مذكرة نسوية تطالب بحماية دولية لنساء السودان من العنف الجنسي
أمستردام: 25 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
طالبت أكثر من 250 من نساء أفريقيا والشتات باتخاذ إجراءات لحماية النساء والفتيات في السودان من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.
وقالت المحامية المدافعة عن حقوق الإنسان آمال الشيخ في مقابلة مع راديو دبنقا إن النساء وقعن على مذكرة مفتوحة بالتزامن مع اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة للمطالبة بالحماية الدولية لنساء السودان وتفعيل آليات المساءلة.
وطالبت المذكرة بتجديد ولاية لجنة تقصي الحقائق لحقوق الإنسان وتوسيع نطاق ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع أرجاء البلاد.
ووقع على المذكرة 277 امرأة من شتى دول العالم واللائي يعملن في مجالات مختلفة.
وأكدت المذكرة إن نساء السودان يتعرضن لاستهداف وحشي من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع. مشيرة إلى أن الحرب في السودان وصفت بأنها نزاع على أجساد النساء مع غياب تام للحماية والافلات من العقاب.
ووفقاً لتقارير الصادرة عن وحدة مكافحة العنف ضد المرأة إنها رصدت 210 حالة عنف جنسي منذ اندلاع الحرب مبينة إن العدد المرصود يمثل غالباً 2 في المائة من العدد الكلي للضحايا. من جانبها رصدت حملة معاً ضد الاغتصاب والعنف الجنسي 505 حالة عنف جنسي حتى أغسطس الماضي.
وبحسب منظمة هيومن رايتس ووتش”، فقد وقعت حالات اغتصاب جماعي لفتيات لا تتجاوز أعمار من تسع سنوات، ونساء أكبر سناً بما في ذلك امرأة تبلغ من العمر ستين عاماً في الخرطوم بحري تعرضت للاغتصاب إلى جانب ابنتها وحفيدتها. كما تعرضت النساء والفتيات للاعتصاب أمام أفراد الأسرة الذكور. كما وثقت شبكة صيحة” انتهاكات مماثلة، حيث تم اختطاف النساء والفتيات من منازلهن واحتجاز من لعدة أيام في أماكن مختلفة واغتصابهن بشكل متكرر من قبل العديد من الجناة.
وطالبت المذكرة بسد فجوة الحماية التي نشأت عن الإنهاء المبكر لعمل بعثتي “يوناميد” و”يونيتامس” كمسألة ملحة لحماية النساء والفتيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع.
وأوضحت المذكرة إن النساء في السودان يواجهن خطر الاغتصاب الجماعي والاختطاف والاستغلال الجنسي وقالت آمال الشيخ إن دائرة العنف الجنسي اتسعت لتشمل معظم أرجاء السودان.
وأكدت المذكرة ضرورة تيسير تفويض لرصد وتوثيق وضعية حقوق الإنسان، وذلك لتنسيق الجهود الإقليمية والدولية من خلال تجديد بعثة تقصي الحقائق التابعة لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بجانب دعم التحقيقات التكميلية البعثة تقصي الحقائق التابعة للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب بشأن السودان.
وأشارت المذكرة إلى استخدام الاغتصاب كسلاح حرب في السودان لعقود من الزمن، مشددة على ضرورة العدالة والمساءلة لتحقيق سلام دائم. وطالبت المذكرة بتوسيع نطاق ولاية المحكمة الجنائية الدولية لتشمل جميع أنحاء البلاد للتحقيق في حوادث العنف الجنسي التي قد ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومحاسبة الجناة بما في ذلك القادة الذين تقع عليها المسؤولية كذلك.
وأشارت إلى ضرورة توفير المساعدات الإنسانية، والمأوى الآمن والاحتياجات الطبية، والعلاج النفسي كما يجب أن يحصل العاملون في المجال الإنساني على الحماية الكافية، حيث يعملون في ظروف صعبة في ظل مخاطر شخصية كبيرة.
وشددت المذكرة على ضرورة تمثيل النساء السودانيات في مفاوضات السلام الجارية بشكل كاف في جميع مسارات التفاوض، والاعتراف بالتأثير المروع للعنف الجنسي المرتبط بالنزاعات على الناجيات وأسرهن، وصياغة آليات عدالة مستقلة، وضمانات حازمة لمحاسبة جميع الجناة الذين تم تحديدهم.
وأوضحت النساء الموقعات على المذكرة إن استهداف المستشفيات والمدارس والعاملين في المجال الطبي ضاعف من المعاناة الجسدية والنفسية للناجيات من العنف الجنسي المرتبط بالنزاع ودفع عدم القدرة للوصول إلى العلاج المتخصص والمساعدة النفسية الاجتماعية، لتفاقم معاناة الضحايا اللاتي تعرضن الصدمات نفسية شديدة، مما دفع بعضهن إلى الانتحار”.