهم إليها مثلهم مثل الكثير من السودانيين وفي مختلف أنحاء السودان.
وتابع قائلا “لذا هم مثلهم مثل الآخرين من مكونات الجزيرة والمجتمع السوداني، بل أنهم يبغضون المليشيا لما عاشوه من انتهاكات من قبلها في دارفور”.
وتابع قائلا “أكثر من ذلك أنهم مثل غيرهم لم يسلموا من غدر الدعم السريع حيث تعرضوا للسرقة، والنهب، والقتل، والتشريد”.
وأضاف “بل ربما هم من أكثر الفئات تضررا باعتبار أن العمال الزراعيين يعتمدون بالكامل في حياتهم المعيشية على العملية الزراعية والإنتاج، لذلك تضرروا ضرر بالغ جدا وهم ضحايا لهذه الحرب مثلهم مثل باقي مكونات مجتمع الجزيرة”.