الترند اليوم: حلتان من العدس ووجوه جائعة.. زقاق أم درمان يروي الحكاية

أمستردام: الخميس/24 أكتوبر 2024: راديو دبنقا

أزداد المشهد ألمًا عندما فتح باب التكية، ليظهر خلفه مئات من الرجال والنساء والفتيات، بانتظار ما قد يكون وجبتهم الوحيدة لذلك اليوم، في زقاق ضيق، جلس بعضهم على الأرض، بينما وقف الآخرون بعيون مترقبة، تخشى أن ينفد الطعام قبل وصولهم.

الأواني البلاستيكية، الجرادل، والصحون كانت مرصوصة بعناية على الأرض، وكأنها انعكاس لترتيبهم وصبرهم. مشاهد كهذه أصبحت مألوفة منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل من العام الماضي.

داخل مطبخ التكية، المقامة في فناء منزل أم درماني، كانت هناك حلتان (قدران) من العدس؛ واحدة على نار الحطب، يتصاعد منها دخان أسود غطى الجدران الوردية، والأخرى موضوعة على الأرض، جاهزة للتوزيع، تبدو عاجزة عن إشباع هذا الجمع الهائل.

علي محمد كركاب، الناشط الذي وثّق هذه اللحظات المؤلمة، ظهر في الفيديو يوم الخميس 23 أكتوبر، حيث بدأ بالصلاة على النبي، قبل أن يناشد المتابعين بعدم تفويت الفيديو ومشاهدته حتى النهاية. تحدث بصوت مفعم بالحزن عن توقف الدعم بعد إغلاق الصفحة الكبيرة التي كانت تقدم المساعدات، موضحًا أن التكية الآن تعتمد على صفحتهم الجديدة لجمع التبرعات. طلب من المتابعين التفاعل والدعم من أجل توفير المزيد من الطعام لهؤلاء المحتاجين.

التفاعل مع الفيديو لم يكن أقل تأثيراً من المشهد نفسه، التعليقات كانت مفعمة بالتعاطف والتضامن، حيث طالب العديد من المتابعين بنشر رقم حساب بنكي لتسهيل التبرع والمساعدة. “ربنا يجزيكم كل خير”، علق أحدهم، بينما كتب آخر بحسرة: “شيء محزن… رفضوا إعطاء الناس الإغاثة”. في غضون ساعات قليلة، تجاوز عدد التفاعلات على فيسبوك 33 ألفًا، مع 3500 تعليق و4500 إعادة نشر.

Welcome

Install
×