أصداء فوز المنتخب السوداني لكرة القدم وتاثيرات الحرب على فرحة السودانيين

صورة للأعب المنتخب السوداني المهاجم سيف تيري عقب فوزهم على المنتخب الغاني في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأفريقية - المصدر وسائل التواصل الإجتماعي

كمبالا: 16 اكتوبر 2024: راديو دبنقا

تقرير: عبد المنعم مادبو

أثار الفوز الغالي والمستحق الذي حققه المنتخب الوطني السوداني على رصيفه الغاني، ضمن تصفيات امم افريقيا لكرة القدم في ملعب “شهداء بنينا” بمدينة بنغازي الليبية، ردود فعل وتفاعلات واسعة من قبل الرياضيين وغير الرياضيين من الشعب السوداني وغير السودانيين، وارتبطت تلك التفاعلات بواقع الحرب الذي تعيشه البلاد منذ عام ونصف، والتي خلفت انقساماً واسعاً في المجتمع السوداني.

نتيجة المباراة التي جمعت الفريقين وضعت المنتخب السوداني في المرتبة الثانية في ترتيب مجموعته برصيد 7 نقاط جمعها من 4 مباريات.

تهنئة البرهان
جاءت تهنئة رئيس مجلس السيادة الإنتقالي عبدالفتاح البرهان للمنتخب السوداني على صفحته الشخصية في منصة اكس حيث قال فيها (شكرا أبناء السودان، عهد الشعب بأبنائه الأوفياء إحياء الأمل وزرع الفرحة، فكنتم وستظلون الأمل والفرحة).

وأعرب البرهان عن تقديره لمجهودات الجهاز الفني للمنتخب واللاعبين والتي تكللت بهذا الإنتصار المستحق.

وأكد إهتمام الدولة ودعمها للرياضة باعتبارها ركيزة للديبلوماسية الشعبية.

تفاعلات القوى السياسية

تفاعلت القوى السياسية مع فوز السودان على غانا باعتباره حدثا ادخل الفرحة في نفوس الشعب السوداني الذي افتقد اسباب الفرح من اندلاع حرب 15 ابريل.

وتقدمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) بالتهنئة للشعب السوداني قاطبة وجماهير الرياضة بصفة خاصة بمناسبة فوز المنتخب الوطني على المنتخب الغاني، واشارت الى ان انتصار المنتخب السوداني “كان له وقع الفرح والسرور في نفوس الشعب المثقل بجراحات نزيف الحرب وأوضاع مأساوية ظل يعيشها بصبر وجلد فكان الإنتصار متنفساً للفرح والسعادة لكل السودانيين”.

واعربت تقدم عن امنياتها بأن تتواصل الافراح بوقف الحرب وإحلال السلام وعودة الإستقرار للوطن العزيز.

فيما علق القيادي بحزب المؤتمر السوداني خالد عمر يوسف بقوله “يستحق الشعب السوداني الفرح بعد ان خيمت على حياته الأحزان والآلام، فرح الجميع لفوز الفريق القومي الذي تحدى كل الصعاب واثبت قدرة أهل السودان على ان يضعوا هذا البلد الجميل في مكانه الذي يستحق”.

واضاف “بلادنا تستحق النصر، بلادنا تستحق النماء، بلادنا تستحق الكرامة والرخاء، بلادنا تستحق السلام، سينتهي هذا الجنون قريبا بإذن الله وتتوحد قلوب السودانيين على حب وطنهم ورفعته كما ظهر اليوم، ولا عزاء لدعاة التقسيم والكراهية فالمنتصر اليوم هو السودان وحسب”.

وتاريخياً جمعت المنتخبين السوداني والغاني في المنافسات الافريقية أحد عشرة مواجهة سابقة، فاز فيها المنتخب السوداني بثلاث مباريات وخسر سبعة وتعادل في مباراة واحدة.

مشاهد ومواقف

اثناء المباراة صدرت تصرفات من لاعبي الفريق اثارت تفاعلات الجماهير السودانية في مواقع التواصل الاجتماعي، من بينها لقطة لبعض اللاعبين عقب انتهاء المباراة استخدموا فيها إشارة قائد الجيش الفريق البرهان عند زيارته لأحد مواقع القوات المسلحة في ام درمان قبل اسابيع.

علق على هذه اللقطة احد القادة الميدانيين لقوات الدعم السريع الذي يسمى بالجوفاني بعد ان قدم التهنئة للاعبين والشعب السودان بهذا الفوز، قائلاً إن هناك مواضيع يريد “الكيزان” ادخالها في منتخبنا الوطني وهي المواضيع السياسية.

وتابع قائلا “الكرة ليست لها علاقة بالسياسة او الانتماءات الحزبية، كرة القدم هي جسر للمحبة والتواصل الاجتماعي والاخاء، ولو في شئ يجمعنا نحن كشعب سوداني تحت سقف واحد هو منتخبنا الوطني”.

وفي موقف آخر، عرض احد اللاعبين لافتة كتب عليها “ابقى الصمود يا وطن”، ورفع مشجع في مدرجات ملعب نتينا صورة للانصرافي.

استنكار لتعليق هيثم مصطفى

في تعليقه على الانتصار الذي حققه المنتخب السوداني على المنتخب الغاني، قال كابتن المنتخب السابق هيثم مصطفى اثناء تحليله المباراة واداء اللاعبين السودانيين “ان هذا الفوز سيكون له اثر على الروح المعنوية للجنود في الميدان”.

اثار هذا التعلق ردود فعل واسعة واستنكارا، حيث طلب منه لاعب المنتخب الوطني السابق علاء الدين بابكر ابعاد الرياضة عن السياسة.

وقال “نحن نرجو منك يا هيثم، نحن كلاعبين قدامى في المنتخب السوداني، ان تبعد الرياضة عن السياسة لان الانتصارات التي حققها لاعبو المنتخب في المباريات السابقة كانت لأنهم لا يميلون لأي من اطراف الحرب، ولا عندهم علاقة بالسياسة”

واضاف “هؤلاء اللاعبون يؤدون واجبهم من اجل الشعب السوداني فقط، لا تدخل لنا اي افكار يمكن ان تدمر مسيرة هذا المنتخب”.

وعلق مستشار قائد قوات الدعم السريع الباشا طبيق قائلاً “اختطاف انتصار المنتخب السوداني لكرة القدم وتحويله إلى مكسب سياسي يعبر عن الحالة التي وصل إليها السودان ومختطفي الجيش السوداني؛ الذين يبحثون عن انتصار ينسب إليهم حتى لو كان ذلك في ميادين كرة القدم”.

وأضاف أن السودان مختطف كليا من فئة لا تمثل الشعب بل تعمل على نهب ثرواته، وأنه حتى فرحته لم تنجُ من السطو والنهب.

فيما علقت صفحة الردع الإلكتروني السريع وهي من الصفحات المؤيدة للدعم السريع بالقول “عندما شاهدنا بالأمس خطاب هيثم مصطفى تبادر إلى الذهن خطاب اللاعب الدولي الرسالي ديدييه دروغبا، كابتن منتخب ساحل العاج حينها، وكيف وجه رسالة سلام من إستاد المريخ في أمدرمان لأبناء بلده بعد تأهل منتخبه لنهائيات كأس العالم على حساب المنتخب السوداني، وكيف أدت رسالته لوقف نزيف الدماء في بلده”.

واضافت الصفحة أن هناك فرقا بين الرسالتين.

تساؤل

سأل احد المعلقين في مواقع التواصل الاجتماعي قائلاً “من اين اتى هؤلاء”؟ وعاد وأجاب على التساؤل بقوله “جاؤا من حطام الخرطوم ونيالا، وجراحات الجزيرة وقطنها الذي تخضب بالدماء، جاءوا من كسلا المحمومة، ومن سنار المكلومة، وبابنوسة وفاشر السلطان التي ألهبت ظهرها السياط وهي واقفة، شامخة، صامدة وتبتسم”.

بينما طرح معلق آخر مجموعة ملاحظات على مباراة المنتخب الوطني مع غانا، اوردها في شكل اسئلة، ابرزها “ليه البلابسة عاملين أن هذا النصر هو نصر لهم مع انه فريق قومي”؟

واضاف متسائلاً “من منكم يعرف قبائل اللاعبين؟ وهل هم قحاتة ام فلول ام تبع الدعم السريع أو تبع الجيش ام من اي إقليم أتوا؟

واكد أنه لا أحد يعرف عن هذه الاسئلة اي شئ، حسب وصفه.

فيما كتب بشرى علي في حسابه بمنصة اكس قائلا إن من فوائد الحرب أنها سمحت للاعبين بدخول الدول التي بها امكانيات رياضية جيدة بحكم أن السودان غير آمن وظروفه سيئة.

ومهما حدث من تباينات ناتجة عن تأثيرات الحرب على الشعب السوداني، رصدنا جانبا منها في هذا التقرير، الا ان نتيجة المباراة غيرت المزاج العام لكثير من السودانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، ذلك المزاج الذي ارتبط خلال فترة العام والنصف الماضية بمجريات الحرب التي تدور في البلاد.

Welcome

Install
×