وداعاً الكاتب الصحفي “الساخر” الفاتح جبرا

امستردام: السبت 21/ سبتمبر/2024م: راديو دبنقا
غيب الموت فجر اليوم السبت، في العاصمة المصرية، القاهرة، الكاتب الصحفي “الساخر” الفاتح يوسف جبرا، عن عمر ناهز 69 عامًا، بعد صراع طويل مع مرض القلب.

ونشرت العديد من الجهات والمؤسسات خبر النعي وتداول قراؤه ومتابعيه ورواد ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خبرالوفاة وصور ومقتطفات من مقالاته الجريئة عن الفساد والمفسدين.

يعد الفاتح أحد رواد مدرسة الصحافة الساخرة وعبر زاويته في أخيرة صحيفة الرأي العام والذي كان يتناول فيها قضايا الفساد والمحسوبية في المؤسسات الحكومية عبر أسلوب صحفي ساخر، كما أنه نشط في مجال الصحافة الاستقصائية واشتهر في كشف ملابسات قضية بيع “خط هيثرو” في العاصمة البريطانية لندن بالوثائق الثبوتية والتي اصبحت قضية راي عام.

وبرع في الكتابة عن هموم المواطن وغلاء المعيشة الفاحش بكتابات وتعليقات ساخرة والمقارعة مابين بتصريحات المسؤولين والواقع المعاش، وجمع في كتاباته مابين التنفيس عن المواطن المغلوب على أمره والتحريض والتعبئة ضد كل القرارات الظالمة والقوانين التي تقيد من حرياته.

كما ظل يكتب ويفجر العديد من القضايا المسكوت عنها وتعرض بسبب كتاباته للاعتقال والإيقاف والملاحقات القضائية وكثير من الانتهاكات في حقه ككاتب صحفي، وأثار قضايا شغلت الرأي العام في عز بطش نظام ألرئيس المخلوع عمر البشير.

انحاز لثورة ديسمبر 2018 بكل صدق وظل يكتب عن يوميات الثورة كما ظل يدافع عن حقوق الشهداء وينتقد تأخر صدور نتائج لجنة التحقيق في شهداء فض اعتصام القيادة العامة برئاسة المحامي نبيل أديب.

ونعى وزير الثقافة والاعلام ووكيل الوزارة والعاملون بالهيئات التابعة للوزارة، الفقيد جبرا،
وقالت وزارة الثقافة والإعلام في منشور: “نشهد أن الراحل جبرا كان مثقفاً وطنياً ملتزماً بقضايا بلاده ورائداً متميزاً في فنون الكتابات الوطنية الجريئة “.

وأصدرت نقابة الصحفيين السودانيين بيان نعي عددت فيه مآثر فقيد الصحافة السودانية، وقالت إنها”تنعى كاتبًا صحفيًا مثقفًا التزم جانب الشعب معبرًا عن قضاياه ملاحقًا لملفات الفساد عبر زاويته الشهيرة (ساخر سبيل)”

وأعربت نقابة الصحفيين السودانيين عن تعازيها لجموع السودانيين والسودانيات وأهل الفقيد وزملائه وأصدقائه وعارفي فضله.

كما نعت شبكة الصحفيين السودانيين الكاتب الراحل الفاتح جبرا، وقالت في بيان صحفي تحصل عليه “راديو دبنقا”: عرف جبرا كصاحب أسلوب ساخر، وقلم مصادم لا يجامل في القضايا الوطنية، فقد اختار أن يكون إلى جانب شواغل وهموم وامال وطموحات شعبه، فكان أن وظف السخرية العميقة أسلوبا في التعبير عن مواقفه الفكرية والسياسية.

وقالت الشبكة إنَّ جبرا كان قلمه مصدر إزعاج للسلطات خاصة القضية الشهيرة ملف “خط هيثرو”، إذ مارس فيها فعل المواجهة والحرب ضد الفساد، وحتى لا يطوي القضية النسيان، كان يختم كل عمود يكتبه بسؤال عن “خط هثرو”.

وأضافت: “لقد اختار الفقيد أن تحمل زاويته الشهيرة عنوان “ساخر سبيل”، تثبيتا لموقفه ورؤيته ونظرته للواقع والمواقف السياسية والاجتماعية، فكان من أكثر الأقلام تأثيرا وشعبية”.

وعبرت شبكة الصحفيين وحزنها واعتبرت في نعي الفاتح جبرا، تذكير بمواقف ثابتة ورؤى واضحة من قبل الفقيد انحيازًا للوطن والمواطن وسيرًا في طريق ينشد الأفضل للشعب سلامة وعدالة ورخاءً لا ينقطع.
ويشير “راديو دبنقا” إلى أن الفقيد الراحل العديد من التحقيقات والبحوث الاستقصائية التي أقبل عليها الناس طلباً لبراعة المعالجة وبهار السخرية اللاذعة التي أصبحت علامته التجارية الابرز حتي ظن البعض أن ” ساخر سبيل ” بعضاً من إسمه. وصدرت للكاتب الراحل الفاتح جبرا عدد من المؤلفات الساخرة من بينها (لبس جماعي) و(واحد في المليون) و(زيادة دخل).