مشروع الفكر الديمقراطي يحتفي بمئوية ثورة 1924

شعار مشروع الفكر الديمقراطي ـ مصدر الصورة ـ صفحته على "فيسبوك"

أمستردام: 23 أغسطس 2024: راديو دبنقا
يحتفي مشروع الفكر الديمقراطي بالذكرى المئوية لثورة 1924 عبر تنظيم سلسلة من الأنشطة تشمل إعادة نشر كتابين للبروفيسور محمد عمر بشير والدكتور جعفر محمد علي بخيت عن هذه الثورة، بجانب ندوات عروض مسرحية وغنائية. برنامج ملفات سودانية التقى بالدكتور شمس الدين ضو البيت، مدير مشروع الفكر الديمقراطي، وسأله عن الإجماع الواسع للسودانيين حول هذه الثورة ودورها في التاريخ السياسي والفكري.
توحيد الوجدان السوداني
حيث أعتبر الدكتور شمس الدين ضو البيت، مدير مشروع الفكر الديمقراطي، في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع مساء غدا السبت أن احتفاء وتوافق السودانيين على ثورة 1924 هو نتاج للسمات الرئيسية لهذه الثورة التي نجحت في التأسيس لوجدان سوداني مشترك. وقال الدكتور شمس الدين ضو البيت أن هذا الوجدان السوداني الوطني كواحدة من أوائل الحركات الوطنية في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء مستبقة بذلك كافة الحركات الوطنية الأخرى في هذه المنطقة. أن هذا الوجدان السوداني المشترك هو أحد احتياجاتنا الأساسية اليوم للتصدي للمهدد الوجودي للسودان والمتمثل في الحرب المستعرة الآن.
ثورة مدنية
وقال مدير مشروع الفكر الديمقراطي أن هذه الثورة كانت أول ثورة مدنية في تاريخ السودان الحديث، صحيح أن الثورة المهدية سبقت ثورة 1924، لكن الثورة المهدية كانت لها دوافع دينية إلى حد كبير. فيما كانت ثورة 1924 ثورة مدنية خالصة حيث بدأت التظاهرات في شهر يونيو 1924 ومثلت بذلك أول توجه لاستخدام الوسائل المدنية في تاريخ السودان عبر التظاهر، توزيع البيانات، إقامة الندوات والخطب الجماهيرية وهي وسائل مدنية وجماهيرية حديثة. هذه السمة في ثورة 1924 استلهمتها كل الثورات العظيمة في تاريخ السودان بما فيها ثورة ديسمبر 2029.
ثورة حداثوية
ووصف الدكتور شمس الدين ضو البيت في حديثه لبرنامج ملفات سودانية الذي يذاع مساء غدا السبت ثورة 1924 بأنها كانت حركة حداثوية، بمعنى أنها تجاوزت الانتماءات الأولية وفي مقدمتها اروح القبلية التي كانت سائدة في المنطقة ككل وفي السودان بصورة أخص. كما تجاوزت ثورة 1924 الانتماءات الطائفية والدينية وبالتالي كانت ثورة حداثوية وصلت إلى حد معارضة واتخاذ موقف من هذه الانتماءات الأولية وخير مثال ذلك تشكيل جمعية “الاتحاد” و “جمعية اللواء الأبيض”. كما قدمت محاكمة البطل علي عبد اللطيف نموذجا ساطعا لتجاوز الانتماءات القبلية عندما أجاب على سؤال القاضي عن انتمائه القبلي، فأجاب بأنه سوداني.
واستدرك مدير مشروع الفكر الديمقراطي أننا عندما نتحدث الأن عن الانتماء للسودان فهو أمر طبيعي، ولكن في ذلك الوقت كان يمثل تحديا كبيرا بالنظر إلى أن الاستعمار البريطاني فرض على السودانيين في كل مكان أن يكشفوا وأن يجاهروا بانتمائهم القبلي في كل المؤسسات وفي كل الوثائق الرسمية وحتى في الجامعات وفي الأحاديث الرسمية والمقابلات كان عليهم أن يحددوا انتمائهم القبلي. لذلك كان الحديث عن الانتماء السوداني في ذلك الوقت يمثل تحديا كبيرا للاستعمار وتحدي كبير للثقافة السائدة. حيث قفزت الثورة بالسودانيين من ثقافة مرتبطة بالانتماءات الأولية سواء أن كانت القبلية أو الدينية أو الطائفية إلى ثقافة تتحدث عن السودان الأمر الذي نقلة حداثوية كبيرة وجعل منها ثورة سودانوية في المقام الأول.
ثورة معرفية
وأشار الدكتور شمس الدين ضو البيت في حديث لبرنامج ملفات سودانية يذاع مساء غدا السبت أن ثورة 1924 كانت أيضا ثورة معرفية حيث تولى قيادتها ثوار من الخريجين الحاصلين على معارف حديثة. حيث نشأت جمعية الاتحاد السوداني من داخل كلية غردون، فيما ضمت جمعية اللواء الأبيض أغلبية من الضباط الذين درسوا المعارف الحديثة في المدرسة الحربية التي تأسست في العام 1905. وشكلت عضوية الجمعيتين القيادات الأساسية لثورة 1924 بما اكتسبوه من معارف حديثة ذات صلة بالعالم والتاريخ الحديث.
ونوه مدير مشروع الفكر الديمقراطي إلى تميز هذه الثورة بسماتها التي ذكرت عما قبلها وتحديدا الثورة المهدية، كما أنها وبتميزها وضعت الأساس للثورات التي تلتها وللحركة السياسية التي تنامت بعد مؤتمر الخريجيين ونشأة الحزب ومن ثم بروز الحركة الوطنية التي حققت الاستقلال. وتواصل تأثير ثورة 1924 لاحقا عبر ثورة 12 أكتوبر، انتفاضة أبريل وحتى ثورة ديسمبر 2019 حيث نهلت جميعها من معين ثورة 1924. ما يفسر بوضوح القبول الواسع والكبير الذي تجده ثورة 1924 من جميع السودانيين.

Welcome

Install
×