مسؤولة: رصد 330 حالة اعتداء جنسي وإقامة “المساحات الصديقة” لتقديم الخدمات الطبية للناجيات
امستردام: السبت 16/ نوفمبر/2024م: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
أكدت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل سليمى أسحاق الشريف تسجيل ثلاث حالات عنف جنسي وسط النازحين في ولايتي كسلا والقضارف، ليبلغ عدد الضحايا إلى 330حالة عنف جنسي، وكشفت عن إقامة ماسمته بـ”المساحات الصديقة” المؤقتة لتقديم الخدمات الطبية لضحايا العنف الجنسي المرتبط بالصراع، بالتنسيق مع صندوق الأمم المتحدة للسكان وشركائهم عبر الوحدات التابعة لمكافحة العنف في القضارف وحلفا الجديدة كسلا.
وسجلت الوحدة عدد 21 حالة عنف جنسي منذ بداية التصعيد الأخير على خلفية انضمام قائد قوات الدعم السريع بولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل إلى القوات المسلحة السودانية، ليبلغ عدد ضحايا العنف الجنسي لـ 330 حالة.
وقالت “الشريف” لـ”راديو دبنقا”: إنهم في الوحدة رصدوا ثلاث حالات عنف جنسي وسط النازحين من ولاية الجزيرة إلى ولايتي كسلا والقضارف، وأضافت بأن وزارة الصحة أعلنت عن تسجيل 27 حالة اغتصاب لكنها لاتعلم إنَّ كانت من بين الأرقام التي أوردتها الوحدة أم أرقام أخرى، مشيرًة إلى أن العامل النفسي هو ما دفع الناجيات للتبليغ عن حالاتهن، وذكرت أن الوحدة تلقت بعض البلاغات من حالات فردية مماثلة ولذات الأسباب.
ووحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل، آلية حكومية تعمل على التنسيق بين الفاعلين الاساسيين للقضاء على العنف القائم على النوع الإجتماعي في السودان.
وشددت المسؤولة الحكومية على أن الأعداد التي وردت في التحديثات الأخيرة تتركز في ولاية الجزيرة وقالت إنّها أكبر من ذلك بكثير من الأرقام المرصودة لدى الوحدة وعزت الأسباب إلى أن هنالك تعقيدات تتعلق بعدم وصول الخدمات الطبية، وتكتم الأسر والمجتمع على جرائم الاغتصاب خوفًا من الوصمة الاجتماعية، مبينة أن هنالك عقد اجتماعي صارم يلتزم به الأهالي.
ورأت أن النساء لايجدن المساندة النفسية التي تمكنهن من التبليغ عن ماتعرضن له من اعتداءات جنسية، وقالت إن تلك الحالات لايمكن التعرف عليها إلا في حال حدوث مضاعفات أو عواقب صحية ونفسية، أو أي تدخلات طبية تدفعهم للبحث عن الخدمات الطبية.
وأوضحت “الشريف” أن الوضع الصحي في ولايتي القضارف وكسلا الآن انتظم في تقديم الخدمات الطبية في العيادات الجوالة التي تعمل بانتظام للنساء والفتيات بالتنسيق مع صندوق الامم المتحدة للسكان وشركائهم بإقامة المساحات الصديقة المؤقتة، التي وصلت حتى منطقة البطانة، ولفتت إلى أن الخدمة تشمل تقديم الرعاية الصحية وتوزيع أطقم الكرامة المتعلقة باحتياجات النساء والفتيات من ” أدوات النظافة الشخصية والفوط الصحية”.
وأضافت أن كل المستشفيات في كسلا وحلفا والقضارف والفاو أصبحت مزودة بأدوية البرتكول حال تم تلقي بلاغات من النساء والفتيات ضحايا العنف الجنسي، واعتبرت أن هذه الخدمات المقدمة واحدة من الوسائل التي تشجع النساء والفتيات على التبليغ عن الانتهاكات التي تعرضن لهن، كما أن هنالك توعية واسعة بأهمية التبليغ والحصول على الخدمات الطبية.
لكنها أشارت إلى أن رفض وتشدد بعض الأسر من تمكين النساء والفتيات من التبليغ للوحدات الطبية. لازال يشكل عائقًا في الوصول إلى الناجيات واستفادتهن من الخدمات الطبية، إلا في حال حدوث مضاعفات أو حمل ناتج عن العنف الجنسي المرتبط بالصراع.
وقالت مديرة وحدة مكافحة العنف ضد المرأة والطفل أنها دائمًا ما تمسك عن ذكر أسماء بعض القرى والمناطق التي يرفض فيها الأهالي التبليغ عن جرائم العنف الجنسي التي وقعت في قراهم، وأن تصريحها سيقابل بالنفي والتكذيب من الأهالي واعتبرت أن هذا الإنكار ينعكس سلبًا على الناجيات من جرائم العنف الجنسي، ووصفت ذلك بالتقليل من مخاطر وحجم الجريمة لكنها اعتبرت أن ماتعرض أهالي الجزيرة كان وقعه صعب عليهم.
ووصفت سلمى الشريف، نزوح مواطني ولاية الجزيرة إلى ولايتي كسلا والقضارف بأنه الأكثر إيلامًا وحزناً وقالت أن دور الإيواء والشوارع امتلأت بالنازحين، مبينًة أن الإحصائيات تتحدث عن أن عدد النازحين بلغ 258 ألف نسمة في ظل ضعف البنى التحتية، وقالت على الرغم من كثرة مناطق الإيواء في القضارف إلا أن بعص النازحين يقيمون في الشوارع الطرقات، محذرة من خطورة ذلك على حياة النساء والفتيات وأنه وضع غير آمن، إلا أن العاملين في وحدة مكافحة العنف على تواصل معهن ويقدمون لهن الخدمات الطبية.
وأشارت إلى أن هنالك ضعف شديد في الخدمات والبنية الصحية ظهر بشكل واضح أكثر بعد الحرب برغم أن العاملين في المجال الطبي يقومون بواجبهم على مدار الـ24 ساعة، وبأجور زهيدة، وذكرت بأن النازحين في قرى حلفا الجديدة وكسلا يتمددون في مساحات كبيرة وواسعة لكنها بعيدة عن المستشفى المرجعي، ماقد يفاقم معاناتهم وخاصة النساء والفتيات حال حدوث مضاعفات أو نقل الحالات الطارئة، مشيرةً إلى أن الإحالة ستكون صعبة لبعد المستشفى المرجعي.