د. النور حمد: خطاب الرئيس الأمريكي أقل من حجم المأساة
الجمعة 20/سبتمبر/2024م: راديو دبنقا
تقرير: سليمان سري
قلل الكاتب والمفكر دكتور النور حمد من خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن، حول دعوة طرفي القتال، القوات المسلحة وقوات الدعم السريع بسحب قواتهم، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق، وإعادة الانخراط في المفاوضات لإنهاء هذه الحرب. وحث جميع أطراف الصراع إلى إنهاء هذا العنف والامتناع عن تأجيجه.
ووصف د. النور حمد في مقابلة مع “راديو دبنقا”، خطاب الرئيس بايدن بقليل القيمة، وقال إنَّه جاء متأخرًا ولا يحمل أي جديد، ولكنه اعتبر أن ذلك الخطاب أقل من حجم المآساة وجاء وفق ما تقتضيه الدبلوماسية، وقال: إنَّ كثير من الناس احتفوا بخطاب الرئيس بايدن، وأرجع ذلك بسبب حالة الضغط الشديد والمجاعة، والتشرد الذي طال عليهم.
وعبر عن اعتقاده بأن ما نشرته الصحف الغربية مؤخرًا عن سوء الأوضاع في السودان وفداحتها وتجاهل المجتمع الدولي لهذه الحالة النادرة والاستثنائية، ربما دفع الإدارة الأمريكية لتدخل في الصورة، وقال: من وقت مبكر كان المبعوث الأمريكي توم بريللو ووزير الخارجية انطوني بلينكن منخرطين في مسألة السودان. والآن جاء خطاب الرئيس بايدن الذي قال بأنه لم يخرج مما سبق أن قيل واعتبر أنه ليس له قيمة واضحة.
ليس فيه وضوح:
وقال النور حمد في تحليله لخطاب الرئيس بايدن: إنَّ البعض يعتقد بأن بمجرد أن يلقي الرئيس خطاب هذا يعني أن الإدارة الأمريكية قد انخرطت بثقلها في الملف السوداني، غير أنه أقر بأنها أصلًا منخرطة، لكنه أعاب على خطاب الرئيس بايدن بأن ما ورد ليس فيه وضوح وقال: إنَّه لم يذكر قط أن الجيش السوداني ظل يماطل في المفاوضات ويرفض الدعوات الأمريكية بما وصفه بـ”صلف”، وأضاف: في حين أن الدعم السريع ظل باستمرار حاضر في كل دعوة للاجتماع.
وعبر عن اعتقاده بأن الاتجاه بإلقاء اللائمة على الطرفين المتحاربين بنفس القدر اتجاه غير صحيح وعده مضرًا بحل القضية، وقال: إنَّ هنالك إشكال حقيقي في الخطاب لأن العقوبات الإمريكية تم تطبيقها على الطرفين، وتابع: “الطرفين لديهم تجاوزت، نعم”، لكن هذا وضع حرب.
ونوه إلى أنه حين تتم دعوة الطرفين، هنالك طرف باستمرار يستجيب ويحضر وينتظر الطرف الآخر من أجل الوصول لحل سلمي، فيجب عدم إلقاء اللوم على الطرف الذي يحضر عن تصعيد العمليات العسكرية.
وقال إذا كان الجيش يحضر المفاوضات فإن في هذه الحالة تصبح المطالبة للطرفين بأن يلتزموا ولا يتعدوا، وجدد التذكير بأن الجيش ظل يقصف المدنيين تحديدًا ويستهدفهم بطريقة مزعجة ولا يصيب أهدافًا عسكرية، وقال إنَّ الإدارة الأمريكية لم تتحدث عن هذا الأمر إطلاقًا.
غير مفيد:
ووصف د. النور حمد في المقابلة مع “راديو دبنقا”: الخطاب بـ”المايع” وغير مفيد ولا يجب أن ينتظر منه الناس أي مردود، وقال قد يكون هنالك، في خطاب بايدن، بعض الاعتبارات الدبلوماسية لكنه شدد على تصوير الأوضاع كماهي، وقال إنَّ ذلك واجب وضروري ولا يمكن الوصول إلى حلول بهذه الطريقة، دون تشخيص الأمور بالطريقة السليمة.
ومضى الكاتب والمفكر النور في ذات الاتجاه لتحليل خطاب الرئيس بايدن إلى أنه يقوي موقف الحركة الإسلامية التي قال بأنها مسيطرة على الجيش، وذلك لكونه لم يذكر هذا الأمر في الخطاب، وقال إن المفوضين والمبعوث الأمريكي توم بريللو سبق أن قال هنالك جهة تفسد التحرك نحو السلام.
واعتبر إغفال بايدن في خطابه لهذا الأمر يؤكد ما ذهب إليه بأن خطابه أقل في القيمة مما سبق أن قيل وكأنما هو رجعة إلى الوراء وليس خطوة إلى الأمام. مذكرًا الإدارة الأمريكية بتصريحات لأحد الأربعة الكبار وهو نائب رئيس مجلس السيادة الفريق شمس الدين كباشي الذي سبق أن قال: “إما سودان بفهمنا أو لا سودان”.
وقال إنَّ: هذا ما يحدث الآن تدمير شامل لكل البلاد وعدم الاكتراث بالكارثة السودانية الضخمة، وتابع قائلًا:” نحن شاهدنا الصور أن الناس يتضورون جوعًا في كل أرجاء السودان”. ونظرًا لذلك اعتبر أن الخطاب أقل من حجم المأساة وأقل في إدانة الجهة التي قال بأنها تعرقل السلام وترفض بصلف باستمرار ألا تأتي إلى طاولة المفاوضات.
الشعب لديه ثورة:
ووصف المفكر والباحث السياسي دكتور النور حمد في المقابلة مع “راديو دبنقا”، حديث بايدن عن وقوفه مع الشعب السوداني بأنه تعبير “مايع”، وذكَّر بايدن بأن شعب السودان كانت لديه ثورة وقوة تمثله ومطالبة الثورة كانت متمثلة في إبعاد العسكر في الطرفين الجيش والدعم السريع، عن السلطة والسيطرة عن المالية على موارد البلاد.
واستنكر ما جاء في خطاب الرئيس بايدن كونه أغفل القوى المدنية وقال لم يرد سيرة عنهم في الخطاب، في حين أنه يتحدث عن وقوفه إلى جانب شعب السودان، وقال لم يرد حديث عن سعي الولايات المتحدة لإقامة حكم مدني في السودان، رغم أنه سبق أن قالته الإدارة الأمريكية واعتبر أن خطاب الرئيس تراجع عن موقف الولايات المتحدة بدعم حكم ديمقراطي في السودان وجاء أقل في تشخص القضايا وما يجب أن تنتهي إليه مسار الأمور .
وخلص الكاتب والمفكر د. النور حمد إلى أن الخطاب مجرد ما يجري في السياسة، وبدا غير متفهم لموقف القوى الغربية تدخلها في الشأن السوداني تتدخل وكأنها تقوم بعمل خير في إحقاق السلام أم أنها تدير صراعاتها لتخدم استراتيجياتها.
وأعاد التذكير بالتدخل الأمريكي في قضية جنوب السودان والذي قاد لفصل الجنوب وعبر عن اعتقاده إلي أن حكومة الإخوان المسلمين “النظام السابق” كانت تريد فصل الجنوب وأمريكا وجدت فيها فرصة وقادتهم في هذا الاتجاه إلى أن تحقق فصل الجنوب، ولم يستبعد بناء على ذلك أن تكون هنالك خطط غير الخطة الظاهرة وأن هذا عمل خير ولمجرد أنه لصالح شعب السودان، وقال إنها مجرد عبارات وكرر قوله أن هذا الخطاب لا يرجى منه كثير.