رفض واسع لخطاب الكراهية والعنف الذي بدر من محتجين أثناء زيارة حمدوك إلى لندن
لندن: السبت 2/ نوفمبر/ 2024م: راديو دبنقا:
توالت الإدانات وبيانات الشجب والاستنكار لخطاب الكراهية والعنف الذي عبر عنه مجموعة من السودانيين في احتجاجهم لزيارة رئيس الوزراء السابق د.عبدالله حمدوك والوفد المرافق له من تنسيقية القوى المدنية والديمقراطية “تقدم” إلى العاصمة البريطانية لندن والتي جاءت بدعوة حكومة المملكة المتحدة.
واستنكرت هيئة محامي دارفور وشركائها في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا” تنامي خطاب الكراهية المتبادل بين الأطراف والذي قالت بأنه سيعجل بانهيار الدولة السودانية. وعبرت عن إدانتها وشجبها الإساءة والسباب كوسيلة للتعبير عن الرأي الآخر.
وسمحت السلطات البريطانية، الخميس لسودانيين بالتجمع السلمي والتظاهر أمام مبنى المعهد الملكي للشؤون الدولية (شاتام هاوس) خلال انعقاد لقاء الدكتور عبدالله حمدوك، رئيس وزراء الفترة الانتقالية السابق والرئيس الحالي لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم)، للاحتجاج عليه، كحق دستوري وعرفٍ يكفله القانون.
لم يكتف بعض المحتجون بالهتافات واللافتات والشعارات، فقد تمادت عناصر عديدة من بينهم في إطلاق عبارات عدائية ألهبت جوّا من الكراهية، وبعبارات نابئة كريهة يعفّ اللسان ترديدها؛ كما تهجّمت مجموعة من المتطرفين على الناشطين السياسيين والصحفيين المدعوين للقاء بعد خروجهم، تحرّشًا لفظيًّا وجسديًا.
وقالت الهيئة إنَّ خطاب الكراهية المتبادل والسائد بين الأطراف سيعجل بانهيار الدولة السودانية وقد ساد الخطاب في المجتمع السوداني بالداخل والجاليات السودانية في خارج البلاد. واعتبرت أن رفض موقف الآخر في العمل العام أو نهجه يجب أن لا يتعداه لبث خطاب الكراهية والأحقاد.
وعبرت الهيئة عن رفضها لنهج العنف اللفظي والتهديد والإساءة الحاطة بالكرامة الإنسانية الموجهة للآخر في الممارسة العامة والشأن العام مهما كان، وأكدت على أن ما حدث أثناء زيارة د. عبد الله حمدوك رئيس تنسيقية “تقدم” والوفد المرافق له إلى مدينة لندن وإطلاق أساليب موغلة في الإساءة وخطاب الكراهية أثناء الندوة التي اقيمت بها تجد من حيث المبدأ الإدانة والشجب و الاستنكار الشديد، وقالت الهيئة إنَّ الرأي الآخر في الشأن العام يتم مناهضته بوسائل الحوار المدني السلمي.
من جانبه أدان قال الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا الواقعة وقال في بيان تحصل عليه “راديو دبنقا” ندين على وجه الخصوص، التحرش اللفظي والعنف الجسدي الذي تعرّض له الأستاذ المحامي هشام أبوريدة، رئيس الجبهة الوطنية العريضة، والأستاذة أثيلات سليمان، الإعلامية المستقلة ورئيسة منبر الصحفيين السودانيين في بريطانيا، والسيدات والسادة المنتمين لـ”تقدم” الذين تعرضوا للإساءات والعنف اللفظي والبدني؛ وندين بشدة ما تعرضت له بعض النساء السودانيات من عنف وإساءات لفظية قبيحة.
وقال الحزب الشيوعي في بيانه إنهم: مدركون لمشاعر الحزن والغضب مما يدور من ترويع وقتل في بلادنا ضد المدنيين الآمنين، ولكن هناك من يستغل هذه المشاعر لخدمة أجندة بعيدة كل البعد عن المناداة بالسلام والعدالة ورفض الحرب”.
ورأى بأنه لم يكن هناك ما يستدعي العنف، بأي شكل من أشكاله، ما دام المقصود هو التعبير السلمي والاحتجاج تحت حماية القانون، وتابع قائلًا: “لولا أن اللجوء للعنف في العمل السياسي السلمي هو نهج العاجز المنهزم، ومن يا تُرى منتهجوه غير المتطرفين أعداء السلام من فلول الإنقاذ والمتطرفين المتأسلمين، الذين لا علاقة لهم البتة بما تعني مفردات مثل “حريّة التعبير” و “الرأي الآخر””.
ونوه الحزب الشيوعي في بيانه إلى أنه لا يعني كل المحتجين، الذين لم يكن لهم دور فيما حدث، ودعاهم للانتباه والمحافظة على السلام الاجتماعي الذي تميز به السودانيون في الشتات.
وجدد التذكير بأن أنشطة الحركة السياسية السودانية بالمملكة المتحدة منذ خمسينيات القرن العشرين، تميّزت بإعلاء نهج الحوار المتحضر ونبذ العنف والتطرف. ودونكم أيضاً المواكب الهادرة في لندن، التي شارك فيها عشراتُ الآلاف تنديدًا بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ولم تشهد أي عنف رغم عظم وقع المأساة على المدنيين جراء الحرب الجائرة.
وأضاف: “نرفع صوتنا عالياً رفضًا لهذه الأساليب المتطرفة في النشاط السياسي والعام”.
ودعا الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وإيرلندا لوحدة الحركة السياسية السودانية ومنظمات المجتمع المدني، من جاليات ونقابات وروابط إقليمية واتحادات، ذات التاريخ الناصع في التصدي لهذه الأساليب الهمجية ونبذ خطاب العنف و الكراهية في المنابر ووسائل التواصل الاجتماعي.