سوء التغذية يفتك باللاجئين في اثيوبيا مع استمرار عمليات الترحيل إلى معسكر جديد
كومر -اولالا-افتيت: 26 يوليو 2024:راديو دبنقا
كشف لاجئون سودانيون عالقون في غابات منطقة اولالا في إقليم الأمهرا باثيوبيا عن وفاة طفلة رضيعة (5 شهر )، أمس الخميس، بسبب سوء التغذية، مشيرين إلى نقص حاد في الغذاء والدواء، فيما أعلنت المفوضية السامية لشئون اللاجئين نقل أكثر من الف لاجئ سوداني من معسكري اولالا وكومر إلى معسكر افتيت الذي يبعد 30 كيلومترا عن الحدود مع السودان.
وكشف لاجئ عالق في غابة اولالا لراديو دبنقا عن تعرضهم لهجوم مسلح مساء أمس الخميس للمرة الثانية خلال اسبوع. مبيناً إن أربعة مسلحين اقتحموا الغابة دون أن يخلف الهجوم أضرار تذكر.
وكان اللاجئون قد تعرضوا لهجوم مسلح يوم السبت الماضي أدى لمقتل زوج وزوجته وإصابة 17آخرين، وقال أحد اللاجئين لراديو دبنقا إنهم لم يتمكنوا من نقل المصابين إلى المستشفى حتى الآن وباشروا إجراء الرعاية الصحية الأولية في الغابة.
ونبه إلى عدم توفر الماء والغذاء والدواء في المعسكر وإنهم تحصلوا على كميات محدودة من الأدوية بواسطة متبرعين.
وفي يونيو الماضي، كشف المكتب الصحي لتنسيقية اللاجئين السودانيين في اقليم الأمهرا عن وفاة (45) طفلا جراء سوء التغذية، بينما بلغ عدد حالات الإصابة في الفترة من يناير إلى مايو أكثر من 2000 طفل.
ويجدد اللاجئون في غابة اولالا رفضهم الانتقال إلى معسكر افتيت لأنه يقع في نفس الاقليم الذي يشهد اضطرابات أمنية مطالبين بنقلهم إلى مكان آمن.
استمرار عمليات نقل اللاجئين
وكانت المفوضية السامية لشئون اللاجئين أعلنت يوم الأربعاءعن نقل 1,087 لاجئًا من معسكر كومر وأولالا في إقليم الأمهرا في اثيوبيا إلى معسكر افتيت المجاور لمدينة شهيدي في ذات الاقليم.
وقال المسئول في مكتب مفوضية اللاجئين باثيوبيا، قبريال دوكو في مقطع فيديو نشرته صفحة المفوضية باثيوبيا على منصة إكس رصده راديو دبنقا، إن عمليات الترحيل مستمرة لليوم الرابع.
ويظهر الفيديو عمليات الترحيل عبر المركبات من معسكر كومر إلى معسكر افتيت كما تضمن شهادات من لاجئين سودانيين جرى نقلهم إلى المعسكر اشادوا فيها بتعامل السكان المحليين وتعاونهم.
وتقول الدكتور زينب البخيت رئيسة لجنة اللاجئين، في تسجيلات صوتية، إن معظم الأسر وافقت على الرحيل من معسكر كومر إلى افتيت بسبب الحوادث الأمنية المتكررة.
و تعرض معسكر كومر إلى سلسلة من الهجمات بواسطة مليشيات الفانو المعارضة للحكومة المركزية حيث قتل خلال الهجوم الأول الذي وقع يوم 17 يوليو الجاري ٩ من أفراد الشرطة وأصيب أربعة آخرين كما أصيب طفل بجروح طفيفة، ويوم الأحد الماضي قتل حارس لمخزن يتبع لمنظمة بالمعسكر بينما تعرض اللاجئون لعمليات نهب طالت 15 منهم وأصيب اثنين منهم باعقاب البنادق.
وقالت الدكتورة زينب إن السلطات الإثيوبية قررت نقلهم من المعسكر بسبب نشاط المليشيات المتزايد ووعدوا بحمايتهم في الموقع الجديد.
وأوضحت إن معسكر افتيت يبعد 30 كيلومترا عن الحدود مع السودان كما يبعد 5 كيلومترات من منطقة شهيدي ويقع في منطقة سهلية تخلو من الجبال وتبلغ مساحته حوالي 60 فدان.
و بررت مصادر اثيوبية ابعاد المعسكر عن الطريق الرئيسي بمسافة كيلومترين لتجنب تعرض اللاجئين للذخائر الطائشة في حال حدوث أي اشتباكات.
وتشير مصادر إثيوبية إلى أن المنطقة تقع تحت نطاق تحركات مليشيات الفانو المعارضة للحكومة، وإن أي وجود عسكري معلن من الجيش أو الشرطة الفيدرالية من شأنه أن يثير حفيظة المليشيات .
وقالت مفوضية اللاجئين الأسبوع الماضي إنها ستغلق معسكري كومر واولالا بسبب عدم توفر الأمن.
وتقر المصادر الإثيوبية بعدم توفر الخدمات بالمعسكر الجديد ولكنها تؤكد إن السلطات الإثيوبية منحت الأولوية للأمن.
ووصفت المفوضية في بيانها موقع افتيت بأنه جيد لتعزيز أمن اللاجئين وحمايتهم. وسيستضيف الموقع ما يصل إلى 12,500 لاجئ معظمهم من السودان، بما في ذلك أولئك الذين تمت استضافتهم سابقًا في موقعي اللاجئين في أولالا وكومر وأولئك الموجودين في مراكز العبور.
رفض مستمر
ولكن اللاجئون في غابة اولالا يرفضون الانتقال من الغابة إلى أي مكان داخل إقليم الأمهرا باعتباره مكان غير آمن ويطالبون بنقلهم إلى مكان آمن خارج إثيوبيا.
ويعتصم أكثر من ستة آلاف لاجئ في غابات اولالا بعد أن خرجوا سيراً على الاقدام من المعسكر منذ بداية مايو الماضي احتجاجاً على عدم توفر الأمن.
ويوم السبت الماضي، أبلغ ممثل دائرة اللاجئين والعائدين الاثيوبية(حكومية) اللاجئين في الغابة، في اجتماع عام، بأن إصرارهم على البقاء في الغابة، ورفضهم الرحيل إلى معسكر افتيت الجديد يعد مخالفة صريحة لترتيبات الدولة المضيفة.
ولوح المسئول، بحسب مقطع فيديو تحصل عليه راديو دبنقا، باتخاذ إجراءات لم يسمها ضد الرافضين.
وأرجعت المفوضية ، في بيان لها يوم السبت الماضي تحصل “راديو دبنقا” على نسخة منه، إغلاق المعسكرين لضمان توفير الأمن المناسب والحماية وتحسين الخدمات والمساعدة للاجئين.
وأوضحت في البيان إن دائرة اللاجئين والعائدين التابعة لحكومة إثيوبيا والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ستقومان بنقل اللاجئين السودانيين من معسكري كومر واولالا إلى موقع جديد في اقليم الأمهرة.
ويستضيف معسكري كومر واولالا نحو ٨ آلاف لاجئ معظمهم سودانيين.
وأكد البيان إن إثيوبيا تواصل فتح أبوابها أمام الأشخاص الذين أجبروا على الفرار،حيث أنها واحدة من سبع دول مجاورة لا تزال تستقبل آلاف الأشخاص الذين يبحثون عن الأمان من الصراع في السودان.
وأكدت إن اثيوبيا واحدة من الدول الرائدة في استضافة اللاجئين في أفريقيا، حيث تعد موطنًا لأكثر من 1.1 مليون لاجئ وطالب لجوء معظمهم من جنوب السودان والصومال وإريتريا والسودان.