الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة و القائد العام للقوات المسلحة، يشهد ببكين، على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الصيني الإفريقي، توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة الشمسية والتعدين وخطوط النقل – المصدر - صفحة مجلس السيادة على الفيسبوك

أمستردام: 4 سبتمبر 2024: راديو دبنقا
شهد الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، اليوم ببكين، على هامش مشاركته في أعمال المنتدى الصيني الإفريقي، شهد توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة الشمسية والتعدين وخطوط النقل. وذلك بحضور وزير الطاقة والنفط، المهندس محي الدين نعيم محمد سعيد، وسفير السودان ببكين، السفير عمر صديق، ومدير عام منظومة الصناعات الدفاعية، الفريق ميرغني إدريس.

وأوضح إعلام مجلس السيادة أن الفريق عبد الفتاح البرهان عقد لقاءات مثمرة وناجحة مع مدراء عدد من الشركات الصينية العاملة في مجالات النفط والطاقة الشمسية والكهرباء، أثمرت اليوم عن توقيع هذه الاتفاقيات.

محاولة للخروج من العزلة الدولية
راديو دبنقا توجه بسؤال للسفير الصادق المقلي، السفير المتقاعد من وزارة الخارجية السودانية، حول مغزى مشاركة القائد العام للقوات المسلحة في هذه القمة فأجاب بأن السودان يتعرض لعزلة دولية، وإن الاتحاد الأفريقي قد جمد عضوية السودان، كما أن الاتحاد الأوربي ودول الترويكا التي تضم كل من النرويج وبريطانيا والولايات المتحدة الامريكية لا تعترف بحكومة بورتسودان، ولكنها تتعامل معها وفق مبدأ الانخراط مع حكومة الأمر الواقع.

وأضاف السفير المتقاعد أن الحكومة في بورتسودان تبحث عن الشرعية ومثل هذه التظاهرات تمثل فرصة بالنسبة لها خصوصا وأن الصين واحدة من الدول التي تنظم مؤتمرات قمة منتظمة مع الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي مثلها مثل روسيا واليابان وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة الامريكية وكذلك قمة الاتحاد الأوربي وأفريقيا.

شرعية الأمر الواقع
ونوه السفير الصادق المقلي إلى أن حكومة بورتسودان سبق لها أن شاركت في قمة روسيا وأفريقيا بالنظر إلى أن روسيا قدمت الدعوة لهم كدولة ولا توجد مشاكل في علاقاتها مع السودان. ولذلك فقد سارعت حكومة بورتسودان لتلبية الدعوة من الصين لتأكيد شرعيتها والتي وصفها السفير المتقاعد بشرعية الأمر الواقع. واعتبر أن أهم سبب دفع السودان للمشاركة هو البحث عن الشرعية الدولية والقائمة على الاعتراف بالأمر الواقع.

وأشار السفير الصادق المقلي في حديث لراديو دبنقا أن العمل الثنائي في علاقات الدول لا يكون له مردود إلا في ظروف طبيعية. وضرب مثلا بغياب رجال الأعمال السودانيين عن المنتدى الثامن لرواد ورجال الأعمال والذي يعقد على هامش القمة الصينية-الأفريقية والذي يعتبر واحد من أهم الفعاليات التي تصاحب القمة. حيث لم ينضم للوفد السوداني أي من رجال الأعمال السودانيين وتشكل الوفد من ثلاث من الوزراء في حكومة بورتسودان، بينما يشارك ممثلين عن قطاع الأعمال من كل الدول الأفريقية في هذه التظاهرة.

لا مردود استثماري للزيارة
وشدد السفير المتقاعد أنه في ظل ظروف غير طبيعية مثل التي يعيشها السودان ليست هناك جدوى من العلاقات الثنائية بسبب غياب المردود الاستثماري، وحتى في حال توقيع اتفاقيات مع الصين، فهي لن تترجم على أرض الواقع خصوصا في ظل الظروف الأمنية والتي تحول دون إقدام الاستثمارات القادمة من الصين أو أي دول أخرى على الدخول للسودان.
وحول إمكانية أن تلعب الصين دورا في وضع حد للنزاع الدائر في السودان، استبعد السفير الصادق المقلي في حديثه لراديو دبنقا ذلك معتبرا أن الصين تعمل بدبلوماسية “الكنتين”، أي دبلوماسية التجارة والاستثمار، وبالتالي لا تتدخل في أي نزاع في العالم حتى وإن كان ذلك في أفريقيا. وقارن بين الصين وروسيا حيث تستخدم الأخيرة شركة “فاغنر” كمخلب للعمل في أفريقيا في مجالات مثل الذهب والماس وكذلك في حماية الأنظمة في بعض الدول الأفريقية.

لا يوجد ما يمنع تزويد السودان بالسلاح
ومضى قائلا إن إقدام الصين على بيع أسلحة أو معدات عسكرية للسودان في هذه الظروف فهو أمر وارد ومشروع ومتاح للحكومة السودانية أن تشتري السلاح من أي مكان في العالم. صحيح هناك استثناءات في حالات وجود حظر في دارفور مثلا وبموجب القرار الأممي رقم 1591.

وشدّد السفير الصادق المقلي على أن العلاقات السودانية الصينية لن تستقيم في ظل الظروف الحالية التي تمر بها البلاد. وحتى في حال توقيع اتفاقيات مع وزارة المالية أو وزارة الطاقة والتعدين أو وزارة الخارجية وهو أمر طبيعي، فستظل هذه الاتفاقيات حبيسة الأبراج. وحتى قبل الحرب ومنذ انقلاب 25 أكتوبر 2021 لم تدخل البلاد أي استثمارات لعدم وجود مناخ معافى للاستثمار في السودان.

Welcome

Install
×