تشاد تنهي اتفاقية التعاون الدفاعي مع فرنسا
امستردام: 29 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
أعلنت الحكومة التشادية إنهاء اتفاقية التعاون الدفاعي الموقعة مع فرنسا، في خطوة وصفت بأنها “نقطة تحول تاريخية” منذ استقلال البلاد قبل أكثر من ستة عقود.
جاء هذا الإعلان عقب زيارة قصيرة لوزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، إلى العاصمة التشادية نجامينا، والتي استغرقت 24 ساعة فقط.
ووفقاً لما نقله موقع الدفاع العربي، أصدرت الحكومة التشادية بياناً على لسان عبد الرحمن كلام الله، المتحدث باسم الحكومة ووزير الدولة للشؤون الخارجية، اكدت فيه أن القرار يهدف إلى إعادة تقييم أولويات الدولة وتعزيز استقلالها الاستراتيجي.
وجاء في البيان أن تشاد تسعى إلى “إعادة تعريف شراكاتها الاستراتيجية بما يتماشى مع أولوياتها الوطنية، مع الالتزام بفترة الإشعار المسبق والتعاون مع الجانب الفرنسي لضمان انتقال سلس للعلاقات الدفاعية”.
وأضاف البيان أن تشاد “مستمرة في الحفاظ على العلاقات الودية والتاريخية مع فرنسا، لكنها تسعى أيضاً إلى بناء أشكال جديدة من التعاون تعزز المصالح المشتركة للطرفين”.
كما أشار إلى أن هذه الخطوة تأتي في سياق “إعادة صياغة السياسات الخارجية لتشاد بما يعكس تطلعاتها الوطنية ويعزز سيادتها”.
وفي سياق متصل، نقل راديو دبنقا عن مصدر قوله إن تشاد “كانت ترتبط بعلاقة أمنية وثيقة مع فرنسا بموجب الاتفاقية الملغاة، حيث تدخلت القوات الفرنسية مرات عديدة لدعم حلفائها التشاديين ضد خصومهم في بلد يعاني من عدم الاستقرار السياسي والأمني لفترات طويلة من تاريخه”، حسب المصدر.
وبموجب هذه الاتفاقية، كانت فرنسا تحتفظ بنحو 1000 جندي متمركزين في تشاد، التي تُعد إحدى مستعمراتها السابقة.
يُذكر أن تشاد، الدولة الأفريقية الحبيسة جنوب الصحراء والتي تتخذ الفرنسية والعربية لغتين رسميتين، نالت استقلالها عن فرنسا في 11 أغسطس 1960.
ورغم الاستقلال، ظل الارتباط بين البلدين قائماً في عدة مجالات، بما في ذلك التعاون الأمني والعسكري، الذي شهد الآن تغييرات جوهرية مع هذا الإعلان.
تأتي هذه التطورات في ظل تقلص النفوذ العسكري الفرنسي في منطقة الساحل، حيث شهدت السنوات الأخيرة انسحاب القوات الفرنسية من النيجر ومالي وبوركينا فاسو، وسط تعزيز علاقات هذه الدول مع روسيا التي تنشر مرتزقتها في المنطقة.
الرئيس المؤقت لتشاد، محمد ديبي إتنو، الذي تولى السلطة بعد مقتل والده في معارك مع المتمردين عام 2021، يقود حاليا جهوداً لإعادة تقييم السياسات الداخلية والخارجية لتعزيز استقلالية البلاد وسيادتها الوطنية، حسب الخطاب الرسمي التشادي.
ووفقاً لتقارير موقع الدفاع العربي وتصريحات المسؤولين التشاديين، يمثل هذا القرار “خطوة جديدة في مسار تعزيز استقلالية تشاد وإعادة صياغة سياساتها الخارجية بما يتماشى مع تطلعاتها الوطنية”. وياتي ذلك بعد زيارة الوزير الفرنسي التي يُعتقد أنها لعبت دوراً في تسريع الإعلان. ولم يتسن، لراديو دبنقا، الحصول على رد فعل من الجانب الفرنسي على تلك الخطوة.