تفاؤل واتهامات وثقة: ابرز ما جاء في خطاب البرهان أمام المنتدى الحضري
لندن: 5 اكتوبر 2024: راديو دبنقا
تقرير: عمر عبد العزيز
القى قائد الجيش السوداني، رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خطابا يوم الاثنين أمام المنتدى الحضري العالمي في القاهرة.
واشتمل الخطاب على عدد من النقاط، من ابرزها تفاؤله بقرب نهاية الحرب، حيث اعرب عن تطلعه “لدور فاعل من الدول الشقيقة في إعادة تهيئة القطاع الحضري”، مضيفا “ونتمنى أن يكون ذلك قريبا في مرحلة ما بعد الحرب”، ثم عاد وكرر القول “والتي ستكون كما ذكرت قريبا بمشيئة الله”.
“لا جديد”
وترى الكاتب الصحفية والمحللة السياسية شمائل النور أن هذا الحديث ليس فيه جديد. وأضافت، في لقاء مع راديو دبنقا “لأننا منذ الساعات الاولى للحرب نسمع مثل هذه الخطابات من البرهان أو العطا أو كباشي”، في إشارة إلى مساعد قائد الجيش ياسر العطا ونائبه شمس الدين كباشي.
واضافت أن احاديث القادة العسكريين عن قرب نهاية الحرب صارت “مثارا للسخرية”.
لكنها استدركت قائلة إنه ربما تكون قد وصلت “أسلحة نوعية” إلى الجيش السوداني، هي التي يستند إليها البرهان في حديثه هذا. إلا أنها أشارت إلى أن مجريات الوقائع الميدانية على الأرض، حتى الآن، تجعل هذا الحديث “غير ذا قيمة”، حسب وصفها.
وأضافت أنه حتى العمليات البرية التي اطلقها الجيش مؤخرا “توقفت ولم تعد بنفس الزخم الذي بدأت به”.
يذكر أن البرهان وكبار القادة العسكريين ظلوا يتحدثون في خطاباتهم أمام الجنود عن ثقتهم في تحقيق النصر.
وكان من بين ابرز تلك التصريحات ما قاله نائب رئيس مجلس السيادة، مالك عقار في سبتمبر الماضي، خلال مؤتمر في شرق السودان، من أن الحرب “ستنتهي في ديسمبر المقبل، وفيه يمكنك المشي في الشوارع من دون عصا”.
الاستيلاء والتقويض
وخلال حديثه أمام المنتدى الحضري العالمي، جدد البرهان كذلك اتهاماته لقوات الدعم السريع بالاستعانة بمرتزقة أجانب.
وقال إن قوات الدعم السريع استعانت بأولئك المرتزقة الأجانب “للاستيلاء على السلطة وتقويض الفترة الانتقالية”. وأضاف أن هذه الحرب من قبل قوات الدعم السريع “استهدفت وجود السودان ومكونات دولته”.
وردا على سؤال حول تقبل المجتمع الدولي للرواية الحكومية بشأن إشعال الحرب وأهدافها، قالت الصحفية والكاتبة شمائل النور إنه بعد مرور شهر واحد على اندلاع الحرب بدأت تظهر “الجرائم والانتهاكات التي نفذتها قوات الدعم السريع”.
واعتبرت أن ظهور هذه الجرائم كانت تعزيزا لموقف الجيش وروايته للحرب أمام المجتمع الدولي. وتابعت قائلة إن “الحرب ليست مجرد انتصارات عسكرية، هناك حرب سياسية وحرب دبلوماسية”.
“مساندة وداعمة”
وفي ختام كلمته أمام المنتدى الحضري العالمي، اعرب البرهان عن ثقته في أن توصيات المنتدى ستكون “مساندة وداعمة للشعب السوداني في تطلعه لإعمار بلده واحداث تنمية حقيقية”.
واضاف البرهان أن هذه التنمية “ستكون رافعة للإقليم وجاذبة للأصدقاء والشركاء”.
وترى الصحفية والكاتبة شمائل النور إنه ليس هناك ما يمنع من الحديث حاليا عن إعادة الإعمار بعد الحرب “إذا كان هناك فعليا على الأرض اتجاه لوقف الحرب أو مؤشرات على قرب نهايتها”. وتابعت قائلة إن الحديث الذي تطلقه الحكومة لإعادة الإعمار ترغب من ورائه إلى “حشد الدعم”.
وتابعت قائلة إن مثل هذا الحديث “لا يقدم ولا يؤخر”، مضيفة أنه “ما لم تتشكل حكومة مدنية وتجد قبولا شعبيا فلن يتحقق هذا الأمر”، في إشارة إلى استقطاب العون الخارجي لإعادة إعمار السودان.
ووفقا لتقديرات في اغسطس الماضي لوزير المالية السوداني الأسبق، دكتور إبراهيم البدوي، فقد أدت الحرب إلى فقدان اكثر من نصف الناتج القومي الإجمالي الذي يبلغ متوسطه السنوي نحو 33 مليار دولار.