وزير الخارجية السوداني د.علي يوسف يجتمع بنظيره المصري بدر عبدالعاطي بالقاهرة ـ مصدر الصورة ـ موقع وزارة الخارجية السودانية

أمستردام: 7 نوفمبر 2024: راديو دبنقا

بعد أقل من أسبوع من تعيينه وزيرا للخارجية، ابتدر السفير علي يوسف تحركه الدبلوماسي في يوم 6 نوفمبر 2024 من القاهرة التي التقى فيها بكل من الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، وكذلك بوزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي.

وكان وزير الخارجية السوداني الجديد قد تلقى في اليوم الأول لتعيينه اتصالا هاتفيا من نظيره المصري لتهنئته بتعيينه في موقعه الجديد.

وأكد وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في مؤتمر صحفي عقب اللقاء أن مصر تدعم بشكل كامل مؤسسات الدولة السودانية وتعمل على مساندتها “لأن مؤسسات الدولة هي الحصن الحصين لوحدة واستقرار البلاد”.

ونوه لصدور توجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعمل على مزيد من تطوير العلاقات بين البلدين والشعبين خاصة وأن “الأمن القومي السوداني يعد جزءا من الأمن القومي المصري كما أن الأمن المصري يعتبر جزءا لا يتجزأ من الأمن القومي السوداني”.

وأضاف عبد العاطي “وبالتأكيد فإن ما يحدث في السودان له انعكاساته وتأثيره على مصر وهو أمر طبيعي في ظل العلاقات الأخوية، فالشعب المصري والسوداني شعب واحد في وادي النيل”.

مصر ستستضيف ملتقى للقوى المدنية

وكشف وزير الخارجية المصري عن أن بلاده ستعمل على استضافة الملتقى الثاني الجامع لكل القوي السياسية والمدنية السودانية بعد أن استضافت في يوليو الماضي ملتقى الأطراف السودانية.

واضاف أن الملتقى السابق شهد “الاتفاق على وثيقة هامة نأمل أن تكون خارطة طريق السودان للخروج من الأزمة”.

وحدد المسؤول المصري الرفيع ثلاث محاور تستند إليها خارطة الطريق، أولها وقف إطلاق النار وثانيها وقف الإمداد بالسلاح من الخارج حفاظا على الشعب السوداني وكذلك الوصول السريع للمساعدات الإنسانية، وثالثها الحرص على شمول اللقاءات بدون إقصاء أحد.

وأكد أن مصر “تعمل بكل جهد و صدق علي حقن دماء السودانيين وتأمل أن يخرج الشعب السوداني أكثر قوة و صلابة من الأزمة الحالية”.

من جانبه، أعرب وزير الخارجية السوداني، علي يوسف، عن سعادته لزيارة مصر “أم الدنيا”، حسب وصفه، ولقاء الوزير بدر عبد العاطي بعد تكليفه بتولي حقيبة الخارجية في الحكومة السودانية.

واوضح أنه عقد مع الوزير بدر عبد العاطي اجتماعا، بحثا خلاله “القضايا والموضوعات بصورة معمقة وجادة ورسم خارطة طريق للتعاون فيما بيننا”، مضيفا “نحن شعب واحد في بلدين”.

وأكد السفير علي يوسف أن السودان يمر بمرحلة مفصلية، وأن موقف مصر واضح وقوي ومساند لمؤسسات الدولة السودانية والجيش السوداني.

وأشار إلي أن مصر “لم تتردد في اتخاذ أي موقف لإنهاء الحرب وبناء السودان الجديد، والدعم المصري مقدر”.

وأضاف أن أعدادا كبيرة من السودانيين قدموا إلى مصر واستقبلهم الشعب المصري بكل ترحاب.

بداية منطقية، ولكن

راديو دبنقا طلب من سفير متقاعد في وزارة الخارجية السودانية التعليق على أول تحرك لوزير الخارجية الجديد، السفير علي يوسف، بعد تسلمه لمهام منصبه.

واعتبر السفير المتقاعد، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن من المنطقي أن يبدأ وزير الخارجية السوداني تحركاته الخارجية من القاهرة بالنظر إلى أن مصر كانت هي الداعم الرئيسي للمكون العسكري بعد ثورة ديسمبر وواصلت دعمها لقيادته بعد انقلاب 25 أكتوبر 2021 وانتقلت إلى الدعم بالمطلق للقوات المسلحة بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، “وقد أكدت ذلك تصريحات الوزير المصري في المؤتمر الصحفي حينما تحدث عن دعم مصر الكامل لمؤسسات الدولة”.

وأضاف السفير المتقاعد في حديثه لراديو دبنقا أن مصر تستضيف منذ بداية الحرب مئات الألاف من السودانيين وهي ثالث دولة من حيث أعداد اللاجئين السودانيين، بعد تشاد وجنوب السودان.

وأضاف أن مصر “تحولت بعد الحرب إلى منفذ رئيسي للصادرات السودانية ومصدر أساسي للسلع الاستهلاكية، يضاف إلى ذلك، أن الاتهامات العلنية التي وجهها مؤخرا قائد الدعم السريع، الفريق محمد حمدان دقلو، لمصر بالتدخل عسكريا في الحرب في السودان وتقديم اسناد جوي للجيش السوداني، دفع القيادة المصرية إلى التخلي عن تحفظاتها وأصبحت تصف قوات الدعم السريع في بياناتها الرسمية بالمليشيا”.

بالمقابل، انتقد السفير المتقاعد عدم عودة وزير الخارجية الجديد إلى بورتسودان قبل أن يبدأ مهامه الرسمية، حيث تفرض الأعراف المتبعة عليه لقاء السلطة الأعلى التي قامت بتعيينه، ممثلة في الفريق عبد الفتاح البرهان، وتلقي توجيهاته قبل أن يباشر مهامه، خصوصا أن السفير علي يوسف يقيم في مصر منذ سنوات طويلة.

وأضاف “أيضا لم يلتزم الوزير الجديد بإجراء عملية التسليم والتسلم التقليدية من الوزير السابق، السفير حسين عوض، وتعيين طاقم مساعديه قبل أن يبدأ عمله الخارجي.

وأخيرا، نوه السفير المتقاعد إلى أن السفير على يوسف ظل، حتى تاريخ تعيينه، رئيسا للمبادرة الشعبية لدعم العلاقات السودانية المصرية”، “وهي كيان تدعمه السلطات المصرية.

لا التزامات مصرية محددة

ومضى السفير المتقاعد قائلا إنه كان على وزير الخارجية، السفير علي يوسف، محاولة الخروج بالتزامات محددة من السلطات المصرية تعالج شكاوى ومشاكل السودانيين في مصر فيما يتعلق بالإقامة والدراسة والعلاج وتأشيرات الدخول وغيرها، لأن ذلك كان سيعطي مصداقية وتفهما لاختياره القاهرة لبداية تحركه الدبلوماسي.

وتابع قائلا “لكن رغم أن اللقاء جاء بعد توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقائه بالفريق عبد الفتاح البرهان يوم الاثنين 4 نوفمبر 2024 في القاهرة بشأن تسهيل إجراءات السودانيين ومعالجة مشاكلهم، إلا أن لقاء وزيري الخارجية، وهما السلطة المناط بها وضع هذه التوجيهات موضع التنفيذ كل مع مؤسسات حكومته، خرج اللقاء بعموميات ولم يتم الإعلان عن أي إجراءات فعلية لحل المشاكل التي يشكو منها السودانيون في مصر”.

ولاحظ السفير المتقاعد، الذي طلب حجب هويته في حديثه لراديو دبنقا، أن وزير الخارجية السوداني تفادى التعليق على المقترح المصري باستضافة منتدى ثانٍ للقوى المدنية في القاهرة وبالاستناد إلى الوثيقة التي خرج بها المنتدى الأول في اجتماعه في يوليو الماضي.

وعزا الدبلوماسي ذلك إلى أحد سببين، أولهما أن السفير علي يوسف فوجئ بالمقترح المصري ولم يكن مطلعا عليه وهي الفرضية الراجحة وبالتالي امتنع عن التعليق عليه حتى ولو بكلمات ترحيب ومجاملة، والسبب الثاني هو أن حكومة بورتسودان لديها تحفظات على عقد هذا الملتقى، خصوصا وأن القوى الموالية للجيش من الحركات المسلحة (مالك عقار، جبريل إبراهيم ومني اركو ميناوي) هي التي رفضت التوقيع على لوثيقة التي تطرق لها الوزير بدر عبد العاطي في حديثه.

Welcome

Install
×