منتدى تنسيق الشؤون الإنسانية يحذر من كارثة في السودان

نزوح من ولاية سنار إثر سيطرة الدعم السريع على أجزاء في الولاية -يوليو 2024-وسائل التواصل

امستردام: أديس ابابا/ الأربعاء/23 أكتوبر 2024 : راديو دبنقا

قال منتدى تنسيق الشؤون الإنسانية، إن السودان يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث أدى الصراع المستمر منذ أكثر من عام ونصف إلى نزوح 10.4 مليون شخص داخلياً، وأكثر من مليوني شخص فروا إلى البلدان المجاورة.

ويضم المنتدى، وكالات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية، بالإضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بصفة مراقب، تأسس المنتدى في أكتوبر 2023 في العاصمة الإثيوبية، بهدف تسهيل العمل الإنساني المنسق والقائم على المبادئ، وتعزيز قيادة الاتحاد الأفريقي في المجال الإنساني في أفريقيا.

واوضح، بيان صادر عن المنتدي اليوم الاربعاء، اطلع عليه راديو دبنقا، أن السودان يشهد أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، حيث نزح ما لا يقل عن 10.4 مليون شخص منذ بداية الصراع في أبريل 2023، وأكثر من نصف هؤلاء النازحين هم أطفال. ومع تصاعد الاشتباكات في شمال دارفور وأجزاء أخرى من السودان.

الأطفال في قلب الأزمة الإنسانية

وذكر المنتدي أن الأطفال هم الأكثر تضرراً من الأزمة، حيث يوجد حوالي 19 مليون طفل خارج المدارس، مع إغلاق 90% من المؤسسات التعليمية. كما أن ما يقرب من 14 مليون طفل بحاجة إلى الدعم للتغلب على الآثار المدمرة للنزاع.

وأشار الى أن 16 مليون طفل سوداني، أي ثلاثة من كل أربعة أطفال، يعانون من مستويات “الأزمات” أو “الطارئة” أو “الكارثة” من الجوع، وهو ضعف عددهم مقارنة بديسمبر 2023، حيث كان العدد 8.3 مليون طفل، فضلا عن  التقارير التي تشير إلى أن أكثر من 10 ملايين طفل يعيشون بالقرب من خطوط النزاع، مما يعرضهم لخطر العنف المستمر مثل إطلاق النار والقصف وأعمال العنف الأخرى. وبالفعل، نزح أكثر من 4.6 مليون طفل من منازلهم نتيجة لذلك.

تصاعد العنف ضد النساء والفتيات

حذر البيان من تزايد العنف القائم على النوع الاجتماعي في السودان، واشار إلى تعرض النساء والفتيات للعنف الجنسي والاستغلال أثناء النزاع. وأوضح أن العنف الجنسي يستخدم كأداة حرب في العديد من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع، حيث تُجبر النساء والفتيات على الزواج القسري ،أو احتجازهن للحصول على فدية، إلى جانب الاستغلال أثناء العبور أو في الملاجئ المؤقتة أو عند المعابر الحدودية.

ويجبرن في كثير من الأحيان على الزواج القسري، مع محدودية وصولهن إلى خدمات الصحة الجنسية والإنجابية في البلدان التي لجأن إليها.

قيود

وأكدت البيان إن القيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية تعرقل الجهود المبذولة لتوسيع نطاق الاستجابة، تشمل هذه القيود حركة الإمدادات الأساسية مثل الغذاء والنقود والأدوية والمياه والوقود، وكذلك حركة العاملين في المجال الإنساني. ويؤدي ذلك إلى تفاقم معاناة الملايين الذين هم في أمس الحاجة إلى المساعدة.

مطالبات عاجلة بالتحرك الدولي

حث المنتدى المجتمع الدولي على وضع السودان في صدارة الأجندة الدولية، واكد أن هذا الوضع الكارثي يتطلب استجابة عالمية عاجلة، ورغم الجهود الدبلوماسية المتواصلة، فإن انتهاكات القانون الإنساني الدولي وقوانين حقوق الإنسان تستمر بلا هوادة في هذا الصراع المستمر منذ 18 شهراً.

وشدد على الحاجة إلى الوصول الآمن وغير المقيد للعاملين في المجال الإنساني والإمدادات عبر خطوط النزاع والحدود، وخاصة في دارفور وكردفان والخرطوم. كما دعا إلى وقف فوري للهجمات على المدنيين والبنية التحتية المدنية، بما في ذلك المستشفيات والعاملين الصحيين وسيارات الإسعاف.

كما طالب بإنهاء استخدام العنف الجنسي كأداة حرب، ومحاسبة الجناة وفقاً للقانون الإنساني الدولي. وشدد على أن حقوق النساء والفتيات يجب أن تُحترم دون قيد أو شرط.

ودعا المنتدي المجتمع الدولي إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضرراً، خاصة في دارفور وكردفان والخرطوم. كما طالب بضرورة وقف الهجمات على المدنيين والبنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات والمرافق الصحية.

ضرورة تعبئة الموارد

أشار المنتدى إلى أن المساعدات الموجهة للأزمة السودانية لا تزال غير كافية، حيث يتم تمويلها بنسبة تقل عن 50%. ودعا إلى ضرورة تعبئة المزيد من الموارد، خاصة من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، لمساعدة الملايين من السودانيين الذين يعانون من
آثار الصراع .

Welcome

Install
×