السودان ضمن أعلى أربع دول عالمياً في معدلات سوء التغذية الحاد
امستردام، نيروبي، كمبالا: 12 نوفمبر 2024: راديو دبنقا
أظهرت دراسة حديثة مشتركة بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والمعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية (IFPRI) التدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للأسر الحضرية في السودان بسبب النزاع المستمر، منذ تسعة عشر شهراً، الذي عمّق الأزمات القائمة وأدى إلى تحديات إضافية للأسر.
ووفقاً للدراسة، ارتفعت نسبة الأسر الحضرية التي لا تملك دخلاً أو وظيفة إلى 18% مقارنةً بـ 1.6% قبل النزاع، مع توقعات بأن يتجاوز معدل البطالة 45% بنهاية العام الحالي.
واكدت المنظمتان ( البرنامج والمعهد) أن السودان أصبح من بين الدول الأربع الأعلى عالمياً في معدلات سوء التغذية الحاد، حيث بلغت النسبة 13.6%، وتؤكد هذه الأرقام معاناة ما يقرب من نصف سكان المناطق الحضرية من انعدام الأمن الغذائي بدرجات متفاوتة.
وبالنسبة للاوضاع الصحية للأسر الحضرية، أفادت الدراسة بأن 56% من الأسر صارت صحتها اسوأ مما كانت عليه قبل الحرب، نتيجة لتراجع الوصول إلى الخدمات الصحية التي انخفضت من 78% إلى 15.5%.
ولم يكن التعليم بمنأى عن تأثيرات النزاع؛ فقد أوقفت الأزمة تعليم الأطفال في 63.6% من الأسر الحضرية، في حين شهدت 88% من الأسر خروج طفل واحد على الأقل من المدرسة منذ بداية النزاع، حسب أرقام الدراسة، ما يمثل تهديداً لمستقبل جيل كامل من السودانيين.
وبحسب الدراسة، سجلت خدمات المياه والكهرباء تراجعاً كبيراً، حيث انخفضت نسبة الأسر التي تتمتع بمياه الأنابيب من 72.5% إلى 51.6%، وأكدت 90% من الأسر تدهور إمدادات الكهرباء، مما يضاعف من التحديات المعيشية التي تواجهها الأسر الحضرية في ظل النزاع.
وكشفت الدراسة عن تعرض 31% من الأسر الحضرية للتهجير، في حين انخفضت معدلات التوظيف بدوام كامل إلى النصف.
وافادت الدراسة بتوقف أكثر من 70% من أطفال الأسر الحضرية عن الذهاب إلى المدرسة، وتمكنت أسرة واحدة فقط من بين كل سبع أسر حضرية من الوصول إلى خدمات صحية كاملة.
ورغم زيادة نسبة السكان الذين يتلقون المساعدات خلال النزاع، أشار 76% من السكان إلى أنهم لم يتلقوا أي مساعدة على الإطلاق، مما جعلهم يعتمدون على شبكاتهم الشخصية من أفراد الأسرة والأصدقاء بدلاً من المؤسسات الحكومية أو المنظمات الإنسانية.
من جانبه، أكد ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في السودان، لوكا ريندا، أن “الدراسة تكشف عمق التحديات التي تواجهها الأسر الحضرية السودانية”.
وقال إن من غير الممكن معالجة هذه الأزمة عبر برامج قصيرة الأمد، داعيا إلى العمل على مسار قصير الأمد وآخر تنموي طويل الأمد”.
وتدعو الدراسة إلى استجابات شاملة تتجاوز معالجة المعاناة الفورية وتضع أسساً قوية لتعافٍ مستدام.
وأوضح خالد صديق، الباحث المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أن “النزاع الحالي يزيد من تفاقم انعدام الأمن الغذائي، فقد انخفضت نسبة الأسر الحضرية الآمنة غذائياً من حوالي 54% إلى 20% فقط.”
وتأتي هذه النتائج ضمن دراسة “التأثير الاجتماعي والاقتصادي للنزاع المسلح على الأسر الحضرية السودانية”، التي تقدم تقييماً شاملاً لتأثير النزاع المستمر على سبل عيش الأسر في السودان.
ونظراً لأن ثلثي المعارك تتركز في مدن يزيد عدد سكانها عن 100,000 نسمة، فإن فهم تأثير الحرب على الأسر الحضرية ضروري لمواجهة التحديات الاقتصادية العاجلة وتخطي العقبات التنموية طويلة الأجل، حسبما تقول الدراسة.