خبير دولي يصف النظام الصحي في السودان بأنه يفتقر للحاكمية
أمستردام: 13 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
وصف الدكتور عبد الملك محمد هاشم الهدية، الخبير الدولي في مجال التحصين النظام الصحي في السودان بالمتهالك والمفتقد للحاكمية، مضيفا أن الكثير من الكوادر الطبية هُجرت بفعل الحرب.
وأضاف، في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع مساء السبت، أن الكثير من المؤسسات الصحية تعرضت للنهب، فيما دمرت مؤسسات أخرى وخصوصا في مناطق النزاع المسلح في الخرطوم والجزيرة ودارفور.
انهيار النظام الصحي
ونوه الخبير الدولي في مجال التحصين إلى زيارة مدير عام منظمة الصحة العالمية للسودان مؤخرا وحديثه عن انهيار الوضع الصحي في السودان وعن وصول النظام الصحي في البلاد إلى مرحلة الانهيار.
وأشار إلى توقف ما بين 70% إلى 80% من المؤسسات والمرافق الصحية عن العمل.
وأضاف أن منظمة الصحة العالمية وثقت وقوع أكثر من 100 هجوم على الكوادر الصحية والعاملين في المجال الإنساني فيما تتوافر معلومات بأن ضحايا الحرب في السودان تجاوز عددهم 20 ألفا.
وأكد الهدية أن تقارير أخرى وثقت أن أعداد القتلى يتراوح ما بين 100 و 150 ألف قتيل.
ومضى قائلا إن البلاد تواجه وبائيات وكوارث وأن النزوح من مناطق النزاع إلى المناطق الأكثر أمنا يسبب عبئا إضافيا على النظام الصحي في مناطق المجتمعات المضيفة، كما أن هطول الأمطار الغزيرة زاد من العبء على المجتمعات المضيفة.
انتشار الأوبئة
وأشار الهدية إلى أن وباء الكوليرا اجتاح معظم الولايات بجانب حمى الضنك وبدء موسم الحميات النزفية، الأمر الذي ينبئ باتساع مستوى الوبائيات.
وأشار إلى أن الأوضاع تزداد تعقيدا بسبب صعوبة إيصال الامدادات ووصول فرق الاستجابة للمناطق الموبوءة بسبب الأوضاع الأمنية ووعورة الطرق وشح إمكانيات الوزارة.
وشدد الهدية، في حديثه لبرنامج ملفات سودانية، على الآثار التي احدثها تدمير المؤسسات الصحية ونهبها في مناطق النزاع وهروب الكوادر الصحية مكنها، من أطباء وغيرهم من الكوادر.
وأضاف أن ذلك الأمر تأكد من خلال حديث مدير هيئة الصحة العالمية خلال زيارته إلى السودان، حيث شدد على ضرورة أن يرفع السودان قدرته على التصدي للأمراض وزيادة تغطية التطعيمات ووصول المزيد من الدعم من المجتمع الدولي بالإضافة إلى تفعيل فرق الاستجابة والتقصي لمكافحة الأوبئة.
ضرورة عودة الكوادر المؤهلة
واعتبر خبير التحصين الدولي أن كل هذه المهام تحتاج إلى كوادر صحية مدربة، لكن أغلب هذه الكوادر هاجر إلى مناطق أخرى ولا يتلقون مرتباتهم، مما دفع الأمر بعضهم إلى عبور الحدود إلى مصر وفضل آخرين منطقة الخليج.
وأشار إلى أن هذه المهام تحتاج إلى إدارة قوية شريطة أن ينتبه المجتمع الدولي لحجم الكارثة التي يشهدها السودان حاليا وما يمر به من انهيار في المنظومة الصحية.
واستنكر الهدية عدم اهتمام المجتمع الدولي بالأوضاع في السودان حيث يعاني ملايين السودانيين من المجاعة وتفشي الكوليرا وحمى الضنك والملاريا، بينما لم يُؤكد وجود جدري القردة.
3 مليار دولار احتياجات النظام الصحي
وحول المطلوبات الضرورية لمواجهة هذه الأوضاع، قدر الهدية احتياجات وزارة الصحة بحوالي 3 مليار دولار لإنقاذ 14 مليون شخص بصورة عاجلة، إضافة إلى الحاجة لوجود وزارات ولائية قوية لديها كوادر مدربة وتتمتع بالاستقرار في جوانب المعيشة.
وناشد المنظمات الدولية العاملة في السودان بتعيين عاملين يتحدثون باللغة العربية لتكون لديهم القدرة على التواصل مع السلطات الصحية والكوادر الطبية والجمهور.
وانتقد تعيين منظمة الصحة العالمية لكوادر غير ناطقة باللغة العربية في مكتبها في السودان مما يعيق قدرتهم على التفاعل مع الأوضاع.
كما طالب بتوفير كوادر عالمية من المؤهلين للعمل في ظروف الطوارئ، وأشاد بدور منظمات مثل “أطباء بلا حدود” التي أظهرت أنها الأكثر فعالية في التصدي لحالة الطوارئ الحادثة في السودان.