هل يرفض الجيش المشاركة في مفاوضات جنيف؟

رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان

أمستردام: 1 أغسطس 2024: راديو دبنقا
أثار خطاب الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، في جبيت يوم أمس مخاوف من أن يكون مقدمة لرفض القوات المسلحة المشاركة في مفاوضات جنيف التي دعت لها الولايات المتحدة في 14 أغسطس الحالي. ووجه البرهان عبر خطابه رسائل للمجتمعين الدولي والإقليمي حدد من خلالها شروط ومطالب حكومة بورتسودان للموافقة على المشاركة في المفاوضات.

واعتبر عثمان فضل الله، الكاتب والصحفي، في حديث لراديو دبنقا أن فهم طبيعة خطاب الفريق عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، في جبيت يوم الأربعاء 31 يوليو 2024، يتطلب أخذ الحيز الزماني والمكاني الذي قدم فيه الخطاب في الاعتبار. وأكد عثمان فضل الله أن القرار بالمشاركة في مفاوضات جنيف قد تم اتخاذه في دوائر القرار في بورتسودان، لكن هذه المشاركة حددت لها اشتراطات ووضع تصور لصيغة هذه المشاركة.

ملاحظات واشتراطات
وأشار الكاتب والصحفي إلى أن القوات المسلحة وحكومة بورتسودان قدمت بعض الملاحظات، ورد بعضها في بيان وزارة الخارجية وبعضها لم يذكر وسلم للوساطة في واشنطن. وتم الاتفاق على أنه في حال الاستجابة للاشتراطات والمطالب التي تقدمت بها حكومة بورتسودان، فسيتم التمثيل بوفد رفيع المستوى في محادثات جنيف، وإن لم تتم الاستجابة للمطالب والاشتراطات فستتم المشاركة بنفس الوفد الذي شارك في مفاوضات جنيف السابقة التي دعا لها مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، رمطان العمامرة.

ووصف عثمان فضل الله في حديث لراديو دبنقا الخطاب كوسيلة ضغط ظل يستخدمها الفريق عبد الفتاح البرهان طوال الفترة الماضية خصوصا وأن الجيش وحكومة بورتسودان يرون في المشاركة في أي مفاوضات في الوقت الراهن هو نوع من الهزيمة باعتبار السقف المرتفع للخطاب المقدم طوال العام ونصف الماضي والمتمثل في الخطاب الرافض للتفاوض والمبشر بهزيمة ساحقة لمن يسميهم بالمتمردين وتحرير المناطق التي دخلها الدعم السريع.

امتصاص الغضب مقدما
وأضاف الكاتب والصحفي أن هذا الخطاب سبب شحنا عاليا أوساط منسوبي ومناصري الحركة الإسلامية ومن يتعاملون مع النزاع من وجهة نظر يمكن أن نصفها بالعنصرية. وعزز هذا الشحن المعنوي أمال هؤلاء في تحقيق نصر عسكري وأنهم سيمثلون البديل أو حكام المرحلة القادمة بكل إحنهم وأحقادهم وضغائنهم ورغبتهم في الانتقام.

ومضى عثمان فضل الله في حديثه لراديو دبنقا قائلا إن الفريق البرهان وجد نفسه مضطرا لإرسال بعض الرسائل التي تحاول بقدر الإمكان امتصاص الغضب الذي سيتولد في أوساط هذه المجموعات في حال إعلان المشاركة في مفاوضات جنيف. وفسر الكاتب والصحفي ذلك بأن هذه المجموعات التي تنتمي في الأساس للإخوان المسلمين أو الحركة الإسلامية متغلغلة في أجهزة الدولة بشكل عام، وخير مثال لذلك هيئة العمليات التي تتشكل بواقع 90% أو حتى 100% من منتمين أو مناصرين للحركة الإسلامية. ويمكن قول نفس الشيء عن جهاز الأمن والمخابرات الذي يتشكل بنسبة عالية من نفس هذه المجموعة وكذلك القوات المسلحة والشرطة.
ضغوط من كل الاتجاهات
ووصف الكاتب الصحفي، الفريق عبد الفتاح البرهان بأنه في وضع لا يحسد عليه. من جهة هناك ضغط دولي واسع ومن جهة أخرى هناك الضغط العسكري بالنظر إلى أن الأوضاع الميدانية لا تسير وفق رغبات البرهان وتحميله مسؤولية الفشل في مسارح العمليات. لذلك سعى الفريق عبد الفتاح البرهان بخطابه في جبيت يوم أمس امتصاص غضب هذه المجموعات ويرسل رسائل للمجتمع الدولي عسى ولعل أن يستجيب لبعض من مطالبه وهو في موقف ضعف.
وشدد الأستاذ عثمان فضل الله في حديث لراديو دبنقا بأن الحديث عن أن من يرغبون في التفاوض عليهم إخراج قوات الدعم السريع من الجنينة ونيالا وغيرها من المدن وبيوت المواطنين هو بمثابة دعوة للمجتمع الدولي بخوض الحرب نيابة عنه، أو أن الذي لم نستطع تحقيقه بالقتال يفترض أن يحققه لنا المجتمع الدولي بالتفاوض.

Welcome

Install
×