بروف خالد كودي: الأمل بسلام قادم للسودان قائم رغم الحرب الشاملة
امستردام: الأحد 22/ سبتمبر/2024م: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
اعتبر البروفسير خالد كودي الفنان التشكيلي والاستاذ الجامعي في جامعة “نورث ايسترن” في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الأمل بسلام قادم في السودان يظل قائمًا، وذلك رغم الحرب الشاملة التي تعصف بالبلاد حاليًا.
وقال كودي، لـ”راديو دبنقا” إنَّ التاريخ يعلمنا أن السلام يمكن أن يولد من رماد الحروب الأكثر دموية وتعقيدًا، وعلى الرغم من الإنهاك الذي تعاني منه القوى المتحاربة، فإن الحاجة الملحة لإنهاء النزاع وإعادة بناء الدولة تدفع نحو استكشاف طرق لتحقيق السلام.
ويصادف الحادي والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام اليوم العالمي للسلام. يصادف هذا العام الذكرى ال25 لاعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان وبرنامج عمل بشأن ثقافة السلام.
وأضاف قائلًا: “مارتن لوثر كينغ جونيور يقول: السلام ليس غياب النزاع، بل القدرة على التعامل معه، ونيلسون مانديلا يقول: الشجاعة ليست الخلو من الخوف، بل التغلب عليه. الشجاع الحقيقي هو من يتغلب على أعدائه دون أن يفقد السلام”.
وقال الاستاذ الجامعي بأمريكا: يجب ان لاننسي أن هنالك الكثير من حروب تشابه واقع السودان وانتهت بالسلام منها: الحرب الأهلية الأمريكية (1861-1865): استمرت لأربع سنوات، وعلى الرغم من شدتها والخسائر الفادحة، انتهت بإعادة توحيد الأمة وإلغاء العبودية.
وذكر أيضًا أن الحرب الأهلية اللبنانية (1975-1990): دامت لما يقرب من 15 عامًا، ورغم التعقيدات السياسية والطائفية الشديدة، أفضت إلى توقيع اتفاق الطائف الذي وضع الأسس لانتهاء النزاع.
كما اعتبر أن النزاع في أيرلندا الشمالية، المعروف بـ”المشاكل”، الذي استمر من أواخر الستينيات حتى اتفاق الجمعة العظيمة في عام 1998، وهو اتفاق سلام أنهى عقودًا من العنف.
وأعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي للسلام في عام 1981 من أجل ’’الاحتفال بمثل السلام وتعزيزها بين جميع الأمم والشعوب‘‘. وبعد مرور عقدين من الزمن، حددت الجمعية العامة 21 سبتمبر تاريخًا للاحتفال بالمناسبة سنويا ’’كيوم لوقف إطلاق النار عالميًا وعدم العنف من خلال التعليم والتوعية الجماهيرية وللتعاون على التوصل إلى وقف إطلاق النار في العالم كله‘‘.
الواقعية في توقع السلام:
وعبر الكاتب والفنان التشكيلي بروفسير خالد كودي في حديثه لـ”راديو دبنقا” عن اعتقاده بأن السلام في السودان يتطلب أكثر من مجرد وضع السلاح؛ وقال إنّه يحتاج إلى استراتيجية شاملة تشمل الاعتراف بالتنوع والتعددية في البلاد، بناء مؤسسات ديمقراطية علمانية تضمن المواطنة المتساوية، وتعزيز سيادة القانون. بينما رأى أن الحوار والمفاوضات يجب أن تركز على معالجة جذور المشكلات وليس فقط أعراضها.
وتابع قائلًا: “فعلى الرغم من الصعوبات، السلام ممكن إذا تم الاعتراف بأنه ليس هناك بديل مقبول للعيش المشترك. السلام الدائم يحتاج إلى تضافر جهود جميع أطياف المجتمع السوداني ودعم المجتمع الدولي لضمان تنفيذ الاتفاقيات والتوصل إلى حلول مستدامة”.
وقال بأن تحقيق السلام: إنَّ السلام وفقًا لدراسات السلام العلمية، يُعتبر عملية معقدة وطويلة الأمد تتطلب أكثر من مجرد وضع السلاح والجلوس للتفاوض”. مشير إلى أن للحركة الشعبية لتحرير السودان رؤية تتعلق بأن السلام الدائم يتطلب عدة شروط أساسية”.
شروط تحقيق السلام:
وقال الكاتب والفنان التشكيلي كودي إنَّ من بين تلك الشروط، معالجة جذور النزاع، ويشير في هذا الصدد إلى أن السلام يتطلب فهمًا عميقًا ومعالجة للأسباب الجذرية التي أدت إلى النزاع. في سياق السودان، وقال إنَّ هذا يعني التعامل مع قضايا مثل الإقصاء السياسي والتهميش الاقتصادي، العنصرية، والتفاوتات الإقليمية التاريخية.
واعتبر، كودي أن شرط بناء الثقة والتفاهم المتبادل عملية ضرورية لإنجاح أي مفاوضات سلام. وقال إنَّ هذا يتطلب الشفافية والصدق في الحوار بين جميع الأطراف المعنية، وكذلك الالتزام بتنفيذ الاتفاقيات. وغير أنه أعاب على النخب السودانية بأن لهم تاريخ طويل وموثق من نقض العهود وعدم تنفيذ ما اتفقوا عليه.
ورأى أن ما سماه بدمج النهج الشامل، واحد من شروط السلام الدائم لإشراك جميع شرائح المجتمع في عملية السلام. وقال: “يجب أن تمثل المفاوضات مختلف المجموعات العرقية، الدينية، والجندرية تمثيل حقيقي ومتساوٍ وليس تمثيل ترميز تضليلي وهذا لضمان أن تكون الاتفاقيات شاملة وعادلة”.