الترند اليوم: “التكايا” في مواجهة الجوع

تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطعي فيديو الأول مدته 47 ثانية والمقطع الثاني مدته 29 ثانية. وتم تصوير مقطعي الفيديو في منطقة الجريف شرق بمحلية شرق النيل في ولاية الخرطوم. طوابير طويلة من الأواني والعشرات من الأطفال والنساء والرجال ينتظرون لحظة توزيع الوجبة في أحد المطابخ الجماعية التي تعرف باسم “التكايا”. الوجبة المنتظرة لا تعدو أن تكون قليل من “البليلة” التي لا تسد الرمق ولا تغني من الجوع. في كل أنحاء السودان وبصورة خاصة في المناطق المتأثرة بالحرب وفي غياب أي مسؤولية للدولة وعدم قدرة المنظمات الإنسانية على الوصول إلى المحتاجين في هذه المناطق، أصبح النفير والجهد الجماعي من الأسلحة الفاعلة في مواجهة الواقع الذي فرضته الحرب على السودانيين والسودانيات منذ 15 أبريل 2023. وفي مواجهة النقص الحاد في الغذاء وصعوبة الحصول عليه، أبدع السودانيون والسودانيات “التكايا” أو المطابخ الجماعية التي تستند إلى قيم التكافل الاجتماعي والمبدأ الذي خطه اعتصام القيادة العامة “عندك خت ما عندك شيل”. حيث يتداعى سكان الحي أو المنطقة أو المدينة إلى تجميع ما لديهم من قدرات وتقاسمها بشكل متكافئ. وتوسعت هذه التجربة لتشمل كل أنحاء السودان، بل كانت أحد الحلول التي اختارها اللاجئون السودانيون في معسكرات اللجوء خارج السودان من أجل إدارة احتياجاتهم. لكن “التكايا” تواجه اليوم صعوبات كبيرة دفعت الكثير منها للتوقف. صحيح أن البعض منها توقف بسبب الأوضاع الأمنية في المناطق التي تعمل فيها مما يحول دون وصول المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية التي تعمل بها هذه المطابخ الجماعية، لكن الغالبية العظمى من “التكايا” قد توقفت أو ستتوقف في وقت قريب بسبب نقص التمويل الذي يسمح بتوفير الاحتياجات. وقد أطلقت العديد من لجان الخدمات ولجان المقاومة التي تتولى إدارة وتنظيم هذه “التكايا” نداءات استغاثة من أجل توفير التمويل الضروري حتى تستمر هذه “التكايا” في توفير خدماتها للمواطنين الذين سيواجه الكثيرون منهم الجوع مما سيدفعهم إما للنزوح إلى خارج مناطق تواجدهم الحالية أو مواجهة خطر الموت جوعا… لا للحرب…

Welcome

Install
×