خديجة هاشم الموظفة بوزارة المالية ـ مصدر الصورة ـ صفحتها الشخصية على "فيسبوك"

كمبالا: 11 سبتمبر 2024: راديودبنقا
تقرير: عبد المنعم مادبو

تخرج خديجة من معسكر عطاش الى منزلها في حي “خرطوم بليل” بمدينة نيالا لجمع بعض المنتجات التي زرعتها هناك.

وتقول إنها ظلت لأكثر من شهر تعتمد على ما زرعته لتغطية بعض احتياجاتها، وبذلك استطاعت ان تحقق لاسرتها بعض الأمن الغذائي في ظل المجاعة التي ضربت الاقليم.

وتضيف خديجة هاشم الموظفة بوزارة المالية، في حديثها لراديو دبنقا، انها اجبرت على النزوح الى معسكر عطاش في الناحية الشمالية لمدينة نيالا تاركة منزلها الذي دُمِّرَ بصورة كلية، لكنها استفادت من مساحته لزراعة بعض المحاصيل سريعة الانتاج.

وتقول إنها تمكنت من زراعة منزلها المهجور، وبدأت تحصد البامية منذ نحو شهر، إضافة إلى القرع والكركدي والعجور، مؤكدة أنها صارت تعتمد على انتاج مزرعتها منذ اكثر من شهر.

55 مليون فدان

وفي هذه الأيام بدأ الكثير من المزارعين في إقليم دارفور، مثل خديجة، في حصاد المحاصيل الزراعية سريعة الانتاج، التي تعرف محليا باسم “الدرت”، مثل عيش الريف “الذرة الشامي”، الفول السوداني، الطماطم، البطيخ، العجور، والكِريب، لتسهم في رفع جزء من المعاناة التي عاشتها الأسر بسبب المجاعة التي ضربت الاقليم.

وأدت المجاعة الى وفاة الكثيرين، ولا زالت تهدد حياة الآلاف بحسب تقارير المنظمات والوكالات الأممية التي تشير الى ان أكثر من 230 ألف شخص معرضون لخطر المجاعة في الاقليم.

وتقدر المساحات الزراعية في اقليم دافور بنحو 55 مليون فدان، لكن التي زُرِعَتْ فعلياً هذا العام لا تتجاوز 12 مليون فدان، وذلك بسبب الحرب التي تدور في الاقليم منذ 15 ابريل الماضي.

انفراج في شعيرية

وقد انعكس بدء حصاد المحاصيل الزراعية سريعة النُّضوج بصورة ايجابية على حياة المواطنين، وأدى الى انفراج الوضع المعيشي لسكان بعض مناطق الأقليم.

ويقول الصحفي الفاضل ابراهيم، من محلية شعيرية بولاية بشرق دارفور، إن مواطني المحلية بدأوا يقتاتون من المنتجات الجديدة للموسم الزراعي، مضيفا أنها حققت انفراجاً كبيراً في الوضع المعيشي.

وأشار الفاضل الى ان مواطني المحلية عاشوا أياماً صعبة خلال الاشهر الماضية بسبب نقص الغذاء وارتفاع اسعاره وندرة السيولة النقدية.

وأضاف أن الوضع قد دخل مرحلة الانفراج الآن بحصاد خيرات الخريف مثل الفول السوداني، البطيخ، الفقوس، البامية، الطماطم، والذرة الشامية، حيث انخفضت اسعار المواد الغذائية بصورة ملحوظة.

وتابع قائلا أن الأسر صارت قادرة على توفير وجباتها اليومية، وأن معيلي الاسر صاروا لا يحملون هم توفير الغذاء.

ولفت الفاضل الى أن بعض المناطق ظهر فيها انتاج الذرة الجديد، مشيرا إلى أن أحد المزارعين احتفل قبل ايام بانتاجه الجديد، وجاء إلى سوق المدينة حاملا كمية من الدخن ليبشر بها المواطنين.

محاصيل وأسماك في الردوم

ويقول المواطن محمد احمد رحمة الله، من محلية الردوم، أن بعض المحاصيل الزراعية وصلت اسواق المحلية، بينها البطيخ، عيش الريف، العجور والطماطم.

وأشار كذلك إلى انتعاش اسواق الاسماك، فاصبحت بديلا للحوم الحمراء التي ارتفعت اسعارها خلال الايام الماضية، على عكس الأسماك، حيث يكفي الأسرة ان تشتري منها بمبلغ ألف جنيه للوجبة الواحدة، حسب قوله.

وأضاف أن وصول المحاصيل الجديدة إلى أسواق المنطقة اسهم في تخفيض الاسعار وانفراج الوضع المعيشي نسبيا، على الرغم من ارتفاع نسبة الفقر في المحلية.

ومن محلية كبم، يقول الشيخ موسى عبد الله حسين، من منطقة مركندي، إن بعض المواطنين حصدوا خيرات الخريف، خاصة الكِريب وعيش الريف، لكنه أكد انها غير كافية في ظل ارتفاع اسعار المواد الغذائية وانعدام السيولة النقدية.

فئة قليلة

وفي مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور، تشهد الأسواق كذلك تدفق كميات كبيرة من منتجات الخريف.

لكن المواطن عثمان يعقوب قلل من دور هذه المنتجات، مشيرا إلى أن المستفيدين منها فئة قليلة، مقارنة بعدد المواطنين.

وقالت المواطنة خديجة إن منتجات الخريف مثل عيش الريف (الذرة الشامية) وصلت اسواق نيالا، لكنها أشارت الى ان الحاجة كبيرة للغذاء ولا يمكن تغطيتها بالمحصولات الزراعية سريعة الانتاج.

واوضحت ان أسعار الذرة انخفضت من 10 آلآف للملوة الى 8 آلاف جنيه، لكن على الرغم من ذلك لا تزال هناك اسر تعاني في الحصول على الغذاء، مشيرة إلى أنها تعرف أسرة باتت من قبل بدون عشاء.

10 آلاف للملوة

ومن اقصى الجزء الشرقي لولاية شمال دارفور، يصف المواطن حماد عجب الدور من منطقة ام الحسين، على بعد 30 كيلومتر شرقي مدينة الكومة، الوضع المعيشي بالمذري.

ويضيف عجب الدور أن المواطنين يعانون من المجاعة بصورة كبيرة، اضافة الى الارتفاع الجنوني في اسعار المواد الغذائية، حيث بلغ سعر ملوة الذرة 10 آلآف جنيه، وجوال الدقيق زنة 25 كيلو جرام 80 ألف جنيه.

ويقول حماد ان المحاصيل الزراعية سريعة النضوج لم تدخل الاسواق حتى الآن، لكنه ذكر ان هناك مناطق يمكن ان يظهر انتاج محاصيلها خلال عشرة أيام او أسبوعين.

Welcome

Install
×