الترند اليوم: انقطاع طريق عطبرة-أبو حمد

يبدو أن موعد السودانيين والسودانيات مع المعاناة لم ينتهي بعد. فبعد أن أكملت الحرب اللعينة 500 يوما منذ اندلاعها في 15 أبريل 2023، تشهد مناطق واسعة من السودان أمطار غزيرة تصحبها سيول وفيضانات أدت إلى خسائر كبيرة في الأرواح وفي ممتلكات المواطنين وتدمير عدد من المنشئات والبنيات التحتية الرئيسية. ولعل كارثة الانهيار الجزئي لسد أربعات الذي يوفر المياه لمدينة بورتسودان وضواحيها مثلت النموذج الصارخ للتداعيات الكارثية لموسم الخريف هذا العام والتي جاءت لتضاف إلى كم التدمير الممنهج للبنيات التحتية من قبل طرفي الحرب على مدى 500 يوم من الحرب. وامتدت الخسائر في البنيات التحتية من طرق وكباري ومحطات مياه وكهرباء وغيرها إلى كل أنحاء السودان، من الجنينة وزالنجي غربا وحتى كسلا وبورتسودان في شرق البلاد. ومن وادي حلفا في الشمال إلى مناطق العباسية وأبوجبيهة في الجنوب. وبعد أن كانوا يتابعون التداعيات الكارثية واليومية للحرب، أصبح السودانيون والسودانيات يلاحقون أخبار النتائج المدمرة لموسم الخريف الاستثنائي هذا العام. ويفسر ذلك ولو جزئيا بالطبع المشاهدات العالية التي فاقت 1 مليون مشاهدة على منصة الفيسبوك لمقطع فيديو مدته 1 دقيقة و 16 ثانية وتم تصويره في واحدة من المناطق التي جرفها السيل على طريق عطبرة-أبو حمد. ويظهر مقطع الفيديو بوضوح أن النقطة التي جرفتها المياه تبعد بأقل من نصف المتر عن المصرف المفترض أن تمر المياه عبره إلى الجانب الآخر للطريق. ويستشف من حديث أحد المتحدثين في مقطع الفيديو أن هذا المصرف مغلق بسبب عدم صيانته لفترة طويلة الأمر الذي غير مسار السيل إلى نقطة مجاورة ليجرف الطريق نفسه ويمنع مرور السيارات في الاتجاهين، كما وأن المياه قد غمرت جانبي الطريق ما يحول دون فتح طريق بديل مؤقت. ومن المؤكد أن السلطات الحكومية لم تلتفت هذا العام إلى تنفيذ تحضيرات الخريف وتحديدا لجهة تنظيف وفتح مصارف المياه حتى لا تتحول الطرق إلى سدود تحجز المياه وتدفع بها لتحاصر المناطق السكنية أو أن تنهار الطرق في مناطق كثيرة بسبب شدة اندفاع المياه. السبب هو دون شك تحويل كل الموارد المتاحة لتمويل المجهود العسكري… لا للحرب

Welcome

Install
×